14 شباط 1982 .. الذكرى الـ 37 لانتفاضة “الهوية” في الجولان المحتل
37 عاماً مرت على انتفاضة 14 شباط عام 1982، التي أعلنها أهلنا في الجولان السوري المحتل، رداً على قرار سلطات الاحتلال فرض القوانين والجنسية “الإسرائيلية” على المواطنين، مؤكدين انتمائهم للوطن الأم.
وانطلقت انتفاضة الجولان، عقب إعلان الكنيست “الإسرائيلي” بتاريخ 14 كانون الاول من العام 1981، قرار “ضم الجولان”، الذي تضمن فرض الهوية “الاسرائيلية”، والتجنيد الاجباري للسورين في جيش الاحتلال، ليبرهن الجولانيون، حينها، بدمائهم، انتمائهم ورفضهم الانسلاخ عن وطنهم الأم سوريا.
أولى خطوات الرفض الغاضب لأهلنا في الجولان كانت تمزيق وحرق هوية العدو المفروضة، ورميها تحت الأقدام مرددين “لا بديل من الجنسية العربية السورية ولن نتنازل عن هويتنا السورية، والمنيّة ولا الهوية الإسرائيلية”، متمسكين بأرضهم السورية، غير آبهين سياسة محتلهم الغاصب.
وأسقط أهل الجولان القرار، فعقب ستة أشهر من الانتفاضة، أجبرت سلطات العدو عن التراجع عن فرض الجنسية، وألغت التجنيد الإجباري، بالاضافة لإطلاق سراح كل المعتقلين السوريين وإعادتهم إلى ديارهم دون شروط.
وأهم انتصار كان إبراز اسم هضبة الجولان في بطاقة الهوية التي يحملها مواطنو الجولان محل كيان العدو.
ولم تكن انتفاضة 14 شباط يتيمة، وانتهج أبناء الجولان السوري المحتل سياسة الرفض والاسقاط، لكل محاولة تهويد وضم، حاول الكيان الزائف فرضه عليهم على مدار 51 عاماً.
كما مارس الاحتلال “الاسرائيلي” على الجولانيين أبشع السياسات التعسفية، من تدمير للبيوت واقامة مستوطنات عليها، وفرض مناهج “إسرائيلية” بدلاً من السورية، ومصادرة الأراضي للمواطنين الغائبين، في محاولة منه أن يُرضخهم لسياساته، إلا أن الموقف هو هو، الجولان أرض سورية وأهلها مواطنون سوريون.
وبعد 37 عاماً أعاد أهل الجولان السوري الكرة، مسقطين “الانتخابات” التي فرضتها عليهم قوات الاحتلال، برفضها رفضاً قاطعاً، واضطرت سلطات العدو لتعيين أشخاص خونة محسوبين عليها بسبب “فراغ” صناديق الاقتراع من الأوراق، كما في قرية مسعدة.
وبعد مضى أكثر من نصف قرن على احتلال “إسرائيل” للجولان، وما يزيد عن 37 عامًا على قرار ضمها، لم تنجح “إسرائيل” خلالها، في إقناع أهالي الجولان، أوالتأثير عليهم بالتخلي عن هويتهم التي ما زالت عنوان مسيرتهم.