“ستة إلا ربع” .. شارع الحب الذي دمرته الحرب في دير الزور
“ستة إلا ربع” هي توقيت ساعة إلا في دير الزور، فهو اسم أحد أشهر شوارع المدينة، شارع العشاق فيها، الذي طاله سواد الحرب وتركه إثرا بعد عين.
وبحسب ما أورد موقع “وطن” ، فإن “هذا الشارع كان قبل الحرب يضم أشهر المحلات التجارية والصيدليات والعيادات الطبية، كما يمثل صلة وصل بين ثلاثة شوارع تحيط بالقلب التجاري لمدينة دير الزور، وهي شارع سينما فؤاد، شارع حسن الطه، والشارع العام”.
ويطلّ الشارع على دوار التموين، ويتميز بتعدد تسمياته إذ انتقلت تسميته الرسمية من “شارع أبو عابد” بسبب وجود جامع الشيخ أبوعابد فيه، إلى الإسم الرسمي الحالي “جادة الميسات” ثم إلى الاسم الشعبي والأكثر انتشاراً وهو”ستة إلا ربع”.
وتأتي أهمية هذا الشارع وفرادته من طرافة اسمه، وحول سبب تسمية شارع ستة إلا ربع بهذا الإسم، يذكر الموقع أنه “هناك العديد من الروايات”.
وتقول الرواية الأولى أن “عرض الشوارع المحيطة بهذا السوق هو 6 أمتار، فيما يبلغ عرضه 6 أمتار إلا ربعاً لذلك سمي بذلك”.
وتقول الرواية الثانية أن “حدود الدير العتيق كانت تلامس حدود هذا الشارع، أي أنه يشكل نهاية مدينة دير الزور القديمة، وحين بدأت عدة محلات عملها هناك كان الديريون يسمونها محلات ستة إلا ربع”.
والتعبير يعني في اللهجة الديرية القديمة: الشيء المزيف، أي أن السوق بمحلاته كان مزيفاً ليس فيه أي حركة تجارية بسبب بعده عن مركز المدينة القديمة.
أما الرواية الثالثة، وهي الأكثر انتشاراً، تقول أن “السوق يشرع أبوابه واسعاً لتدفق الفتيات حوالي الساعة ستة إلا ربعاً، بحيث يمتلئ الشارع بهن كما يمتلئ بالشبان الذين ينتظرون على مداخله وبناء على هذه الحالة سمي بشارع الستة إلا ربع”.
لكن حتى شوارع الحب لم تسلم من الحرب في سوريا، فبعد سيطرة تنظيم “داعش” على المدينة عدة سنوات، فإن الشارع أصبح مدمراً بالكامل، ورغم ذلك لايزال يعتبر جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة أهالي المدينة.
اللافت أن كثير من المناطق والشوارع التي تحمل أسماء غريبة، جرى تغيير اسمها إدارياً، ومع ذلك بقيت أسماؤها الغريبة هي المتداولة بين الناس، كونها أكثر ارتباطا ًبحياتهم اليومية.
تلفزيون الخبر