رغم رقابة الصحة.. المخدرات بمتناول أيدي الشباب السوري بسهولة
في إحدى مناطق ريف دمشق، وبوجه متعب، وعيون تحيط بها هالةٌ من السواد، وصوت مرتجف كيديه، تحدث مهند، صاحب ال 24 سنة، لتلفزيون الخبر، عن “كيفية حصوله على الحبوب المخدرة من الصيدليات”.
مهند رفض نشر قصته التي دفعته للتعاطي، واكتفى بالحديث عن طريقة تأمينه للمخدرات من الصيدليات، والتي أوضح أنها ليست الطريقة الوحيدة لتأمينها، ولكنها الأسهل حسب ما شرح لتلفزيون الخبر
وشرح مهند “الحصول على الحبوب أمر سهل، أو ربما اعتدت الحصول عليه بشكل سهل، فغالباً أحصل عليها بقصة كاذبة، عن نسياني للوصفة الطبية في المنزل، أو عن طريق وصفة استطاع صديقي الحصول عليها بطريقة ما من أحد المشافي”.
وتابع مهند “كل ما في الأمر أنني أمنع الصيدلي عن ختمها أو تسجيلها لديه، عن طريق إلهائه بأمر ما، كي تبقى الوصفة فعالة لاستخدامها في المرات القادمة”.
ومع ابتسامة مثقلة بالهموم، قال صاحب ال 24 عاماً: “هذا كله في البداية فقط، إلى أن وجدت أنا وأصدقائي من يؤمن لنا الحبوب دون وصفات”.
ويضيف الشاب “بمجرد دخولي إلى الصيدلية التي أتعامل معها، يشير لي الصيدلي بالانتظار الى أن أبقى وحدي، ليعطيني حاجتي من الحبوب، التي اعتدت شراءها، بأضعاف سعرها، وفورياً أخذ الحبوب وأغادر بسرعة”.
وأوضح أحد الصيادلة في ريف دمشق، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لتلفزيون الخبر عن بعض الحالات قائلاً: “أكثر الأدوية المخدرة المطلوبة هي البيوغابلين والزولام، والغريب أن طلبها ليس فقط من الشباب، بل من النساء والأطفال أيضاً”.
وأضاف الصيدلاني “بعض الصيادلة ضميرهم غير موجود فهم يبيعونها دون وصفة ودون إشراف، وحب المال هو الدافع الاساسي لبيعها، فهي تباع بأضعاف عن سعرها، والمدمن ليس لديه مشكلة بالدفع”.
وأشار الصيدلاني الى أن “مديرية الصحة تقوم بزيارات مفاجئة للصيدلية، ولكنها ليست كافية، فأغلب الصيدليات تتمكن من حل الموضوع بإخفاء دفتر الأدوية النفسية أو التي تسبب الإدمان، وتأخذ بمخالفة صغيرة أو استدعاء للنقابة فقط”.
ونوه الصيدلاني إلى أن “المشكلة الأساسية أن الصيدلاني غير موجود في الصيدلية، لأنه يقوم بتأجير شهادته، ويعمل هو بمكان آخر، فأغلب الذين يبيعون غير مؤهلين علمياً ولا يبالون بخطر هذا الموضوع”.
وعن أساليب طلب المدمنين للحبوب المخدرة، تحدث الصيدلاني “أغلب المدمنين يدخلون ويسألون عن الكثير من الأدوية ليصلوا إلى الدواء المخدر ليطلبوه”.
وأردف “أما الأسلوب الآخر فهو أن بعض المدمنين يرسلون نساءهم أو الأطفال، ويترجون الصيدلاني لإعطائهم الادوية، فعدم حصولهم عليها سيسبب خطراً عليهم”.
وعن رقابة الصيدليات، أوضح أمين سر نقابة صيادلة سوريا، طلال العجلاني، لتلفزيون الخبر أن “رشوة اللجنة الرقابية شيء مستحيل لأن عدد أعضاء اللجنة أربعة أو خمسة أشخاص وكل منهم من منطقة، فاتفاق الجميع على الرشوة مستحيل”.
وتابع أمين سر النقابة “حصول الصيدليات على أنواع الحبوب التي تسبب الإدمان، شيء مراقب جداً، فالمستودع يسجل ما يرسله للصيدليات، وفي الصيدلية يوجد دفتر لتسجيل الوصفات وأسماء الأطباء والمرضى، وممكن أن نراجع بأي لحظة لأي وصفة للتحقق منها”.
وأردف العجلاني “لكن من الممكن أن يكون الموزع يسجل الطلبية على اسم أحد الصيدليات، التي لا تطلب الدواء وبيعها إلى صيدلية أخرى، فتزداد لديه الكمية ويكون قادر على صرفها بطريقة غير شرعية”.
ونوه العجلاني إلى بعض الحالات “عند إلقاء القبض على أحد المتعاطين، يتم اتهام الصيدلي الذي لا يبيع وتوريطه من قبل المدمنين، والتستر على الصيدلي الذي يبيع وذلك من مصلحة المتعاطي لكي يؤمن استمرارية الحصول على الحبوب التي يطلبها”.
أما عن عقوبات البيع بطريقة غير شرعية، قال العجلاني إن “العقوبات عبارة عن غرامات ومجالس تأديبية، ينتج عنها إغلاق الصيدلية وسحب الرخصة”.
يذكر أنه في الفترة الأخيرة كثرت حالات إلقاء القبض على مروجين للمخدرات والحبوب، وفي عدة مناطق، حسب عدة منشورات لوزارة الداخلية عبر صفحتها على “فيسبوك”.
وواجه الشعب السوري الحرب التي شنت عليه، واستطاع التصدي لمختلف الطرق التي ظهرت بها هذه الحرب، ليبقى موضوع المخدرات التي انتشرت خلال الأزمة، ينال من شباب الجيل الحالي.
يزن شقرة _ تلفزيون الخبر