خلال 72 ساعة.. وفاة 29 طفلاً نازحاً من دير الزور نتيجة البرد في مخيم الهول بالحسكة
توفي 29 طفلا نازحا من ريف دير الزور الشرقي نتيجة توقف القلب بسبب البرد الشديد، خلال الــ 72 ساعة الماضية، بعد وصولهم لمخيم الهول شرقي الحسكة، ليرتفع عدد الأطفال المتوفين نتيجة نفس السبب إلى 36 طفلاً .
وأفادت مصادر طبية لتلفزيون الخبر أنه “تم نقل 27 طفل أخر إلى المشفى الوطني بمدينة الحسكة يعانون من أمراض ناتجة عن سوء التغذية و البرد الشديد ” .
وبينت مصادر محلية بريف الحسكة لتلفزيون الخبر أن ” مخيم الهول يعيش حالة من التوتر يوم السبت الواقع تحت إدارة ” الإدارة الكردية ” بعد الاحتجاجات التي نفذها القاطنين الجدد في المخيم نتيجة الظروف الصعبة”.
وأضافت المصادر أن “المحتجين هاجموا مقر ” الإدارة ” وقوات ” الاسايش ” التي أطلقت الرصاص لتفريقهم”.
وأكدت المصادر على “ارتفاع عدد القاطنين ضمن مخيم الهول إلى أكثر من 34 ألف شخص بعد وصول 23 ألف نازح من مناطق ريف دير الزور الشرقي خلال الأيام الماضية بعد هروبهم من مناطق سيطرة تنظيم “داعش”” .
وأوضحت المصادر أن ” الفارين و النازحين من مناطق سيطرة ” داعش ” يتم تجميعهم في البداية في حقل العمر النفطي من قبل قوات ” قسد ” و”التحالف الدولي” بقيادة أمريكا، حيث يتم عزل الرجال عن النساء و الأطفال للتحقيق معهم ويتم نقلهم إلى سجون ” قسد ” في محافظة الحسكة ” .
وأردفت المصادر: “أما النساء يتم التحقيق معهن بشكل مبدئي ، ويتم نقل من هن على ارتباط بتنظيم “داعش” إلى السجون المخصصة لهن، وما يتبقى من الفارين يتم نقلهم جميعاً إلى مخيم الهول، والذين يعانون من قلة الغذاء و الماء”.
وتابعت المصادر: ” يعاني آلاف النازحين السوريين واللاجئين العراقيين من الظروف المعيشية والبرد القارس وقلة الغذاء بسبب الإهمال الكبير من قبل القائمين على المخيم و المنظمات الدولية”.
وطلبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من قوات ” قسد ” “تخصيص موقع على الطريق إلى مخيم الهول ، يمكن فيه تقديم مساعدات للمدنيين الفارين، في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ فيه” .
ويتزامن ذلك، مع زيادة كبيرة في أعداد النازحين السوريين واللاجئين العراقيين القادمين من ريف دير الزور الشرقي بعد تقلص المساحات التي يسيطر عليها تنظيم “داعش ” هناك.
ويعاني مخيم الهول شرقي الحسكة، الذي تديره “الإدارة الكردية”، من ظروف معيشية وإنسانية صعبة جداً حيث يبلغ عدد القاطنين ما يقارب 40 ألف شخصاً بحسب الإحصائيات غير الرسمية، وذلك رغم أنه يضم مكاتب لعدد من المنظمات الدولية و الجمعيات الأهلية و الخيرية.
ويعاني ايضاً من الاكتظاظ خصوصاً بعد نقل جزء كبير من النازحين من مخيم العريشة جنوب الحسكة إليه.
وكان المخيم تم إنشاؤه من قبل الأمم المتحدة بالتنسيق مع الحكومة السورية في أوائل عام 1991، إبان حرب الخليج، على المشارف الجنوبية لبلدة الهول، ويوفر ملاذاً لما لا يقل عن 15،000 لاجئاً من العراق.
وأعيد افتتاح المخيم لاحقاً كأحد ثلاثة مخيمات على الحدود السورية العراقية، عندما عمدت قوات الاحتلال الأمريكي في العراق آنذاك على طرد آلاف الفلسطينيين بالقوة، بما في ذلك أولئك الذين طردوا من الكويت إبان حرب الخليج 1991.
عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة