موجوعين

الموسيقى السورية تخسر عازف البزق إياد عثمان إثر اختلاط دوائي

اختطف الموت عازف البزق السوري إياد عثمان عن عمر ٣٤ عاماً، مساء الأربعاء ٢٣ كانون الثاني، في مستشفى “رفيق الحريري” في بيروت بعد وعكة صحية أدخلته العناية المشددة منذ قرابة الشهر.

ونعى عازف الترومبيت السوري نزار عمران صديقه المقرب عبر تلفزيون الخبر، قائلاً: “إياد حالة استثنائية، أخذ البزق بفنه لمكان آخر، وحوله لآلة هارموني بطريقة مغايرة لم يشابهه فيها أحد قبل، إياد المبدع لم يكن يريد شيئاً من الحياة إلا الموسيقى”.

وتابع عمران بمزيد من الأسى “عاش إياد وحيداً، ومات كذلك، كان عقلاً موسيقياً كبيراً، وإضافة هامة للموسيقى السورية، فهو ليس عازف فقط، بل موزع موسيقي هام كذلك، اعتدت زيارته مرة في الأسبوع، نجلس، ونعزف سوية، مع البزق والترومبيت”.

وكان نزار “على مدار أربع سنوات، وخلال كل حفلة في دار الأوبرا استضيف إياد غيابياً من خلال تسجيل من عزفه، أرافقه فيه مباشرة على آلتي الترومبيت، ليكون حاضراً في كل حفل، حتى استطعنا أخيراً العزف سوياً على مسرح دار الأوبرا، في الحفل الأخير”.

وبحسرة بالغة، قال عازف الغيتار الشاب مازن داوود، لتلفزيون الخبر ، إن “إياد شخص موسيقي بكل معاني الكلام، لم يوجد مثله أحد في سوريا كلها، كم من الثقافة الغنية والأنماط التي يعزفها ويسمعها، مقدماً على الدوام أفكاراً مميزة، لكن للأسف لم يقدر أحد إياد إلا بعد موته”.

وأضاف داوود أن “إياد شاب متواضع جداً، وطيب القلب، صادقاً كما موسيقاه، شجعني على العزف ودعمني على الدوام، ودائماً ما كان يقول أنه يتمنى العودة إلى الشام”.

ولفت داوود إلى أن ” إياد خلال عزلته في منزله بدمشق، قضى وقته في الموسيقى من الصباح لليل، لم أسمع موسيقى حقيقية أبداً كالتي قدمها ووزعها، ومع كل ذلك كان يظن أنه “عادي”، إياد شخص أفتخر به جداً”

وخلّف إياد موجة حزن كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، من الأصدقاء والمحبين المودعين له بأطيب ذكر، والشاهدين على بساطة الفنان المبدع، والآسفين لرحيله المبكر.

حيث كتبت الفنانة ميس حرب على صفحتها في موقع “فيسبوك” قائلة: “صرتوا مع بعض وسام وإياد.. غصة هالقلب من أجمل الفنانين اللي اشتغلوا عحالن ولحالن.. بلا بروظة وبلا ضجيج ومن أجمل الفنانين اللي قدموا للحياة وبالمقابل ماقدمتلن غير الخذلان يا الله دخيلك الرحمة والصبر”.

ومن جهته نعى الملحن السوري سمير كويفاتي، إياد على حسابه الرسمي، بكلمات “لمّا جينا نسجّل هالغنيّة قلتلي انك حابب تكون لحالك مع البيانو .. حتى البيانو تركته ومشيت .. مانفعت دعواتنا يا إيّاد .. إلى اللقاء .”

أما عن زوجة كويفاتي، الفنانة ميادة بسيليس، فنعت إياد، من خلال كلماتها “لتكن مشيئتك يالله مع القديسين والابرار حيث لاحزنٌ ولاتنهد بل حياة أبدية وداعاً إياد عثمان يوم سوري حزين بكل المقاييس”.

ونشرت الفنانة ليندا بيطار “حرقتلي قلبي ياإياد… مابدك نسجل غنيتنا الجديدة، كنت ناطرتك لنفوت ع الاستديو سوى، اااااخ بس، الله يرحمك ياطيب”.

وخلال الشهر الماضي، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة للتبرع بالدم لإياد، حيث بدأت حالته الصحية من “كريب”، تناول على إثره مضادات حيوية مختلفة، بعد وصف صيدلي لها.

وأدت المضادات الحيوية لاختلاط دوائي عنده، لتتحول إلى مرض ذات الرئة، ثم فشل كلوي، مؤثرة على مختلف أعضاء جسمه، إلى أن وافته المنية، في ليل الأربعاء.

وكان إياد عثمان، ابن مدينة جرابس السورية، خريجاً من المعهد العالي للموسيقى، ثم مدرساً في كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث، وعضواً في الفرقة الوطنية السورية، ومتتلمذاً على يد أخيه الأكبر الاستاذ محمد عثمان، مدرس آلة البزق في المعهد العالي بدمشق.

يذكر أن الفنان الراحل غادر سوريا منذ نيسان العام الماضي، متوجهاً إلى لبنان، حيث وافته المنية هناك .

لين السعدي _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى