أربعون مسيرة أسبوعية متواصلة .. بانوراما مسيرات العودة وكسر الحصار
مع مرور الجمعة الأولى من عام 2019، لا تزال النيران النضالية المتقدة في صدور الفلسطينيين تتوهج في كل جمعة على شكل حركة جماهيرية، بدأت من ذكرى يوم الأرض الثانية والأربعين في 30 آذار 2018، لتواصل نشاطها في مسيرات العودة وكسر الحصار المفتوحة على مدار 40 أسبوعاً دون انقطاع.
حق العودة المشروع تشبث به المشاركون أسبوعياً في المسيرات، منطلقين من المحافظات الخمسة لقطاع غزة (غزة – خان يونس – رفح- شمال غزة-الوسطى)، ومتجهين نحو حدود السياج الفاصل بين الأراضي المحتلة شمال وشرق القطاع.
ومع انطلاقة أولى المسيرات، سقط 16 فلسطينياً شهيداً برصاص الاحتلال “الإسرائيلي”، ثلاثة منهم إثر قصف مدفعي لم يوفره العدو، مخلفاً أكثر من 1416 جريحاً بعضهم عانى من حالات اختناق إثر استنشاق غازات القنابل، وفقاً لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية.
أما الجمعة الثانية من المسيرات، التي عرفت فيما بعد بـ”جمعة الكاوشوك”، أضرم فيها الغزيون النيران في الآلاف من إطارات السيارات، خالقين طوقاً مانعاً للرؤية يحد من قدرة القناصة “الإسرائيليين”، مما أثار حفيظة العدو، فأطلق المروحيات والرصاص الحي على المتظاهرين، مما دفع مكتب الأمم المتحدة إلى مطالبة “إسرائيل” بضبط النفس”.
وبالرغم من “ضبط النفس” المزعوم، استشهد في تلك الجمعة الموافقة لـ6 نيسان 2018، ستة شهداء وأصيب 1070 فلسطيني، من بينهم 48 طفلاً، و251 إصابة خطيرة، إضافة لـ293 إصابة بالرصاص الحي، بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلن الجانب “الإسرائيلي” عن رفع حالة التأهب والاستنفار استعداداً لمواجهة المتظاهرين، وفي ظل مخاوف الاحتلال من النيران وإمكانية وصولها لداخل المستوطنات “الإسرائيلية”.
كما ” استطاع عدد من الشبان الفلسطينيين اختراق السياج الحدودي الفاصل، غير ابهين بما أصدره المتحدث باسم جيش الاحتلال حينها، من أن “غلاف قطاع غزة هو منطقة عسكرية مغلقة”.
واستمرت المسيرات جمعة تلو الأخرى، بدأ نشاط بعضها بتأبين شهداء الجمعة السابقة، واستغلال التجمع لتثقيف الجموع لا سيما الشابة بقصص عن العودة والحصار، والتاريخ النضالي، وغيرها من القضايا.
وتتوعد الجهة المسؤولة عن تنظيم المسيرات المعروفة “بالهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار” مع بدء الجمعة 41 من العام الحالي أنها “بصدد استخدام خيارات نضالية جديدة”.
و تهدف هذه الخيارات إلى الوقوف بحزم أمام الاحتلال، الذي ما زال يمارس سياسة المماطلة والتسويف، ويسعى لحرق الوقت للالتفاف على حقوقنا ومطالبنا العادلة، هروبا من ورطته وعجزه عن مواجهة مسيرات العودة”.
واتخذت الجمعة الأولى لهذا العام من “مقاومة التطبيع” شعاراً لها، “رفضاً لجريمة التطبيع، وتأكيداً على خيار المقاطعة الشاملة للاحتلال” الإسرائيلي”.”
يشار إلى أن قطاع غزة يعاني من حصار خانق منذ عام 2006، أدى إلى تدهور في المستويات المعيشية والخدمية للغزيين، وسط تهرب “إسرائيل” من تنفيذ القرارات الدولية لرفع الحصار كاملاً عن القطاع.
يذكر أن منظمة العفو الدولية ترى ” أن “إسرائيل” دمرت اقتصاد قطاع غزة، ودفعت به إلى البطالة والفقر المتقع”، لكن عبثاً مازال الحصار مستمراً.
تلفزيون الخبر