بانوراما أهم أحداث حلب.. ( ٤ ) .. أحداث هامة أبرزها سفاح حلب والـ “٥٠” ليرة و سوا أحلى و نقل الجثامين من الحدائق والمنصفات
من الأحداث التي شهدتها مدينة حلب والتي سيبقى الأهالي يستذكرونها، منها بسبب اعتبارها سابقة ومنها لشدة وجعها وأخرى لأهميتها معنوياً ومادياً، ففي حلب تم خلال هذ العام إعفاء أكثر من 50 مسؤول من مهامه بذات الفترة.
وبحسب محافظة حلب، فإنه تم منذ أشهر “إعفاء أكثر من 50 مديراً ورئيس وحدة ادارية ولجان أحياء في حلب، بسبب مخالفات إدارية وفساد وتقصير بالعمل”.
ولفتت المحافظة إلى أنه “يتم أيضاً التحقيق بأكثر من 50 قضية وملف تفتيشي، تتعلق بحالات فساد أو أخطاء إدارية أو تقصير وما إلى ذلك”.
ومن الأحداث الهامة أيضاً ذات الطابع الاقتصادي، افتتاح سوق وخان خير بيك للأقمشة في حلب القديمة، ويمكن القول أن هذا الخان هو السوق الفعلي الأول الذي عاد للعمل بحلب القديمة.
وسوق خان خير البيك تم إعادة تأهيله من الأضرار التي تعرض لها خلال الحرب بشكل كامل، وهو واحد من الأسواق المهمة المختصة بالأقمشة، ويضم حوالي 70 محلاً تجارياً فيه.
ومن الأحداث ذات الطابع الأمني في حلب الحملة الكبيرة التي أعلنها فرع مرور حلب، بالتعاون مع الأفرع الأمنية بالمدينة، “ضد الدراجات النارية غير المرخصة أوالمسروقة أوالمهربة”.
وبين مصدر أمني لتلفزيون الخبر أن “الحملة جاءت ضرورة لتطبيق القانون بشكل كامل، وخصوصاً مع النهوض الملحوظ الذي حدث في الواقع المروري بحلب”.
وأضاف المصدر أن “الحملة أيضاً تسعى لإنهاء حالة التجاوزات والإساءات التي يتعرض لها المواطنون من بعض أصحاب تلك الدراجات”.
وكان نشر تلفزيون الخبر سابقاً العديد من الشكاوى التي تتحدث عن “عمليات السرقة أو التحرش أو الصدم التي يقوم بها سائقو دراجات نارية يقودون بسرعة جنونية، بحق المارين”.
ومن الأحداث أيضاً التي لاقت تفاعلاً كبيراً من الأهالي انطلاق حملة “سوا بترجع أحلى” التي استمرت لحوالي الشهرين، وهي حملة وطنية تطوعية شبابية، بعدد متطوعين تخطى الـ 20 ألف، من أجل إزالة الأنقاض وفتح شوارع المدينة وتنظيفها، وخصوصاً شوارع حلب القديمة وأزقتها وخاناتها الصعبة الوصول لها.
وبدأت الحملة بتاريخ 15 – 8 – 2018، والتي تعتبر حلب مرحلتها الثالثة، بعد العمل الذي أنجز من قبلها في غوطة دمشق كمرحلة أولى، والزبداني وبلودان كمرحلة ثانية.
وما يميز حملة “سوا بترجع أحلى” في مدينة حلب، إنجازها المهم في أسواق ومناطق حلب القديمة، التي بقيت أجزاء منها دون القدرة على فتحها وإزالة أنقاضها منذ تحرير المدينة، وذلك لصعوبة وصول الآليات إليها.
وحول ذلك قال رئيس مكتب العمل التطوعي في الاتحاد الوطني لطلبة سوريا عمر عاروب لتلفزيون الخبر إن “الحملة اختارت في عملها بحلب ما هو أصعب، فأحياء المدينة القديمة كبيرة وعميقة وأسواقها وشوارعها ضيقة، الأمر الذي يمنع آليات المؤسسات الحكومية من الوصول إليها”.
وشرح عاروب أن “العمل بتلك الأسواق والخانات يحتاج ليد عاملة كثيفة وأفراد وجهد عضلي، الأمر الذي نقوم به عبر أكثر من 20 ألف متطوع في الحملة انضموا تباعاً، علماً أن هذا العدد يزداد بشكل يومي”.
وكمثال عن ما يقدمه هؤلاء الشباب من مساعدة للجهات الحكومية التي تقدم كامل الدعم لهم من معدات، بين عاروب أن “العمل يتم بشكل يدوي وبمجهود عضلي عبر عربات الجر و”الشوالات” من أجل نقل الحجر والأنقاض لمسافات وصلت حتى 3 كم وصولاً لمخرج الأزقة القديمة، لتقوم الآليات بعدها بترحيلها”.
وأشار عاروب إلى أن “هناك العديد من الخانات أيضاً التي لم يستطع أحد الوصول إليها بسبب الأنقاض، وبجهود متطوعي الحملة تم فتحها وتنظيفها بشكل كامل”.
ومن الأحداث التي ارتبطبت أيضاً بحملة “سوا بترجع أحلى”، إزالة سور “البيتون” للمدينة الجامعية الذي وضع منذ حوالي سنتين، دون معرفة السبب، حيث ظهرت انتقادات شديدة له بسبب مظهره الذي يشوه المدينة الجامعية والجامعة.
وقامت ورشات مجلس مدينة حلب بإزالة السور، ليصرح رئيس جامعة حلب مصطفى أفيوني لتلفزيون الخبر أنه “سيتم إعادة وضع السور الحديدي كما كان سابقاً، الأمر الذي سيعيد الألق والجمال للمدينة الجامعية، وخصوصاً أن معظم ردود الأفعال حول سور “البيتون” جاءت سلبية”.
وكانت العديد من التساؤلات طرحت من قبل الأهالي حول “سبب إقامة سور “البيتون” بالأصل، ومن المستفيد منه، ولماذا لم يتم إزالته منذ ظهور ردود الأفعال الرافضة له”، إلا ان تلك الأسئلة بقيت دون إجابة، مع توديع أهالي حلب لسور الجامعة الرمادي الذي كان يوصف بـ “سور عمي القلوب”.
ومن الأحداث الموجعة والتي ضجت بها مدينة حلب ظهور “سفاح حلب” الذي قام بقتل طفل في حي سيف الدولة بعد خطفه، ومحاولته قتل طفل آخر عند مشفى الحياة.
و”سفاح حلب” الذي تبين أنه يدعى “أحمد مزنرة” ألقي القبض عليه بعد أسبوعين ضجت فيهما المدينة بسبب الجريمتين المذكورتين، وفي تفاصيل الأولى بحق الطفل محمد عدلة البالغ من العمر 13 عاماً، والذي كان تلفزيون الخبر نشر يوم الأربعاء 24 – 10 – 2018 مناشدة أهله حول اختفاءه.
ومن الأحداث الضرورية والموجعة بالوقت ذاته لما لها من ذكريات قاسية على أهالي حلب، هو قرار نقل جثامين شهداء المدينة المنتشرة في الحدائق والمنصفات إلى المقبرة الإسلامية الحديثة بعد أن أصبح الطريق سالكاً لها.
وكان أهالي حلب خلال سنوات الحصار يضطرون لدفن شهدائهم من عسكريين ومدنيين في حدائق تحولت لمقابر، وحتى في المنصفات أو المثلثات التي يمكن أن يتسع فيها خمس أو ست شهداء.
وبعد حوالي السنة والنصف على تحرير المدينة، أعلن مكتب دفن الموتى عن بدء عملية نقل الجثامين من تلك المقابر العشوائية إلى المقبرة الإسلامية الحديثة الواقعة في منطقة طريق الباب.
وقال مدير مكتب دفن الموتى في حلب عدنان الحسن لتلفزيون الخبر أن “عدد الجثامين تبلغ حوالي 5000 جثماناً”، مفصلاً المقابر العشوائية بـ “االمناطق الموجودة بالمعري وسليمان الحلبي وميسلون والجابرية ومعهد سيف الدولة، بالإضافة لأوتستراد الحمدانية وحلب الجديدة”.
وعن الـ 50 ليرة ووزير الداخلية، فهو حدث ضجت فيه كافة سوريا، وليست مدينة حلب فقط، حيث شغلت قضية محاسبة مندوب نقابة الأطباء في أحد الدوائر الحكومية بحلب وسائل التواصل الاجتماعي وانقسم الناس بين متعاطف وساخر منها.
وقام خلال الزيارة الحكومية الأخيرة للمدينة وزير الداخلية السابق “بضبط موظف وهو يقوم ببيع التقرير الطبي بـ 600 ليرة بدلاً من سعره الحقيقي 550 ليرة، وتمت إحالته إلى القضاء بتهمة الرشوة”.
ومحاسبة الوزير للموظف على الـ 50 ليرة، سببت ردود أفعال كبيرة بين متعاطف مع المواطن وساخر من الموقف ككل، ليتم بالنهاية إصدار حكم البراءة من قبل نقيب أطباء حلب زاهر بطل بحق المواطن من تهمته.
وقال بطل إن “النقيب المركزي لأطباء سوريا سمح لمعتمدي النقابة بتقاضي نسبة لا تزيد عن 15% من التسعيرة الرسمية”.
وأضاف بطل “ما تقاضاه المواطن معتمد النقابة ضمن الحد المسموح به وتصرفه قانوني ولا يندرج تحت بند الرشوة”، معلناً أنه “سيتحرك رسمياً من أجل دفع الظلم الذي وقع عليه”.
ويبلغ سعر التقرير 550 ليرة سوريا، في حين كان المندوب يبيعه بسعر 600 ليرة، وبحسب التعميم الصادر عن نقابة أطباء سوريا إلى كافة فروعها، يسمح للمعتمد ببيع التقارير بالسعر النظامي إضافة إلى هامش ربح لا يتجاوز 15% من ثمن التقرير، أي 635 ليرة سورية، ومنه ظهر أن الموظف تخلى بالأصل عن 35 ليرة يحق له أخذها.
وفا أميري – تلفزيون الخبر – حلب