بعد عام وإلى لا نهاية .. القدس ليست “إسرائيلية” والأرض لنا
عامٌ مرّ على إعلان ترامب القدس عاصمة “لإسرائيل”، ليشكل هذا الحدث محطة فاصلة في تاريخ الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي” على عربيّة فلسطين وعاصمتها.
ليؤرخ يوم 6 كانون الأول من العام الماضي 2017 اعتراف ترامب بالقدس “عاصمة” لكيان العدو، وذلك في خطاب له أكد فيه أنه أمر ببدء التحضيرات لنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.
القرار الجائر الذي أجله كل الرؤساء الأمريكيين منذ العام 1995، قال ترامب عنه إنه “سيفي بوعد “فشل” سلفاؤه بالوفاء به”، وإنه “حان الوقت للاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة “لإسرائيل”، معتبرا أنه “يعترف أصلا بـ”واقع” قائم”.
وأضاف “بعد أكثر من عقدين من الاستثناءات” لقانون أمريكي يعود إلى العام 1995 يقضي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس “لسنا اليوم أقرب إلى اتفاق سلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين”.
ورفضت غالبية الدول قرار ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة “لإسرائيل”، منهم بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، كما وجّه البابا فرنسيس نداء يدعو إلى احترام جميع الدول لاحترام “الوضع الراهن” للمدينة.
وعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً في 7 كانون الثاني حيث أدان 14 عضواً من أصل 15 قرار ترامب، وقال مجلس الأمن إن “قرار الاعتراف بالقدس عاصمة “لإسرائيل” كان انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، ولكنّه لم يتمكّن من إصدار بيان دون موافقة الولايات المتحدة.
وكان طلب اجتماع الطارئ من قبل بوليفيا وبريطانيا ومصر وفرنسا وإيطاليا والسنغال والسويد وأوروغواي، وقبل فترة وجيزة من إعلان ترامب، في تشرين الثاني 2017، صوتت 151 دولة من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفض العلاقات “الإسرائيلية” بالقدس، بينما رفضت ست دول القرار، وامتنعت تسعة دول عن التصويت.
وخيم الغضب على أرجاء فلسطين بعد القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة “إسرائيل” ونقل سفارة بلاده إليها، حيث أعلن الفلسطينيون عن أيام غضب ومسيرات تنطلق بمشاركة كافة القوى والفصائل الفلسطينية في رام الله.
وعلى إثر ذلك بدأت مسيرات العودة بالانطلاق في كل جمعة في قطاع غزة، واندلعت الاشتباكات بين الفلسطينيين المقاومين وجنود العدو، واتخذت تلك الجمع مسميات تصب في دلالتها على روح المقاومة التي لم ولن تخمد.
وأفادت معطيات وسائل إعلام فلسطينية بأن “عدد شهداء فلسطين بلغ 345 شهيداً منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة “لإسرائيل”.
وقال مركز القدس لدراسات الشأن “الإسرائيلي” والفلسطيني إن “من بين الشهداء 71 طفلاً وستة من ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرا إلى أن معظم الشهداء كانوا من قطاع غزة”.
وكانت “إسرائيل” أقامت منذ 1967 عشرات المستوطنات في القدس الشرقية لنحو 200 ألف يهودي، وتعد هذه المستوطنات غير قانونية، وفق القانون الدولي، على الرغم من اعتراض “إسرائيل” على ذلك.
ومنذ إقرار الكونغرس الأميركي عام 1995 قانوناً بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، دأب الرؤساء الأميركيون على تأجيل المصادقة على هذه الخطوة لمدة ستة أشهر، توقّع تلقائيا، وفق بند متضمن في القانون يسمح للرؤساء بالتأجيل.
يذكر أن “إسرائيل” احتلت القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت لاحقاً ضمها إلى القدس الغربية، معلنة إياها ” عاصمة ” موحدة وأبدية لها، وسط مقاومة شعبية فلسطينية رافضة لكل ذلك، ولا ترنو إلا إلى تحرير فلسطين.. كل فلسطين.
روان السيد – تلفزيون الخبر