فلاش

سوريات يتعرضن للاغتصاب ويخفن الشكوى برادع ” المجتمع ” أو “الفضيحة “

شارفت الحرب السورية على إنهاء عامها الثامن، وخلال تلك السنوات سقطت مدن وأحياء وبلدات بأيدي مجموعات مسلحة، تستبيح كل ما يحلو لعناصرها وتجده ملكا لها وفق ” قوانين” و ” أنظمة ” أوجدتها تحت قوة السلاح.

وبعد أن شارفت الحرب على وضع أوزارها، بدأت مخلفاتها تطفو على السطح، لتنذر بأزمات اجتماعية جديدة، وأهمها الأثار الناتجة عن الاعتداءات الجنسية، وعزوف المعتدى عليهم عن الإبلاغ لمحاسبة المعتدي.

وبينت عدة تقارير واحصائيات عالمية أن نسب حالات الاعتداء الجنسي زادت خصوصاً في المناطق التي بقيت تحت سيطرة الجماعات المتشددة لفترات طويلة، الأمر الذي سيخلف “أثار خطيرة على الأفراد والمجتمع في المستقبل القريب”.

وقال رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا الدكتور زاهر حجو لتلفزيون الخبر إن “سوريا كانت قبل الحرب من أكثر دول العالم انخفاضاً بنسبة الاعتداء الجنسي، ولكنها زادت في فترة الحرب، وظهرت حالات حمل ناجمة عن زواج وهمي وقد يكون الزوج مقاتلاً أجنبياً والمرأة أو الزوجة ضحيةً سورية”.

وأضاف حجو ” الأثار الناتجة عن الاعتداءات الجنسية، زادت 3 مرات في حالات التعرض للاكتئاب و6 مرات في اضطراب ما بعد الصدمة، و4 أضعاف حالات الانتحار و 13 ضعفاً حالات تناول المشروبات الروحية، و 26مرة تعاطي مخدرات”.
وأوضح حجو أن “القوانين التي تعاقب حالات الاعتداء رادعة ولكن المشكلة في أن مجتمعنا يخاف من موضوع الشكوى وكأن الضحية التي تشكو توجه إليها أصابع الاتهام بدلاً من ملاحقة الجاني”.

وتابع حجو قائلاً ” الكثير من حالات الاغتصاب لا يتم الإبلاغ عنها وحسب الإحصاءات العالمية فإن 68 % فقط منها يتم الابلاغ عنها في مجتمعات متحررة، فكيف بمجتمع محافظ كمجتمعنا؟ إذ أن جميع الحالات التي تراجع الطب الشرعي هي للاطمئنان على موضوع العذرية فقط”.

وأشار حجو إلى أن “العزوف عن تقديم الشكوى يدفع الجاني لأن يعاود الاعتداء على ضحايا جدد، هذا عدا عن الرضّ النفسي الذي تتسبب به حالة الاعتداء، ولابدّ أن يكون دور الطبيب الشرعي تقديم الدعم النفسي للضحية وتحويل الرضّ النفسي إلى دعم نفسي”.

وأضاف حجو ” يجب إفهام المرأة أنها ضحية ويجب الوقوف بجانبها وهناك طموح بأن يتحول دور الطبيب إلى داعم نفسي ويسهم في علاج الأثار الجسدية والنفسية الناجمة عن الاعتداء”.

وقالت المختصة في الارشاد النفسي كلودا رجب لتلفزيون الخبر إن ” مجتمعنا مازال متمسك بالعادات والتقاليد بشكل قوي إلى الآن، وهذا ما يمنع الفتيات من تقديم الشكوى، فالخوف من نظرة المجتمع لها ولعائلتها يردعها ويردع أهلها دائماً”.

وأضافت رجب أنه لمساعدة هؤلاء ” أرى أن الحل يبدأ بالتوعية ضمن المدارس من خلال تفعيل دور المرشد النفسي، وخصوصاً للبنات، حول التحرش بالدرجة الأولى قبل أن يتحول إلى حالات اغتصاب أو اعتداء جنسي، وأهمية تقديم الشكوى ضد المتحرش أو المعتدي”.

ونوهت رجب إلى أنه “يجب استثمار مواقع التواصل الاجتماعي في عملية التوعية كونها تضم عدد هائل من الشباب والمراهقين، والتوعية تحتاج إلى نفس ووقت طويل، ولكن لا بد منها بعد حرب خلفت أمراضا نفسية خطيرة في المجتمع”.

ولفتت رجب إلى أن ” الأثار النفسية للاعتداءات الجنسية تختلف بحسب المرحلة العمرية للضحية، فالطفلة عادةً تبدأ بتكوين منظومة أمان وحماية لها وصدمة الاعتداء تدمر المنظومة في مهدها”.

يذكر أن الحكومة السورية اعلنت وبحسب صحيفة “إيزفيستيا” أنها “تدرس مسألة إنشاء مراكز نسائية في البلاد، لمساعدة اللواتي تعرضن لعمليات اغتصاب، ولكن لا بد من مساعدة المنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة، شريطة عدم انتهاك السيادة الوطنية”.

سامر ميهوب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى