فلاش

الثقة بالتشخيص الطبي الالكتروني .. من ينقذ حياتك طبيبك أم تعليق “فيسبوك”؟

مع تحول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى جزء لا يتجزأ من النظام اليومي لغالبية الأفراد من مختلف الفئات العمرية والثقافية، بات من الملموس توجه العديد من المرضى لتلقي استشارة طبية من غير الاختصاصيين لاسيما عبر موقع “فيسبوك”.

وتعددت الحالات التي يطلبها المستخدمون كالاستشارات الجلدية والحروق وآلام الأسنان وارتفاع الحرارة، وغيرها من الأعراض التي ممكن أن تكون إشارة لأمراض أكثر خطورة.

كذلك لاقت فكرة استخدام وسائل التواصل طريقة لتلقي الاستشارات الطبية مع موجة اللجوء التي حدثت نتيجة الحروب في بقاع كثيرة من العالم، كما كان عامل اللغة سببا لاعتماد اللاجئين على وسائل التواصل للحصول المعلومات التي يريدونها سواء كانت طبية أو غيرها من الحاجات.

وغالباً ما يأتي الحل من قبل أشخاص لا ينتمون إلى الحقل الطبي، فقط كونهم خاضوا تجارب “مشابهة”، أو شاهدوا أحداً ما أصيب بمرض له ذات الأعراض كما يعتقدون، بالرغم من أن الأمراض لا تشخص طبياً بتشابه الحالات.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يقوم البعض بوصف “أدوية مجربة” كعلاج دوائي يرونه فعال، من الممكن أن يؤدي إلى تفاقم المرض أو الموت خاصة عند الأطفال.

تلفزيون الخبر سأل أهل الاختصاص حول الموضوع، وأجاب الدكتور أيمن علي، رئيس قسم الأمراض الباطنة في مستشفى الأسد الجامعي بدمشق، قائلاً إن ” ممارسة الطب تتطلب مواجهة الطبيب للمريض إضافة لفحص طبي يبيّن الطبيب في نهايته نوع المشكلة و حجمها و يعطي العلاج المناسب”.

وتابع د. علي ” في معظم الأحيان من يقوم بالتشخيص على وسائل التواصل الاجتماعي لا يمتلكون المهارات الكافية وبالتالي يساعدون في نشر أفكار خاطئة أو تفهم بشكل خاطئ”.

ويؤكد د. علي أنه ” في كثير من الحالات المرضية توجد تفاصيل مهمة تحدد نوع العلاج ومدته، أي أن نفس المرض يكون بأشكال و شدات متنوعة، بالتالي يتطلب علاجات مختلفة، لذا لكل مريض يوصف علاج مختلف عن الآخر”.

وتتعدد أسباب اللجوء للحل الالكتروني السريع، منها بحسب د. علي أن ” المرضى يبحثون عن حلول سهلة لمشاكلهم في ظل نقص الأطباء بالكثير من المناطق، إضافة إلى ارتفاع كلفة العلاج الطبي، واختلال الثقة بين المريض والطبيب لأسباب متعددة فيحاول المريض الحصول على رأي آخر”.

ويرى د.علي أنه “من المفيد نشر التثقيف الصحي كحل بديل على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وتسهيل إمكانية الحصول عليه، لكنه التثقيف المدروس والمصاغ بطريقة يفهمها عامة الناس، ويكون هذا الأمر من واجب الجهات الصحية بإنشاء مواقع موثوقة و تحديثها باستمرار”.

وتوفر شبكة الإنترنت مواقع طبية عالمية، يديرها أطباء اختصاصيون، يتابعون حالة المريض عن بعد من خلال توجيهها بشكل مناسب بعد تشخيصها سريرياً، أو من خلال متابعة حالة المريض المشخص مسبقاً، والتذكير بأوقات الدواء والجرعات.

الجدير بالذكر أنه في سوريا نشأت مبادرات طبية الكترونية تقدم توجيه طبي الكتروني وتسعى لنشر توعية طبية للأمراض الأكثر شيوعاً والأغلاط الطبية السائدة بين الناس بمساعدة كبار الأطباء.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى