سياسة

لماذا لا تريد واشنطن الاعلان عن بنود الاتفاق مع روسيا حول سوريا ؟

ترفض الولايات المتحدة الأمريكية، أحد الطرفيين الراعيين لاتفاق التهدئة في سوريا، كشف تفاصيل الاتفاق مع روسيا حول سوريا أو ما يعرف سوريا باسم “اتفاق لافروف-كيري”، في وقت تطالب بعض الدول بالاطلاع عليه.

وأكدت الخارجية الأمريكية في بيان لها أن واشنطن لديها “أسباب مشروعة” لعدم كشف التفاصيل، في حين روسيا، الطرف الثاني في الاتفاق، أعلنت أنها إنها لا تمانع بالكشف عنها.

معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، نشر تحليلًا للاتفاق بعنوان “الحكم على اتفاق كيري السري مع روسيا بخصوص سوريا”، وتحدث عن سير الاتفاق، مشيرًا إلى أن أمريكا تحافظ على سريته لأسباب معينة.

ووفق رؤية المعهد فإن كيري يبقي على نص الاتفاق سريًا حتى اليوم باعتباره وسيلة يستطيع من خلالها كل من “جبهة النصرة”، وتنظيم “داعش” الحصول على إشعار مسبق من عمليات محتملة ضدهما.

واعتبر معهد واشنطن أن ما يجري حاليًا بخصوص اتفاق التهدئة، نهج سبق لأمريكا استخدمته وضمنت من خلاله نجاح الاتفاق النووي مع إيران، تموز 2015.

وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، طالب يوم الخميس الاطلاع على تفاصيل اتفاق التهدئة، داعيًا واشنطن “لإطلاع حلفائها على نص الاتفاق”.

ورد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، بالقول إن “هناك بعض التفاصيل التنفيذية التي لها حساسية، ونحن نعتقد أنه لم يكن في مصلحة الاتفاق أو في مصلحة أحد الكشف عنها”.

واعتبر تونر أن “هناك بعض المفسدين الذي يرغبون في إفشال الصفقة ونحن ندرك ذلك، ولا يزال تقييمنا أننا لا نرغب في الكشف عن تفاصيل الاتفاق علنًا، ولكن إذا وصلنا إلى نقطة نعتقد أننا يمكننا إعلان التفاصيل فسنفعل”.

بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في وقت سابق أنه لايوجد مبرر لعدم الإفراج عن تفاصيل الاتفاق علنًا، مشيرًا إلى أن إبقاء الاتفاق سريًا كان بناء على طلب من واشنطن.

ودعا لافروف واشنطن إلى إعلان الاتفاق المكون من خمس بنود، كما دعا إلى المصادقة عليه في مجلس الأمن وإصدار قرار بخصوصه.

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائييل بوغدانوف، قوله إن “الاتفاق لا يتضمن مصير بشار الأسد أو العملية الانتقالية في البلاد لأن ذلك مسألة سورية بحتة”.
والغموض الذي يلف الاتفاق جعل رئيس “الائتلاف” المعارض خالد خوجة يكتب عبر حسابه في “تويتر” : “وزارة الخارجية الأمريكية لديها أسباب مشروعة بعدم الكشف عن اتفاق الهدنة مع روسيا، ما يعطي ثوار سوريا حقًا مشروعًا بألا يلتزموا بأي اتفاق مبهم”.

وبموجب الاتفاق ستستهدف كل من أمريكا وروسيا من تصنفهما “جماعات إرهابية” بعد نجاح الاتفاق، الذي حدد موعده وزير الخارجية جون كيري، بسبعة أيام، كما يضمن إيصالًا دائما للمساعدات الإنسانية دون عوائق لكل المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بما في فيها حلب.

يذكر أن تنظيمات المعارضة المسلحة البارزة، بما فيها من تعده واشنطن “معارضة معتدلة”، كانت رفضت الاتفاق في بيان مشترك لها، فيما سبقت “أحرار الشام” الممولة قطريا وتركيا اعلانها رفض الاتفاق في بيان خاص بها، والتبرير كان “رفض استهداف “جبهة النصرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى