“لكل خائن حبيب”
هز انفجار كبير مكتب حزب الكتائب اللبنانية في منطقة الأشرفية يوم 14 ايلول من عام 1982، ليتضح أن الانفجار كان هدفه “زلمة اسرائيل” في لبنان أنذاك بشير الجميل الذي قضى غير مأسوف عليه.
المتهم الأول بعملية الاغتيال كان اللبناني صاحب الأربعة وعشرين عاما حبيب الشرتوني، والمنتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، والذي اعترف دون تردد بعد اعتقاله وفي مؤتمر صحفي قائلا جملة أصبحت مثلا “لكل خائن حبيب”.
ولد حبيب طانيوس الشرتوني في 24 نيسان 1958 في قرية صغيرة تسمى شرتون بالقرب من عاليه في جبل لبنان، وتأثر بالحزب القومي السوري الاجتماعي، وتطوع للخدمة في أحد مواقع الحزب في عاليه عندما بدأت الحرب الأهلية.
درس الشرتوني في باريس ونال شهادة في العمل، وقضى عاما فيها بعيدا عن السياسة، وفي أواخر صيف 1977 خلال زيارته إلى لبنان حيث انضم رسميا للحزب القومي السوري الاجتماعي وأصبح عضوا فاعلا منذ ذلك الوقت.
وبعد عودته إلى فرنسا وانضمامه رسميا لصفوف الحزب، بدأ بحضور اجتماعات الحزب السرية، حيث التقى نبيل علم، رئيس مخابرات الحزب “آنذاك” وشريكه في اغتيال “الجميل”.
تمت عملية الاغتيال بالتنسيق مع نبيل العلم حيث تم وضع 40 إلى 50 كغ من المتفجرات وانتظروا اللحظة المناسبة والتي تمثلت بخطاب الجميل، وبعد 10 دقائق من بدء الخطاب ضغط الشرتوني على المفجر لتهتز بيروت كلها ومن بعدها “اسرائيل” على الخبر.
قتل بشير الجميل في العملية وحزنت “اسرائيل” لمقتل “زلمتها”، وبعد يومين اعتقلت القوات اللبنانية الشرتوني، الذي اعترف على الملأ بدون تردد أو خوف في مؤتمر صحفي قبل تسليمه للسلطات اللبنانية من القوات اللبنانية قائلا عبارته الشهير “لكل خائن حبيب”.
ووصف الشرتوني بشير الجميل بالخائن واتهمته ببيع البلاد لـ”اسرائيل” قائلا “انا حبيب الشرتوني اقر وانا بكامل اهليتي القانونية باني نفذت حكم الشعب بحق الخائن بشير الجميل”، وقضى الشرتوني بعدها 8 سنوات في سجن روميه بدون أي محاكمة رسمية.
وفي 13 تشرين الأول 1990 فر الشرتوني في ظروف غامضة من سجنه خلال عملية عسكرية للجيش السوري كان هدفها إسقاط حكومة”ميشيل عون” و قال البعض أنها عمدت تسهيل هرب الشرتوني.
واختفي بعدها صاحب الجملة الخالدة “لكل خائن حبيب” أكثر من 25 عاما ليبرز في السنوات الأخيرة من خلال تصريحات إعلامية هنا وهناك تؤكد أنه على قيد الحياة وأنه متواجد خارج لبنان منذ 1990.
علاء خطيب – تلفزيون الخبر