ثلاث أعوام على وداعنا لعمران.. الشهيد الجميل باقٍ في القلوب والضحكات

ثلاث سنوات مرت على اليوم الذي ودّعت فيه أسرة تلفزيون الخبر شهيدها الجميل عمران، يوم طالتها يد الحرب وبارودها الممزوج بالحقد حالها كحال كل أسرة سورية، لتنزف أحد أهم أعمدتها.

الصديق، الأخ، صانع الفرح، محمد عمران بن أحمد فاضل زبري، مدير التسويق والعلاقات العامة في تلفزيون الخبر، ابن مدينة حلب، الذي اختطفته قذائف الغدر ليرحل مخلفاً ابتساماته وضحكاته وجميل أثره.

الزميل عمران من مواليد مدينة حلب، وكان في الرابعة والثلاثين من عمره حين زفّه تلفزيون الخبر عريساً قبل عدة أشهر من شهادته، ولم يتمكن الشهيد من رؤية ابنه الذي قدم بضحكة والده بعد أشهر من استشهاده، ليحمل اسم والده العمران.

قاوم الشهيد عمران ابن مدينة حلب، في مدينته بهدوئه وطيبته الموت المحيط بها بانتظار عودتها للحياة، و أبت يد الغدر إلا أن تسرقه منا شهيداً بعد إصابته بشظايا قذيفة غادرة طالت حياً سكنياً وسط المدينة.

درس عمران في كلية الاقتصاد في جامعة حلب وتخرج منها، وكان يعمل على إعداد رسالة الماجستير، ويدرك كل من يعرفه حجم ألمنا به، ليس لأنه أحد أعمدة فريق الخبر الإعلامي فقط، وإنما لكونه عمران، الشاب الذي تركت ابتسامته وأخلاقه وطيبته أثراً محفوراً في ذاكرة الجميع.

عاهدنا أنفسنا يوم فقدنا عمران على متابعة الطريق الذي مشيناه سوياً حاملين رسالة الكلمة والقلم حتى النصر، الذي لم يكن ليأت لولا تضحيات أبناء شعب قاوم الموت فانتصر عليه بالحياة.

يبلغ عمران الصغير اليوم عامين ونصف.. يحمل في وجهه ملامح والده وفي قلبه حب والدته، يكبر الطفل الصغير ابناً لرجل في زمن اختبرت فيه الرجولة فسقط كثيرون، وكالعهد.. سنقول له يوماً كم كنت حارساً لحلب، وكم كنت جميلاً، وكيف رحلت تاركاً في أرواحنا جرحاً لم ولن يندمل، وكيف أنك الغائب الحاضر دائماً وأبداً.

تلفزيون الخبر