فلاش

معبر نصيب الحدودي.. عقدة اقتصادية من أوروبا إلى الخليج مروراً بمصر وتركيا


يقع معبر نصيب الحدودي بين بلدة جابر الأردنية، وبلدة نصيب في محافظة درعا، حيث بدأ العمل على إنشائه عام 1991 على مساحة تبلغ 2،867 دونماً، وتم استحداث 280،000 متر مربع من مساحته للمباني والساحات والطرق، وأنجز المعبر عام 1996.

ويتضمن المعبر عدة أبينة متخصصة لاستقبال المسافرين والسيارات والشاحنات، ويحتوي على العشرات من المستودعات والمحال التجارية.

كما يضم المعبر مصانع ومخازن وشركات للتخليص الجمركي وشركات للشحن، بالإضافة إلى معارض للسيارات، وكان يعمل فيه أكثر من 4000 عامل موزعين بين البلدين.

و بحسب مصادر إعلامية أردنية، “وصلت قيمة التبادل التجاري بين سوريا والأردن وحدها في العام 2010 لأكثر من 615 مليون دولار، أي مايعادل 20 مليون دولار يومياً، بينما كانت عائدات المعبر بالنسبة للأردن وحدها 800 مليون دولار سنوياً”.

ويعد معبر نصيب الحدودي الشريان التجاري للأردن، حيث تملك الأردن 14 ألف شاحنة لخدمة المعبر فقط، بحسب أمين عام وزارة النقل الأردنية، وهو أول وأهم خطوة في تصدير المنتجات الأردنية وخاصة الزراعية منها والتي توقف إنتاجها بسبب إغلاق المعبر.

وبدأت الأردن بالاستيراد الجوي من الصين لتصنيع ماكانت تصنعه أصلاً، وتوقف الاستيراد نتيجة صعوبة تأمين المواد الأولية بسبب إغلاق المعبر.

وعبر معبر نصيب فقط، صدّرت الأردن إلى تركيا ولبنان وأوروبا وورسيا، لاسيما أن مرور الحاوية الواحدة عبر قناة السويس المصرية كان يكلفها 2000 دولار.

وتشير التوقعات الأردنية إلى أن “400 مليون دولار سنوياً ستستفيد منها الصناعة الأردنية سنوياً بعد افتتاح المعبر”، أما سوريّاً، فإن “معبر نصيب الحدودي يعد واحداً من أهم 19 معبراً برياً، حيث يوجد 4000 محل تجاري في الرمثا وحدها يعتمد على البضائع السورية.

كما لايمكن إغفال السوق السوري الذي كان يعد مركز تجاري للأردنيين، لاسيما وأن سوريا كانت تصدر اللباس ومواد البناء والغذاء إلى الأردن، عدا عن أرباح الترانزيت البري والبحري عبر ميناء طرطوس.

وكان تلفزيون الخبر التقى العديد من الصناعيين السوريين في معرض دمشق الدولي، وأكدوا حينها أن “البضائع السورية تنتظر معبر نصيب لمعاودة استيرادها من قبل الدول الخليجية”.

ويعد معبر نصيب بالنسبة للبنان شريان حياة آخر يعيد الحياة لقطاعي السياحة والزراعة الأساسيين بالنسبة له، حيث كانت تصدر لبنان بما يعادل ملياري دولار سنوياً عن طريق المعبر.

وتراقب تركيا عن كثب افتتاح معبر نصيب الحدودي، الذي كان وسيلة لنفاذ بضائعها إلى دول الخليج العربي، وخاصة الأردن، حيث كانت تركيا تصدر للأردن والخليج العربي عبر المعبر المنتجات البترولية ومعدات الآلات.

كما كانت تصدّر تركيا عبر المعبر السيارات والمنتجات الإلكترونية و الكهربائية والبلاستيك والحديد والصلب والمنتجات الصيدلية ومنتجات الحبوب، أما مجدداً فلا يمكن لها أن تعود للتصدير عبر المعبر دون إصلاح علاقاتها مع سوريا، والتي تبدأ بحل مشكلة محافظة إدلب.

يذكر أن معبر نصيب كان متوقف بشكل كامل منذ عام 2015 عندما فرضت الجماعات المسلحة وعلى رأسها “النصرة” سيطرتها على المنطقة، حتى استطاع الجيش العربي السوري الدخول إلى المعبر في 2018، وتم الاتفاق مع الجانب الأردني على عودة العمل إليه في 15 – 10- 2018.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى