“نحنا الدولة ولاك” .. من المسؤول عن “أراكيل“ الأطفال والمراهقين في المقاهي ؟
انتشرت مؤخراً وبشكل مكثف خلال أيام العيد، الكثير من الصور على الصفحات والحسابات الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي تبين أطفالاً ومراهقين يتجالسون في المقاهي والحدائق مع “الأركيلة” و”السيغارة”.
وأثار هذا الأمر سخرية المتابعين، معلقين على الموضوع بطريقة هزلية فكاهية دون أن يكون لهذه الظاهرة رادع يحمي هؤلاء الأطفال والمراهقين من تفشي الأمر بشكل أكبر ليصبح أمراً طبيعياً مسلماً به.
تقول كلودا رجب المختصة بالإرشاد النفسي لتلفزيون الخبر “الأطفال والمراهقون عادةً ما ينجذبون لهذه الظاهرة من باب التقليد لأقرانهم أو أحد أفراد أسرتهم، فالبيئة الحاضنة المساعدة من أهل وجيران وأقارب وأصدقاء لها الذنب الأكبر”.
وتضيف رجب ” تبدأ الحلول للحد من هذه الظاهرة بالتوعية في المدارس عن طريق الندوات والجلسات الحوارية التفاعلية، بالإضافة إلي تفعيل دور الأسرة المهم في التنشئة الصحيحة للأطفال عن طريق إبراز الأضرار الناتجة عن التدخين على الصحة مستقبلاً وعرض حالات حقيقية”
وطالب العديد من الناشطين في مجال التربية والإرشاد النفسي سابقاً بمادة تحت عنوان” الأخلاق” تعطى من خلالها السلوكيات السليمة التي يتبعها الإنسان في التعامل مع نفسه والآخرين والوطن، وممكن لهذه المادة أن تكون نواة حل للعديد من الظواهر السلبية”.
يقول أنور. س 11 سنة لتلفزيون الخبر ” الأركيلة مسلية وتشعرني بالراحة، أنا أشرب الأركيلة عندما أملك المال الكافي لطلبها، أما في العيد فأطلبها كل يوم فأنا أملك المال الكافي من العيدية التي أخذها من أبي وأعمامي”.
وعند سؤالنا لأنور عن أضرار الأركيلة قال ضاحكاً “ماحدا بموت من الأركيلة” مشيراً إلى أن “أبيه وأمه وأعمامه يدخنون بشكل يومي وهذا ما يجعله “مطمئن”.
ونوّهت رجب إلى أن “البلد تفتقر للقوانين الصارمة التي تردع انتشار هذه الظواهر، فالحدائق مليئة بباعة الدخان والأركيلة دون حسيب أو رقيب، وأن المقاهي لا تلتزم حتى وإن كان لهذه القوانين وجود”.
وأردفت “الحل الشافي يكون بتعاون تام بين الأسرة والمدرسة والقانون ومؤسسات الدولة المختصة، وتعاون كل فئات المجتمع، خصوصاً أننا نعيش في حالة حرب نتج عنها تشرد للأطفال وضياع مستقبل العديد منهم، مما جعلهم بعيدين كل البعد عن حضن يربيهم ويضعهم على السكة الصحيحة مرة أخرى”.
الجدير بالذكر أنه في عام 2009 صدر مرسوم ينص على منع التدخين وبيع منتجات التبغ وتقديمها في الأماكن العامة ومنع الإعلان عن منتجات التبغ.
وحدد المرسوم الأماكن العامة بالأماكن المعدة لتقديم الطعام والمرطبات والمشروبات بأنواعها، وهي تشمل المطاعم والمقاهي والحانات والحوانيت وغيرها من الأماكن المشابهة.
و جعل ذلك بعض مُلّاك المطاعم والمقاهي يخصصون ركنً في المنشأة مخصصة للتدخين، إلا أنه لم يمنع من هم تحت سن 18 من طلب الأركيلة أو التدخين، فالقانون موجود دون تنفيذ من سنوات.
سامر ميهوب – تلفزيون الخبر