المدن السورية لا تسقط المدن السورية تحرر .. عن “المتفسبكين” ومصطلحات “الغفلة”
لوحظ بشكل غريب في الآونة الأخيرة ، مع كثافة الأخبار التي تتحدث عن قرب معركة تحرير مدينة إدلب، انتشار مصطلحات غريبة من قبل بعض الصفحات الأخبارية، التي تصف المعركة أو التحرير بـ “سقوط إدلب”
والمفاجئ بهذا الأمر أن تلك الصفحات ليست تنسيقيات للمسلحين بل صفحات، منها عسكرية أيضاً، مؤيدة للحكومة والجيش العربي السوري .
واستخدام تلك الصفحات وأصحابها لمصطلح “سقوط”، يعد أمراً غريباً، فمن المتعارف عليه أن مصطلح “سقوط” يستخدم مجازياً عند خسارة منطقة وليس كسب تلك المنطقة.
وإدلب كمثال لن تسقط، بل ستحرر، فهي بالنهاية مدينة سورية تم احتلالها، و”سقطت” بيد المسلحين المتشددين منذ أعوام، فهل يعقل أن نسمي تحريرها من الجيش العربي السوري “سقوط”؟!.
للأسف و”بمعية” بعض مفرزات الحرب التي ظهرت على شكل صفحات إخبارية ، ومصطلحاتها التي تظهر “على غفلة”، فمن الممكن تغيير الوقائع، اللغوية والعسكرية، وتسمية الانتصار خسارة، أو العكس، وليس فقط بإدلب، بل حتى بـ “كما سقطت المحافظات السورية”، بحسب ما قالته إحدى تلك الصفحات المؤيدة والعسكرية.
ولا يخفى على أحد ما ظهر من مصطلحات عديدة خلال سنوات الحرب، لم يكن السوري معتاد عليها أو على سماعها حتى من قبل، إلا أنه كما للسلاح قوة في هذه الحرب، للكلمة أيضاً قوة تدل وتنتج.
فالمدن السورية خلال السنوات السابقة أخذت معظمها بالقوة من أهلها، وهذا ما يسمى “سقوط”، أما انتصارات الجيش العربي السوري التي تحدث والتي ستحدث فهي التحرير، هي استعادة ما أخذ بالقوة وإعادته لأهله.
وبالطبع و كما اعتدنا طيلة السنوات السابقة، فإن تلك المصطلحات الخاطئة تنتشر بسرعة كبيرة بين مواقع التواصل الاجتماعي بسبب سياسة “النسخ – لصق”، دون حتى قراءة سريعة للخبر تمكنك من معرفة أن “السقوط ليس سقوطاً”.
وفعلياً وأمام هذا الواقع الأليم، لم يعد القارئ يعلم من مع من، ولا حتى من ضد من، فلدينا من يرى أن انتصارنا عبء علينا، والتحرير عبارة عن “لايكات” من الممكن أن تزداد إن استخدمنا “سقوط”.
وفا أميري – تلفزيون الخبر