نقيب الصيادلة يشتكي على “ السمنة “ فهل سترد “ نقابة السمنة “ ؟!
قال نقيب صيادلة سوريا في تصريح صحفي نقلته شبكة “دمشق الان” ان “مهنة الصيدلة مهنة علمية إنسانية وليس من المعقول أن يتم دمجها مع السمنة ! وقد قدمنا شكوى وننتظر الرد من الجهات المعنية حتى يتم سحب الإعلان”.
تصريح النقيب جاء رداً على فيديو انتشر مؤخراً عبر صفحات الفيسبوك لسمنة يقول إعلانها أنها صحية وتباع في الصيدليات. الأمر الذي أثار كما يبدو واضحاً حميّة نقيب الصيادلية.
الإعلان الذي تناقله الآلاف من السوريين منتقدين في موجة معتادة، لم يخرج عن المألوف في صناعة الإعلان السوري وبخاصة المتلفز والذي يغيب عنه عامة الإبتكار في الفكرة والجودة في التطبيق وسيطرة عقلية “الحجي” وهو “صاحب الرزق” على القرار النهائي في إنتاج وكيفية إنتاج الإعلان المطلوب، بعيدا عن اي دراسة سوقية أو ربحية أو تنافسية.
سابقا ، لا يذكر السوريون تصريحا متفردا لنقيب الصيادلة فيما يخص عشرات أصناف الادوية الأجنبية المهربة التي يبيعها الصيادلة ويشتريها المرضى بأسعار مزاجية سوى أنه “لا علاقة للنقابة بالتسعير”. الأمر الذي يثير تساؤلا مشروعاً حول علاقة النقابة بالسمنة او صناعة الإعلان مثلا.
في طرطوس مثلا حوّل احد الصيادلة صيدليته لعيادة غير مرخصة ولا ترتكز لأي اسس علمية لإنقاص الوزن وزيادته، يبيع الصيدلاني المذكور خلطات تنحيف وتسمين ويوزع اوراقا بأنظمة غذائية بلا حسيب او رقيب.
عشرات الاوراق المطبوعة في عشرات الصيدليات تعلن في مختلف المدن السورية عن خلطات تكبير الشفاه ، نحت الجسم ، شد الترهلات ، رفع الصدر ، تبييض البشرة ، ومئات المستحضرات للتسمير والتحمير.
الشامبوهات مستحضرات التجميل المكملات الغذائية مزيلات المكياج الفوط النسائية. أغذية الأطفال المطهوة مسبقاً. تستلقي جميعها الى جانب الأدوية وكل ما هو (علمي وإنساني) بحسب تعبير النقيب..
لم يكن لنقيب الصيادلة في قصة السمنة اي دور حقيقي، سوى أن الظهور الاعلامي وعدوى التصريحات باتت هاجس “مسؤولينا” وأصحاب الشأن في بلدنا. وان كان لأحد أن يأخذ على الإعلان مأخذا فالأحرى به أن يكون فنيا متعلقا بانتقاء الممثلين وطريقة التصوير.
فيما يمكن الاخذ بفكرة الإعلان كمحاولة للخروج من صندوق اعلانات السمنة المتكررة. والواضح جلياً ان الاعلان حقق غايته وبات حديث الشارع (الفيسبوكي) على الاقل. والصيدلاني بحكم انخراط نقيب الصيادلة بتصريحه وشكواه
يمكن القول أن تقدّم نقيب الصيادلة بشكوى بحق إعلان “سمنة”، هو ما يحط من قدر مهنة الصيدلة وليس الاعلان بحد ذاته.
الاعلان قابل لوجهات نظر شخصية تصفه بالسمج والغليظ وسميك الدم. لكنه لا يسيء للصيدلة ولا لإنسانية المهنة. ويمكن اعتبار تقديم الشكوى إساءة للسمنة وصنّاعها ومحبّيها وآلاف المتعيشين منها إذا رغبنا بالقياس بنفس المقياس.
و ذنب السمنة هنا ربما أنها بلا نقابة تشتكي على اتهامها ب”عدم العلمية و الانسانية” رغم ضرورة افتراض خضوعها خلال عملية الانتاج لكل الشروط الصحية والرقابية لتطابق المواصفات.
تلفزيون الخبر