ما الذي تعرفه عن جمهورية أوسيتيا الجنوبية التي وقعت مع سوريا اتفاقية علاقات دبلوماسية ؟
وقعت سوريا يوم الأحد اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية مع جمهورية أوسيتيا الجنوبية، إلا أن قلة قليلة من السوريين هم من يعرفون تلك الجمهورية أو أين تقع حتى.
جمهورية أوستيا الجنوبية هي جمهورية مستقلة معترف بها فقط من قبل روسيا الاتحادية وفنزويلا ونيكاراغوا وناورو وتوفالو وسوريا، وتقع ضمن اقليم أوسيتيا شمال جورجيا.
ويبلغ عدد سكان أوسيتيا الجنوبية 72,000 نسمة ومساحتها 3,900 كيلومتراً مربعاً، وتتعامل بعملة الروبل الروسي.
وكانت أوسيتيا الجنوبية خلال الحقبة السوفيتية تقع ضمن إقليم أوسيتيا الجنوبية ذاتي الحكم في جمهورية جورجيا الاشتراكية السوفيتية، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي أعلنت أوسيتيا الجنوبية استقلالها عن جورجيا عام 1990، و أطلقت على نفسها اسم “جمهورية أوسيتيا الجنوبية”.
وردت الحكومة الجورجية بإلغاء الحكم الذاتي في المنطقة و حاولت إعادة ضم المنطقة بالقوة، ما أدى لوقوع حرب أوسيتيا الجنوبية 1991-1992.
واندلعت الأعمال القتالية بين جورجيا و الأوسيتيين في مناسبتين أخرتين عامي 2004 و 2008، حيث أدى النزاع الأخير لحصول الأوسيتيون على السيطرة الكاملة في إقليم أوسيتيا الجنوبية السابق ذاتي الحكم.
وفي أعقاب حرب أوسيتيا الجنوبية 2008 أعلنت روسيا و نيكاراغوا و فنزويلا و ناورو اعترافها بأوسيتيا الجنوبية كجمهورية مستقلة، في حين لا تعترف جورجيا بوجود أوسيتيا الجنوبية ككيان سياسي و تعتبر معظم أراضيها جزءاً من منطقة شيدا كارتلي داخل الأراضي الخاضعة للسيادة الجورجية.
وينتمي الأوسيتيون أصلاً إلى “الألانس” و هم قبيلة سارماتية، تحولوا إلى المسيحية في بدايات العصور الوسطى، ودفعوا للخروج من أراضيهم في العصور الوسطى إلى جنوب نهر الدون بروسيا الحالية، بينما هاجر قسم منهم نحو جبال القوقاز.
وانضمت الأراضي التي تعرف الآن بأوسيتيا الجنوبية إلى روسيا في عام 1801، بالإضافة إلى جورجيا حيث استوعبت في الإمبراطورية الروسية بعد الثورة الروسية، وأصبحت أوسيتيا الجنوبية جزءاً من جمهورية جورجيا، بينما أصبحت أوسيتيا الشمالية جزءاً من جمهورية تيريك السوفياتية.
وبالعودة للحرب التي اندلعت مع جورجيا، شهد عام 1992 الموافقة على وقف إطلاق النار وتوصل الجورجيون والأوسيتيون لاتفاق لتفادي استخدام القوة ضد بعضهما البعض، و تعهدت جورجيا بعدم فرض عقوبات ضد أوسيتيا الجنوبية.
ومع ذلك احتفظت الحكومة الجورجية بالسيطرة على أجزاء كبيرة من أوسيتيا الجنوبية بما في ذلك بلدة اخالجوري، لتتشكل قوة لحفظ السلام من الأوسيتيين والروس والجورجيين.
و منذ ذلك الحين و حتى منتصف عام 2004 كان الوضع في أوسيتيا الجنوبية سلمياً عموماً، ليعود التوتر بعد تعزيز السلطات الجورجية جهودها الرامية إلى جعل المنطقة مرة أخرى تحت حكم تبليسي، من خلال إقامة حكومة بديلة أوسيتية موالية لجورجيا في تبليسي.
كما أرسلت جورجيا الشرطة لإغلاق مجمع واسع للسوق السوداء، و التي كانت واحدة من مصادر الدخل الرئيسية للمنطقة، مما أدى إلى اندلاع قتال بين القوات الجورجية و قوات حفظ السلام ضد أوسيتيا الجنوبية وروسيا.
وعام 2008 وافقت جورجيا على وقف لإطلاق النار مع أوسيتيا الجنوبية، لتسحب روسيا قواتها من أوسيتيا الجنوبية، التي حصلت على استقلالها، علماً أن أي من الاتحاد الأوروبي أو منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) و معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لا يعترفون بأوسيتيا الجنوبية كدولة مستقلة.
وبسحب استفتاءات الأوسيتيون التي أقاموها على الاستقلال ، فإن أغلبية الأصوات جاءت لصالح الاستقلال عن جورجيا، حيث يؤيد 99٪ من المصوتين استقلال أوسيتيا الجنوبية بينما كانت نسبة الإقبال على التصويت نحو 95 ٪.
وتغطي أوسيتيا الجنوبية مساحة قدرها حوالي 3,900 كم2 على الجانب الجنوبي من القوقاز، تفصلها الجبال عن أوسيتيا الشمالية الأكثر سكاناً، (جزء من روسيا)، وتمتد جنوباً إلى قرب نهر متكفاري في جورجيا.
وأوسيتيا تعتبر بلاد جبلية وتقع معظم مناطقها فوق 1000 متر عن مستوى سطح البحر، و أعلى نقطة هي جبل خالاتسا عند 3938 متر عن مستوى سطح البحر.
أما اقتصاد أوسيتيا الجنوبية فهو زراعي في المقام الأول على الرغم من أن نسبة الأراضي المزروعة تشكل أقل من 10 ٪ من مساحة البلاد، بمنتجات رئيسية هي الحبوب والفاكهة والكروم، ناهيك عن الصناعات التي تعتمد على الغابات و الماشية، وعدد من المنشآت الصناعية و خاصة حول العاصمة تسخينفالي.
وفا أميري – تلفزيون الخبر