ماذا فعل المنتخب السوري ليكرهه اتحاد كرة القدم ؟
ما يحصل مع المنتخب السوري لكرة القدم شيء غريب ومؤسف جدا ومؤلم كثيرا، فوضع المنتخب يبدو وكأنه “كنة” والاتحاد “حماية” تحاول بشتى الطرق افشاله وتضع ألف عصا في دواليبه.
بدءا من مهزلة التعاقد مع مورينيو، التي ولحسن الصدف ، المدرب البرتغالي رد عليها بكثير من اللباقة وحسن النية بالرفض، مرورا بتسريب اسماء كالارجنتيني باتيستوتا والايطالي غاتوزو، ثم “نزلو شوي السقف” وطرحوا اسم العراقي عدنان حمد، ليتضح أخيرا أن كل ذلك أثمر تعاقدا مع المدرب أيمن الحكيم.
وتواصل استغباء الجمهور السوري، الذي شجع وسيظل يشجع “على الحلوة والمرة” المنتخب، فلا مباريات تحضيرية على قدر المسابقة ، ولا معسكرات ذات أهمية. ( معسكر صافيتا خير دليل) ، ولا تجهيزات “متل الخلق”، ومن شاهد الاعلان الترويجي للمنتخب لاحظ جليا أن قمصان المنتخب هي “ستوك” وكأن الاتحاد جلبها من “بالة”، عدا عن أنها تحمل علامة تجارية مزورة.
لمى عطية طالبة حقوق من طرطوس قالت لتلفزيون الخبر “في ظل انعدام للمسؤولية من قبل اتحاد الكرة ، أنا كسورية عم حس بالخذلان، قيمة منتخب سوريا يلي رايح يمثل اسم هالشعب لازم يكون كل شي غير”.
وأضافت لمى “من غير المتوقع انو نواجه هيك مشاكل، قمصان ولباس وبواط وتأمين ملاعب ومعسكرات؟ شو شغلتو للاتحاد لكان؟ من المنطقي يشتغل غير هيك، مسؤولياتو الاساسية تجاه المنتخب غير مؤمنة بالخالص، بتحسو غايب ومو معروف ليش”.
المنتخب ، وحتى على مستوى اللاعبين، ومع تقديم الاحترام والشكر لكل لاعبي المنتخب السوري فهم في نظر الجميع أبطال، ولكن ألا يتم استدعاء سنحاريب ملكي بحجة عدم تعاقده مع نادي، مع أن سوق الانتقالات حينها كان مفتوحا، يطرح علامات استفهام كبيرة، وكذا وضع المهاجم عبد الفتاح الآغا.
وتبقى قضية اللاعبين فراس الخطيب وجهاد الحسين وعمر السومة حتى اللحظة غير مفهومة، فالحسين والسومة تم وضع اسميهما في القائمة الأولية المستدعاة، ثم ظهرت القائمة الأخيرة بدونهما، وقد يقول قائل أن اللاعبين لا يريدون المنتخب، ولكن يقول أخرون “بدن يذلوهن ليجوا”، وضعية اللاعبين السياسية لا يجب أن تؤثر على منتخب يمثل فسحة الأمل الوحيدة المتبقية لشعب يريد أن يفرح.
مجد صرصر ، سوري من دمشق ، قال لتلفزيون الخبر “مابدنا مورينيو ولا بدنا نلعب مع البرازيل ولا نعسكر باوروبا بس بدنا نشوف فريقنا كامل وعم يتقدملو اقل المتطلبات لاي فريق بمارس كرة القدم، ليصير الفريق يلي عنا اسمو منتخب، ليصير يفرق عن الفريق يلي بلعب معو بالحارة، وهالمرة يلي بدايقك انو هالفرصة اذا راحت ماعاد تتكرر اذا ما تأهلنا هلق مارح نتأهل بحياتنا”.
وأضاف مجد “نحن منحكي هيك من حرقة قلبنا لانو هاد منتخبنا وهدول لعيبتنا مين يلي هيك عم يعمل فينا والله مابعرف وليش عنجد مابعرف شو الفكرة من كل هالحكي؟ الفكرة انو نعرف الظروف الوضع يلي مارق فيه هالفريق وقديش كان في تقصير بحقو واذا انشالله صارت اي نتيجة حلوة فهي من مجهود واصرار اللعيبة الشخصي الموضوع مالو مدروس ولا متوقع”.
يذكر أن جديد المنتخب هو أنه “ضايع” لا يعرف أين سيعلب مبارياته المحسوبة على أرضه، فمكاو التي قرر اللعب فيها اعتذرت لأسباب غير معروفة، قيل أنها “أمنية”، وتم نقل مباراة منتخبنا الثانية مع كوريا الجنوبية إلى ماليزيا مؤقتا، ريثما “نلاقي حدا يأوينا”، عيب ما يحصل عار ما يحصل.
حاولنا في تلفزيون الخبر ومنذ فترة التواصل مع أمين سر الاتحاد الرياضي العام قتيبة الرفاعي لأخذ رأيه بكل ما سبق ، ولكن لأسباب غير مفهومة ، تهرب الرفاعي من الاجابة، مع أنه أبدى استعداده الكامل للاجابة على أي سؤال في البداية ، وحينها كان المنتخب من المفروض أن يلعب مبارياته في مكاو قبل اعتذارها.
السوريون يجلسون أمام تلفزيوناتهم وحواسيبهم ويتابعون الأخبار الواردة عن المنتخب بحرقة وألم، فكل ساعة “بتنط قصة شكل”، ومع ذلك الأمل يبقى لديهم في المنتخب، فـ “نعم نستطيع” هو الهاشتاغ الذي تداوله لاعبو ومحبو المنتخب على مواقع التواصل، بينما اتحاد الكرة لديه أعذار وتبريرات دائمة، فعلى ما يبدو هي الوحيدة المتوفرة لديهم.
الصحفي فراس معلا كتب منذ أيام على صفحته على “فيسبوك” : “أكتر شي بيهمني من هالمعمعة كلها بخصوص مكاو وغيرا هو أنه المباراة الافتتاحية للمنتخب ناطرا مباراة وماني مفكر بعدا بشي، شجعوا المنتخب وتركوا قصة الأرض للمسؤولين عن هالموضوع وماتنسوا أقل واحد منا عندو ع “الفيسبوك” لاعب من المنتخب وعم يتابع، لهيك برواق شجعوا وبس”.
وقال معلا لتلفزيون الخبر “المهم ان يلعب المنتخب وان يكون لديه الروح التي نعرفها وبالنسبة للاتحاد فبعدين وكل شي بوقتو حلو المهم حاليا هو المنتخب وبعد ذلك لكل حادث حديث، وأتمنى في حال “لا قدر الله” خرجنا من التصفيات كما هو متوقع بطريقة مخيبة للآمال، أن تشهد البلد تشهد ثورة رياضية عالإتحاد العام وإتحاد الكرة، وياخد كل ذي حقٍّ حقّه، لأن العقليات القديمة الموكل لها المنتخب “مفكرة حالا عم تجهز دوري مدارس وحارات”.
صفحة “فيفا” كانت نشرت صورة للمنتخب ظهر فيها كل من اللاعبين محمود المواس وأسامة أومري، ومعها تعليق يقول “منتخب سوريا لم يسبق له أن تأهل لكأس العالم فهل يفعلها هذه المرة”، السوريون بالتأكيد سيشجعون منتخب بلادهم مهما كانت الأسماء وأينما كانت اللعبة ومهما كره اتحاد كرة القدم هذا المنتخب.
علاء خطيب – تلفزيون الخبر