ع البال

في الذكرى الـ 29 لاستشهاد ناجي العلي .. الخيانة أصبحت وجهة نظر

تمر الذكرى الـ 29 لاستشهاد الرسام الفلسطيني العالمي ناجي العلي، الذي كان صاحب المقولة الخالدة “أخاف أن تصبح الخيانة وجهة نظر”، في ظل تطبيع من كل حدب وصوب.

ناجي العلي الفلسطيني الذي لم يعرف الاستقرار في حياته، ولد في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، هاجر مع أهله عام 1948 بعد الاحتلال إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، ثم هُجر من هناك وهو في العاشرة، واعتقل أكثر من مرة من الجيش “الاسرائيلي” والجيش اللبناني

كان الفضل في اكتشاف موهبة ناجي العلي للاديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني، الذي شاهد ثلاثة أعمال من رسوم ناجي في زيارة له في مخيم عين الحلوة فنشر له أولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت في مجلة “الحرية” العدد 88 في 25 سبتمبر 1961م.

ثم سافر العلي الحاصل على شهادة ميكانيك في السيارات من طرابلس، في سنة 1963م إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا ، فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية.

اشتهر ناجي العلي بابتكاره شخصية “حنظلة” وهو فتى فلسطيني في العاشرة من عمره أدار ظهره للقارئ وعقد يديه خلف ظهره عام 1973م، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي كما أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية وأيقونة ثورية على مستوى العالم.

وقال العلي في تعريفه عن حنظلة “ كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع”.

وأضاف العلي”ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء”.

تزوج ناجي العلي من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينة وأنجب منها أربعة أولاد هم خالد وأسامة وليال وجودي، أعاد ابنه خالد إنتاج رسوماته في عدة كتب جمعها من مصادر كثيرة، وتم ترجمة العديد منها إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى.

اغتيال الشهيد ناجي العلي ما زال لم يكشف بعد، فـ”الاسرائيليون” متهمون بطبيعة الحال، كما منظمة التحرير الفلسطينية التي هاجمها العلي كثيرا وهاجم رئيسها وقتذاك الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، وحتى السعوديون الذين هاجمهم العلي أيضا بقوة متهمون، وورد اسم المخابرات العراقية في قضية اغتياله.

التحقيقات البريطانية أفضت إلى أن شخص يدعى بشار سمارة الذي كان منتسبا إلى منظمة التحرير الفلسطينية كما كان موظفا لدى جهاز الموساد “الإسرائيلي” هو من قام بعملية الاغتيال.

وتمت عملية الاغتيال في لندن بتاريخ 22 تموز عام 1987م باطلاق الرصاص عن قرب على العلي، فاصيب تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 آب 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.
عندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه الطفل حنظلة أجاب “عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته”، هذا ما قاله الشهيد ناجي العلي عن الطفل حنظلة، ولم ير وجه حنظلة إلى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى