فلاش

داريا .. وانتهت القصة

يطول الحديث عن داريا ومعاركها التي بدأت بداية الحرب السورية وبعد حوالي الخمس سنوات انتهت باستسلام التنظيمات المتشددة التي تقاتل واجلائها مع عائلاتها ومع من تبقى من مدنيين من المدينة المدمرة.

الاتفاق الذي أنجز بعد أكثر من محاولة سابقة كلها فشلت وأدت لدمار أكبر لحق بالمدينة الأكبر في الغوطة الغربية لدمشق، يقضي بنقل حوالي 700 مسلح إلى مدينة ادلب الذين يخرجون إليها كما خرج من قبلهم مسلحو حمص ويتركون وراءهم مدينة خرائبها تحكي قصة حرب ستبقى أثارها لفترة طويلة.
وقال أحد القادة الميدانيين لوسائل إعلام أن جميع المسلحين سيتركون أسلحتهم المتوسطة والثقيلة في داريا وسيتم استلام المدينة ليدخلها الجيش العربي السوري، مبينا أن هناك عددا من المسلحين طلبوا تسوية أوضاعهم، وأن الحكومة السورية وافقت على تسوية أوضاع كل من يطلب ذلك وفق القوانين والأنظمة النافذة.

بالنسبة للمدنيين البالغ عددهم حوالي 4000 شخصا فتقرر نقلهم إلى مراكز ايواء مخصصة لهم في صحنايا الملاصقة والتي عانت من قذائف كان يطلقها المسلحون وبعضها لسخرية القدر سقط على نازحين من داريا، البلدة التي كانت شاهدا على المعارك التي قليلا ما كانت تهدأ.

علما أن الدفعة الأولى ستتضمن اجلاء 300 مقاتل مع عائلاتهم على أن تستكمل العملية في الأيام القادمة، في حين من يريد تسوية وضعه والبقاء سيذهب باتجاه منطقة حرجلة في الغوطة الغربية التي تقع تحت سيطرة الدولة ومن هناك يتوزعون على المناطق التي يرغبون بالتوجه إليها، حسبما أفاد رئيس مجلس مدينة داريا المحلي لوسائل الاعلام.

وقال مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في بيان أصدره في جنيف “إن دي ميستورا أخذ علماً بالاتفاق لإخلاء سكان داريا من المدنيين والمقاتلين”، مؤكداً أنه لم يتم استشارة الأمم المتحدة وأن المنظمة الدولية لم تشارك في أية مفاوضات حول هذا الاتفاق، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.

أحد عناصر الجيش العربي السوري والذي قاتل في داريا منذ اربع سنوات قال لتلفزيون الخبر “قبل الاتفاق جرت معارك طاحنه بين الجيش والمسلحين، الذين استنزاف، وخلال هذه السنه وبشكل يومي كان الجيش يحاول اقتحام المدينة ويستولي على نقاط للمسلحين حتى وصل عمق داريا و”هون صارو يطالبو بالتسويه”.

وتابع الجندي “ماكانت تزبط لان كانت مماطله منن يلعبو ع فكرة المصالحه مشان يكسبو وقت وياخدو نفس وبكونو بهالاثناء عم يحفرو من تحت لتحت لياخدو نقاط للجيش، ونحنا ضلينا لآخر لحظه ما كان حدا فينا هون مصدق انو خلصنا من رب داريا ولهلق مو مصدقين وكأن حلم، يا رجل صرلنا 3سنين ونص صار عنا ذكريات بداريا ذكريات حلوة ومرة وفي غصه انو بدنا نتركها”.

وتابع “منظر المسلحين وهم يستسلمون يعطيك شعورا بالفخر بالعز، “انو ماراح دم هالشباب ضيعان وع الفاضي”، والمهم أن الأرض عادت وما بقي تفاصيل سياسية وتصريحات لا تعنينا، “داريا يا رجل داريا بتعرف شو يعني”.

في الطرف الأخر، عبر المعارضون عن حزنهم وخيبة أملهم بالاتفاق، وانتشرت صور كثيرة لمسلحين وهم يأخذون صور “سيلفي” مع المدينة التي أضحت أطلالا وهم يودعونها، وانتشرت هاشتاغات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها “عذرا داريا”، في اشارة إلى ما عدوه خذلانا للمدينة.

ونقلت وكالة اسوشيتد برس للأنباء عن حسام عياش، أحد النشطاء الموجودين في المدينة، قوله “لقد أُجبرنا على الرحيل، ولكن حالنا تدهور حتى أصبح البقاء في المدينة لا يمكن تحمله”.

سيقال كثيرا وستكشف كثير من الأسرار عن مدينة داريا وأنفاقها والأسلحة التي استخدمت فيها، والتي حاربت فيها جنسيات عديدة ومقاتلين من كل مكان، وبقيت تستنزف العاصمة دمشق، التي تبعد عنها فقط سبعة كيلو مترات، ميدانيا وسياسيا وانسانيا.

مدينة داريا التي تصدرت وسائل الاعلام العالمية ذات صيف بعد ادعاءات عن قيام الجيش السوري بقصف بأسلحة كيميائية للمدينة، وعلى إثر ذلك قبلت سوريا بعد ضغوط بتسليم مخزونها من السلاح الكيماوي، تعود لتتصدر العناوين هذا الصيف بعودتها إلى كنف الدولة فاتحة أملا أمام تسوية كبيرة تلوح في الأفق لإنهاء الحرب السورية.

 

علاء خطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى