الجعفري : النظام التركي هو من رعى الأرهاب وأدخله إلى سوريا
قال بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن ما يجري على الحدود الشمالية السورية مع تركيا هو “قصة قديمة”، لأن النظام التركي خرق السيادة السورية سابقا بإقدامه على التدخل وجلب الإرهابيين وتسريبهم عبر الحدود، موضحا أن النظام التركي هو “أول من رعى الإرهاب وأدخل الإرهاب الذي مول خليجيا إلى سوريا عبر الحدود التركية”.
وقال الجعفري في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء أن خرق النظام التركي للسيادة السورية وتنفيذه العدوان العسكري في مدينة جرابلس بريف حلب جاء اقتداء بالولايات المتحدة الامريكية التي انشأت ما يسمى بـ”التحالف الدولي” الذي خرق السيادة على مدى العامين الماضيين.
وأضاف الجعفري “تركيا لم تكن تتجرأ على العملية العسكرية بجرابلس السورية لولا أن هناك قدوة لها تمثلت في إنشاء الولايات المتحدة الأمريكية لما يسمى “التحالف الدولي” وخرق السيادة السورية على مدى السنتين الماضيتين”.
وأشار الجعفري إلى استحالة محاربة تنظيم “داعش” في سوريا قبل محاربته داخل تركيا التي شكلت أساسا له، متسائلا “كيف يستقيم ادعاء تركيا بأنها تحارب “داعش” في جرابلس بسوريا في وقت قامت هي بالسماح بإنشاء هذا التنظيم الارهابي وتعزيزه ودعمه بتصديرها اليه آلاف العربات من “تويوتا” وغيرها المحملة بسلاح وإحضارها المال الخليجي لشراء السلاح للتنظيم الارهابي من دول عدة منها أوكرانيا وكرواتيا وبلغاريا”.
وقال الجعفري إن على من يريد مساعدة سوريا على محاربة الإرهاب تنسيق خطواته مع الجيش العربي السوري وتبادل المعلومات معه عن الإرهابيين والانضمام الى تحالف دولي نزيه لمحاربة الارهاب”.
وكان الجيش التركي اقدم في وقت سابق من يوم الاربعاء على خرق السيادة السورية وقصف مدينة جرابلس بريف حلب، وعبور دبابات الجيش ومدرعاته إلى المدينة دعما للميليشات المتشددة التي يدعمها حزب العدالة والتنمية.
وفي سياق منفصل، كشف الجعفري عن تورط جهات دولية في الهجوم الكيميائي في الغوطة بريف دمشق في اب عام 2013، موضحا أن لدى سوريا العديد من المعلومات عن تورط هذه الجهات في الهجوم الكيميائي في كل من خان العسل والغوطة الشرقية، حيث وجهت مئات الرسائل إلى مجلس الأمن مع وثائق ومعلومات بخصوص تصنيع واستخدام الارهابيين للسلاح الكيميائي ضد المدنيين والجيش العربي السوري.
وقال الجعفري “أرسلنا مئات الرسائل إلى مجلس الأمن ولجان التحقيق المعنية بالقرار 1540 وفريق العمل في مهمة التحقيق وتقصي الحقائق وبعثة التحقيق المشترك اضافة الى مئات الرسائل إلى هذه الجهات الدولية المتضمنة معلومات بمنتهى الأمانة، لكن هم ما يسمى بـ “الدول النافذة” في المجلس تمثل بخنق هذه المعلومات أو تكذيبها لأن من قام باستخدام الكيميائي حظي برعاية هذه الدول النافذة” .
وأوضح الجعفري أن موضوع الملف الكيماوي كان مصطنعا ومفبركا بامتياز والمقصود منه ممارسة الضغط السياسي على الحكومة السورية منذ أول لحظة، مذكرا بأنه طلب بعد أول حادثة اعتداء بالغاز الكيميائي السام على بلدة خان العسل في ريف حلب خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة في حينه تقديم المساعدة للحكومة السورية للتحقيق فيما اذا تم استخدام الكيماوي أم لا ومن الذي استخدم مثل هذا السلاح الخطير.
وبين الجعفري أن الدول النافذة بمجلس الأمن كانت على علم بمن استخدم هذا السلاح وكانت حريصة على عدم كشف هويته ولهذا استمرت المحادثات بين الجانب السوري والأمين العام للأمم المتحدة أربعة أشهر وأحد عشر يوما، حتى تم إرسال رئيس مفتشي الأمم المتحدة الدكتور آكي سيلستروم وفريقه العلمي إلى سورية من أجل الذهاب إلى خان العسل والتحقيق في قضية الهجوم الكيميائي في هذه البلدة.
وأعاد الجعفري التذكير بأن الهجوم الكيميائي الثاني الذي تم في غوطة دمشق وقع في اليوم نفسه الذي تواجد فيه الدكتور سيلستروم في دمشق وقبيل توجهه الى خان العسل بريف حلب، بغية حرف الانتباه عن موضوع خان العسل ومنع المحقق الدولي من التوجه إليها وتركيز الانتباه على غوطة دمشق.
وأوضح الجعفري أن اثنين من المفكرين الاعلاميين المعروفين عالميا هما جورج مالبرونو وكريستيان شينو اثبتا في كتابهما “الطرق إلى دمشق” بالوثائق أن وزير الخارجية الفرنسية السابق لورانس فابيوس كان وراء التلاعب بمأساة استخدام الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق عام 2013.