موجوعين

ضاحية الباسل في حمص .. حكاية الفقر والإهمال والتوجيهات التي لا يرد عليها أحد

ككتف أنهكه التعب ، يعاني حال حي ضاحية الباسل في طرف حمص الشرقي ، فالنقل عبر طرق الحرير فيه تحتاج إلى زوارق تنقلك من طرف مستنقع لآخر .

الشئ الوحيد الذي يبث الحياة في هذا الحي ، هو مرور مواكب الشهداء باتجاه مقبرة الفردوس ، هم يحملون في كلامهم قضية وطن مزقت أطرافه الحرب ، ويتكلمون بالمؤامرة على بلدهم ونسوا أن ثمة مؤامرة ستبقيهم مع الطين إلى أن يشاء أحد المسؤولين ويخدم حيهم

لم تبق جهة حكومية الا ووجهت بضرورة تخديم هذا الحي ، والأهالي القابعين على همهم ينتظرون ان ينفذ أحد ما أو جهة ما تلك التوجيهات

تاج الدين داؤود أحد سكان الحي شرح لتلفزيون الخبر مأساة هذا الحي عموماً ومأساته الخاصة ، والتي تتكرر كل عام وكل شتاء ، فكان آخرها كان سقوط ابنه في أحدى الحفر التي تم انجازها كدليل على العمل والتخديم والمتابعة بعد زيارة الوفد الحكومي لحمص منذ نحو 8 شهور.

وتابع تاج الدين لتلفزيون الخبر : قبل الزيارة الحكومية لحمص قامت جهة لم يحددها بدقة ، بشق نفق في احد الشوارع ومدت انبوب وتركته لحد الآن دون وصل ، ولم تردم التراب تحسباً لزيارة قادمة ، وكأننا نلعب مع الحكومة ، ان ظهرت ظهرنا وان غابت غبنا ، وربي يسر

وأضاف مواطن آخر من سكان الحي : نقطن هذا الحي منذ أكثر من 35 عاماً ، ولم نشهد خلال هذا الزمن الطويل أي نوع من الخدمات التي تشعرنا أننا نعيش في مدينة ، او حتى في قرية من الريف البعيد ، فلا يوجد توصيف دقيق لحينا سوى أنه أحد أحزمة الفقر المحيطة بالمدينة والمهملة اهمالاً كلياً .

وبين المواطن منهل جنيدي : ان الاهالي منذ ثلاثة عقود جمعوا تبرعات فيما بينهم واشتروا سيارات ” بحص ” لتحسين وضع الشوارع في الحي واعتمدوا على ” الحفر الفنية ” كبديل للصرف الصحي وتعاقب أكثر من 10 محافظين على المدينة وتركوا رغباتهم في تخديم هذا الحي قبل أن يغادروا

وأوضح منهل أن معظم المنازل تم اشادتها طابقياً (طابقين أو ثلاثة ) و لا يوجد صرف صحي في الحي فالجميع يعتمد على “الحفر الفنية “ويستخدمون صهاريج لسحب المياه منها مقابل 8-10 آلاف في المرة الواحدة ويعتمدون أيضا على الصهاريج العابرة لتعبئة مياه الشرب مقابل 800 ليرة للخزان الواحد وبشكل شبه يومي ، فيما اكد ان وضع التيار الكهربائي مستقر مثل بقية احياء المدينة.

وبعد زيارة رئيس الحكومة وتقديمه المنح المالية. والمساعدات ، بدأ مشروع التعبيد يظهر الى السطح ولكن ببطئ شديد فبعد مرور أكثر من نصف عام على زيارة الوفد الحكومي ، لم ينجز شئ في هذا الحي ، سوى حفر الانفاق وتكديس الاتربة على شكل سلسلة هضاب

وكان محافظ حمص زار الحي مرتين كان آخرها في 2016 ووجه المؤسسات الحكومية بضرورة تخديمه ، ولكن لم تنفذ أية مؤسسة هذا التوجيه و يطالب الاهالي عبر تلفزيون الخبر محافظ حمص بالزام الجهات المعنية للإلتزام بعملها وتنهي مأساة هذا الحي الذي يعيش أهله في العام 2018

محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر – حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى