فلاش

مسرح الطفل في حلب ينهض مجدداً.. والبداية مع “ماشا والدب”

عاد مسرح الأطفال في حلب لتقديم عروضه التي كانت شبه متوقفة خلال سنوات الحرب، بأول عمل مسرحي كبير، كان له صدى جيد في المدينة، وهي مسرحية “ماشا والدب”.

وتقام المسرحية على خشبة مسرح نقابة الفنانين المعروفة بحي الجميلية، من قبل فرقة همسات للعمل المسرحي بالتعاون مع نقابة الفنانين ومشاركة فرقة “انطرانيك” الراقصة، وبرعاية اعلامية من تلفزيون الخبر.

وقال المدير التنفيذي لفرقة همسات والممثل في العمل المسرحي معتز سيجري لتلفزيون الخبر، الذي يعتبر أحد الرعاة الإعلاميين للعمل، أنه “بعد حالة من الركود في مسرح الطفل بحلب، نتيجة الحرب التي كانت تعيشها المدينة، فإن العجلة عادت للدوران عبر تقديم العديد من الأعمال الخاصة بالأطفال”.

وعن سبب عدم التوجه لمسرح الطفل وأعماله بالشكل اللازم خلال فترة الحرب، بين سيجري أن السبب يكمن “بخطورة وحساسية مسرح الطفل بشكل خاص من ناحية التعامل مع الطفل، وخصوصاً أن أطفالنا في سوريا من الجيل الذكي، والجيل الذي عاصر الحرب ويملك وعيه الكبير للحرب منذ الصغر”.

وتابع: “كان من الخطر جداً توجيه الطفل خلال الحرب توعوياً وتنموياً عبر الأعمال المسرحية الخاصة به خلال سنوات الحرب، لخطورة الوضع وللوعي الذي اكتسبه الطفل خلال تلك الفترة والذي توجيه بشكل خاطئ من الممكن أن يؤدي لمشكلة كبيرة”.

وأضاف سيجري: “بالمقابل وبعد انتهاء الحرب، بدأنا بالتوجه في الأعمال المسرحية للطفل عبر إيصال فكرة معينة له، عبر شخصياته المحببة، كماشا والدب”.

وأردف: “بمعنى آخر، فإن العمل حالياً هو ليس عملاً جامداً بمجرد شخصيات معروفة لدى الطفل، بل هو عمل قائم على استخدام تلك الشخصيات المحبوبة لدى الطفل، لتقديم وإيصال فكرة توعوية وتنموية له”.

وبدورها قالت الممثلة نور سكري، صاحبة دور “ماشا”، أن “مقولة عملنا هي الجمال بداخلنا والقبح بداخلنا، وبعد انتهاء الحرب كان لا بد من القول أن مجتمعنا ليس فقط مجتمع الأزمة والحرب والموت، بل هو مجتمع الجمال والحب والرقي بأفعالنا أولاً وأخيراً”.

وأشارت سكري إلى أن “عملنا المسرحي الحالي هو رسالة نرغب بتقديمها للطفل عبر شخصياته المحببة، وهذه الرسالة هي لقيم الجمال والحب الموجودة بداخلنا، وأهمية المبادرة لعمل الخير ومحاربة الشر، بدءاً من أنفسنا ووصولاً لبلادنا”.

وعن مشاركة فرقة “انطرانيك” الراقصة التابعة لجمعية الشبيبة الأرمنية في العمل المسرحي المذكور، والتي تعتبر المشاركة الأولى لهم بتقديمهم رقصات داخل مسرح ومع ممثلين، أوضحت مدربة الفرقة “نايري اوغريان مانكريان” أن “الفرقة تقدم 7 رقصات في هذا العمل مع كل ممثل”.

وبينت مانكريان أن “هذه هي التجربة الأولى للفرقة بالعمل المسرحي”، مشيرةً إلى أن “للفرقة العديد من الفعاليات الراقصة المعروفة، إلا أن تجربة تقديم الفرقة في مسرح ومع ممثلين هو تجربة أولى ومهمة وجميلة ونسعد بمشاركتنا في هذا العمل وتقديم دور في توعية أطفالنا”.

وحول العمل المقدم، قال رئيس فرع نقابة الفنانين في حلب عبد الحليم حريري، ومشرف العمل، أنه “خلال فترة الحرب ومن أحد أهداف تلك الحرب هو إيقاف الحركة الثقافية في حلب، إلا أن كافة تلك المحاولات فشلت، واستمرت الفعاليات الثقافية، ولو بشكل أضعف، إلا أنها لم تتوقف أبداً”.

ولفت حريري إلى أنه “خلال تلك السنوات كان التوجه الأكبر في العمل المسرحي لليافعين والشباب، وبعد انتهاء الحرب في حلب، هناك توجه جديد لتقديم الأعمال الهادفة لتوعية الطفل بعد الحرب”.

وأشار حريري إلى أن “هذا التوجه يقوم على العمل التشاركي بين نقابة الفنانين والفرق المسرحية من أجل تقديم أعمال تنموية هادفة ومستهدفة للطفل السوري، وعمل “ماشا والدب” الحالي الذي يعتبر الأكبر منذ انتهاء الحرب هو تجسيد لهذا التوجه”.

وانهى حريري حديثه بالقول أن “العمل المسرحي الحالي هو بداية للعديد من الأعمال المسرحية القادمة التشاركية الهادفة لإعادة إحياء الواقع الثقافي في حلب وإثبات القدرة على النهوض من جديد بالمجتمع الثقافي”.

يذكر أن مسرحية “ماشا والطفل” تقام على مسرح نقابة الفنانين في حي الجميلية، طيلة أيام العطلة الانتصافية، في تمام الساعة الخامسة مساءً، ومن المتوقع عرضها في المحافظات الأخرى بعد انتهاءها بحلب، لما شهدته من قبول كبير على شراء التذاكر، حيث شهد اليوم الأول امتلاء مدرجات المسرح بشكل كامل.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى