36 مليار ليرة سورية “مصروف حلب” من الحكومة حتى الآن !
أعلن مجلس الوزراء أن “المبالغ المصروفة حتى الآن لإعادة تأهيل الخدمات في مدينة حلب بعد تحريرها بلغ 36 مليار ليرة سورية”.
وأوضح المجلس، خلال اجتماعه التحضيري تمهيداً لزيارة الوفد الحكومي لحلب، أن “الأعمال التي أنجزت في حلب هي نتاج جهود مشتركة لجميع القطاعات في سوريا، وبجهود عمال من مختلف المحافظات السورية، وخاصة في الأشهر الأولى من عام التحرير”.
وبين المجلس أن “الحكومة ستعمل خلال العام الجديد على جميع الأصعدة التنموية والاقتصادية والخدمية والتعليمية والصحية لتعود حلب عاصمة الاقتصاد السوري، كما كانت قبل الحرب “.
ونتج عن إعلان الحكومة المبالغ التي صرفت على مدينة حلب حتى الآن العديد من التساؤلات من بعض أهالي المدينة حول أين وكيف صرفت هذه المبالغ، مستشهدين بالدمار الذي لازالت تعاني منه معظم المدينة.
ومر عام كامل على تحرير مدينة حلب من المسلحين المتشددين، إلا أن العديد من النواحي الخدمية في المدينة لا زالت تعتبر ضعيفة وتعاني من مشاكل مختلفة، ويمكن القول إن أكبر تلك المشاكل التي لم تحل بعد هي كهرباء الأحياء المحررة، ودمار أسواق حلب القديمة.
وتعاني الأحياء الواقعة بالجهة الشرقية المحررة من عدم وصول التيار الكهربائي إليها بسبب عدم وجود شبكة كهربائية حتى الآن بالأصل.
وكانت الشبكة الكهربائية والمحولات في كافة الأحياء المحررة سرقت خلال الحرب، كما أن بعض المحولات الباقية متضررة بشكل كبير، وحتى إن أصلحت فلا فائدة منها بسبب عدم وجود الأسلاك.
وفي سياق آخر، لا زالت معظم أحياء المدينة المحررة مغطاة بلونها الرمادي وأضرارها الكبيرة التي سببتها الحرب، وبعد سنة من تحرير المدينة، ظهر المخطط التنظيمي لإعادة إعمار المدينة، لتنهي وزارة الأشغال دراسته وليس إقراره.
وبجولة قصيرة في شوارع حلب يظهر الواقع العمراني الفعلي منذ تحرير المدينة واضحاً، فأولى خطوات محافظة حلب بعد التحرير كانت فتح الشوارع الرئيسية المغلقة وترحيل الأنقاض منها، وخصوصاً منطقة السبع بحرات والفردوس والزبدية.
وبعد فتح الشوارع “غصت” عملية إعادة الإعمار بدون وجود أي سبب واضح، عدا عن حوالي 80 مليون ليرة سورية لتجميل ساحة سعد الله الجابري والحدائق المحيطة بها، علماً أن 80 مليون كان من شأنها إعادة إعمار حي كامل، كالكلاسة مثلاً.
وعلى الرغم من بطء عجلة الإعمار، إلا أن الآلاف من أهالي حلب عادوا تباعاً إلى منازلهم، المتضررة و غير المتضررة، ليقوموا بتنظيف ركام الحرب بأنفسهم.
وتعد أسواق مدينة حلب القديمة، أكبر منطقة متضررة في المدينة، باعتبار أن السوق التاريخي هو قوة تجارة مدينة حلب بشكل خاص وسوريا بشكل عام، مما يوجع الأهالي ويسبب معاناة لهم.
ولازال السوق متوقفاً عن العمل بدون تحريك لأي حجر من الركام الموجود في بعض مناطقه، ما عدا الجامع الأموي وساحة القلعة ومدخل باب النصر، لا زالت معظم أسواق وخانات حلب القديمة محجوبة عن أصحابها بالركام الموجود على مداخلها.
وفا أميري – تلفزيون الخبر