فلاش

حديقة بستان القصر تستبدل ويلات الحرب بضحكات الأطفال

افتتح مجلس مدينة حلب يوم الثلاثاء حديقة بستان القصر في مدينة حلب، بعد إعادة تأهيلها وصيانتها من الأضرار التي تعرضت لها طيلة سنوات الحرب.

حيث جهزت الحديقة بشكل كامل بألعاب الأطفال، ليتم افتتاحها معلنةً خروجها من ثوب الحرب، مستبدلةً الدمار والدماء التي نزفت فيها بكثرة أيام معبر بستان القصر بضحكات الأطفال والحياة التي تنبض فيهم.

وحديقة بستان القصر عُرِفَت خلال سنوات الحرب بخطورتها، لأنها تقع في منطقة معبر بستان القصر، “معبر الموت” كما يسميه أهالي المدينة.

وتعتبر الحديقة نهاية طريق المعبر من جهة الأحياء التي كانت واقعة تحت سيطرة المسلحين المتشددين، كما أنها كانت مركزاً لاصطفاف الأهالي والبضائع لأخذ الأتاوات منها من قبل الفصائل التي تتالت على سرقة الأهالي عبر المعبر.

و كان “معبر الموت” من أخطر المناطق في مدينة حلب وهو الطريق الوحيد الذي يسلكه الأهالي للانتقال بين أطراف المدينة المحتلة والواقعة تحت سيطرة الدولة السورية، في السنوات الأولى من الحرب، قبل أن يتم إغلاقه بشكل كامل في السنوات الأخيرة من الحرب.

وأصر أهالي حلب بعد تحرير مدينتهم على استبدال ذكريات الموت بمظاهر الحياة والانتصار، مؤكدين عدة مرات بأن مدينتهم لم تنتصر فقط، بل حولت الموت الذي ابتلاها إلى بعثٍ جديد، ليحولوا “معبر الموت” إلى ساحة للأفراح والأعراس.

وكان أهالي حلب أقاموا بعد أشهر من تحرير المدينة عرس حلبي وزفة لعريسين أصرا على إثبات العودة ومحي آثار وذكريات مؤلمة شهدها كافة أهالي مدينة حلب.

والعرس على بساطته كان من خلال نشر الكراسي البلاستيكية ضمن شارع المعبر، ليبدأ الحفل معلناً تغيير اسم “معبر الموت” إلى “معبر الحياة”.

الطريق الطويل للمعبر أصبح حالياً بعد تحرير حلب، مجرد خطوات قصيرة، تنقلك من مكان لآخر فقط، إلا أنه في كل خطوة تخطيها وبكل زاوية تقع عينك عليها، هناك ذكرى تقتحمك، وأسراب وجوه لإناسٍ مضوا وآخرين نزفوا، ولحى مصطنعة حرقت ظلماً، لتحرق عدلاً.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى