ما حقيقة الأخبار حول مناطق مدينة حلب التي تسيطر عليها “ الوحدات الكردية “ ؟
انتشرت خلال اليومين الماضيين العديد من الأخبار غير الرسمية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عن رفع العلم السوري في أحياء مدينة حلب التي تتواجد فيها قوات “الأسايش” الكردية، وإزالة الحواجز التابعة لهم، ودخول الجيش العربي السوري إليها.
وتكاثرت الأخبار والأحاديث التي وصلت لحد تسمية الأمر بـ “المصالحة”، علماً أن تلك الأحياء والقوات الكردية كانت رديفاً للجيش العربي السوري في تحرير المدينة منذ سنة، إلا أنهم بعد التحرير عمدوا لاتباع ممارسات تعزل تلك الأحياء.
وأكد عدة أهالٍ من القاطنين في حي الشيخ مقصود لتلفزيون الخبر أن “العلم السوري ارتفع بالفعل على بعض المدارس ومؤسسات الدولة بالحي، إلا أن تواجد الحواجز الكردية هو على حاله، والمظاهر هي ذاتها”.
وأكمل الأهالي أنه “لا صحة لخبر إزالة الحواجز الذي نشر، وأن دخول الجيش العربي السوري واستلامه للأحياء، وما يتم تداوله في داخل الحي أن الجيش سيدخل والحواجز ستزال يوم الخميس، وهذه الأحاديث غير مؤكدة بعد أيضاً “.
بدوره، أوضح مصدر خاص لتلفزيون الخبر فضل عدم الكشف عن هويته أن “هناك جهوداً منذ أشهر تتم من أجل الوصول لاتفاق مع الجهات الكردية من أجل إنهاء حالة العزلة التي فرضتها القوات الكردية بالتزامن مع احتفالات ذكرى تحرير حلب”.
وأردف المصدر أن “العلم السوري رفع في كافة المدارس ودوائر الدولة في الأحياء، كما أن الخدمات وورشات الصيانة بدأت الدخول للحي من أجل تخديمه”.
ولم يظهر أي تأكيد أو إعلان رسمي حول إزالة الحواجز وإنهاء مظاهر العزل التي كانت تتبعها القوات الكردية في تلك الأحياء، علماً أن تلفزيون الخبر تواصل مع العديد من الجهات الرسمية التي أجابت أنها “لا ترغب بتقديم أي تصريح رسمي حول الموضوع”.
ويبقى المواطن الحلبي بحيرة من أمره، بسبب عدم وجود أي جهة تقبل تأكيد الخبر من عدمه، لتظل الأخبار الواردة من الأهالي والناشطين الإعلاميين هي من تسيطر على حقيقة وضع الأحياء المذكورة من عدمها.
وتعتبر أحياء الشيخ مقصود والهلك وبعيدين والشيخ خضر من الأحياء التي تشهد تواجد الوحدات الكردية فيها منذ تحرير مدينة حلب، والذين مارسوا العديد من التصرفات التي أثارت حفيظة الأهالي عبر عزل تلك المناطق عن باقي المدينة من خلال فرض قوانينهم الخاصة.
وأكثر ما أثار حفيظة الأهالي هو تعمد قوات “الأسايش” المتواجدة في الحي والمسيطرة عليه بشكل كامل، إلى منع عودة الأهالي لمنازلهم ما لم يكونوا من السوريين الأكراد.
وكثرت الشكاوى التي وردت لتلفزيون الخبر من قبل الأهالي حول منعهم من دخول الحي لا للزيارة ولا حتى للعودة لمنازلهم، كما علت أصوات المطالبات طيلة الفترة الماضية للتحدث عن الموضوع والقيام بالإجراءات اللازمة من قبل المسؤولين لإيقاف تلك الممارسات.
وتطور الأمر أيضاً بالفترة الأخيرة لمنع دخول أي شخص سواءً كان كردي أو عربي إلى الحي، إلا بوجود كفيل وحجز بطاقته الشخصية وبعد التحقيق معه مطولاً حول سبب دخوله للحي و وجهته فيه.
ولا تعتبر هذه الممارسات الأولى من نوعها، فمنذ أشهر عمدت “وحدات الحماية الكردية” لمنع أي سيارة أو شاحنة أو باص يحمل لوحات الدولة السورية من دخول مدينة عفرين، مشترطةً وضع الشاحنات للوحات “عفرينية” تمثل مدينة عفرين، علماً أن تلك اللوحات غير معترف بها رسمياً.
وسبب القرار حينها ضجة كبيرة بين أهالي حلب والتجار، كون أنه غير منطقي وأقرب لتقسيم المناطق الواحدة، الأمر الذي أجبر القيادة السورية على إعلان طريق حلب – عفرين مغلق نتيجة تلك الممارسات، لتتراجع بعدها “الوحدات” عن قرارها ويتم فتح الطريق مجدداً.
تلفزيون الخبر