سياسة

ماهو مصير “قسد” مستقبلاً .. هل من دروس وعبر؟

تتجه الحرب على تنظيم “داعش” إلى خواتيمها، خصوصاً بعد خسارة التنظيم لأهم معاقله في سوريا في الرقة والميادين والبوكمال في سوريا، ويقترب يوما بعد الآخر حسم مصير القوات العسكرية المقاتلة للتنظيم على الأراضي السورية، من غير قوات الجيش العربي السوري أو قواته الرديفة، وعلى رأسها قوات “قسد”.

وتعتبر “قوات سوريا الديموقراطية”، المعروفة اختصاراً بـ “قسد”، من أكبر التنظيمات التي تقاتل “داعش”، والتي لا تخضع لسيطرة الجيش العربي السوري، إنما تقاتل بغطاء جوي وسياسي من “التحالف الدولي”.

ويشكل العنصر العربي غالبية في عداد هذه القوات الكردية، التي يتولى أكراد قياداتها، كما يشكل العنصر الغربي جزءاً من تعدادها، وظهرت صور وتقارير تفيد بوجود أمريكيين وفرنسيين وانكليز يقاتلون ضمن صفوف “قسد”، بالإضافة لوجود قوات تابعة للجيش الأمريكي والفرنسي وغيرهم ظهرت سابقاً صور لهم يقاتلون بجانبها.

ومع اقتراب الانتهاء من تنظيم “داعش” في سوريا، حيث لم يتبق للتنظيم سوى مناطق في ريف دير الزور الشمالي، يظهر سؤال مفاده، ما مصير قوات “قسد” مستقبلا ؟

الأراضي التي تسيطر عليها “قسد” هي مناطق واسعة، أجزاء كبيرة من الحسكة، والرقة كاملة، ومدينتي عفرين ومنبج في ريف حلب الغربي، وتديرها ما تعرف بـ الإدارة الذاتية”، التابعة لـ “حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي”.

الدولة السورية كانت أعلنت أكثر من مرة استعدادها لمناقشة قضية حكم ذاتي في هذه المناطق، فيما يبدو أن قادة “قسد”، في تصريحات مسؤوليهم، يريدون تحصيل قدر ما يمكن تحصيله، وفكرة الانفصال بالتأكيد تدور في ذهن المسؤولين، بدعم أمريكي.

ولكن برز تصريح الرئيس المشترك لـ “مجلس سوريا الديمقراطية”، رياض درار، الذي أعلن فيه أن “قوات سوريا الديموقراطية ستنضم للجيش السوري مستقبلا”، مردفاً أن “الجيش السوري سيتكفل بتسليحها”، وهو مالم يصدر عليه اي رد من جانب الدولة السورية حتى الآن.

وأضاف درار في تصريحات لشبكة “رووداو” الكردية أنه “إذا كنا ذاهبين إلى دولة سورية واحدة بنظام فيدرالي، نعتقد أنه لا حاجة للسلاح والقوات، لأن هذه القوة سوف تنخرط في جيش سوريا، لأن الوزارات السيادية مثل الجيش والخارجية ستكون عند المركز، و”قوات سوريا الديمقراطية” هي قوات سوريّة وليست قوات محلية”.

وكانت “قسد” أوضحت غير مرة أنها لن تسلم أياً من مواقعها للدولة السورية، وسعت للسيطرة على مناطق واسعة في محيطها، حتى تلك التي لا تضم تواجداً كردياً كمنبج في ريف حلب الغربي.

وكان ما يسمى بـ “مجلس دير الزور العسكري” التابع لـ “قسد”، أصدر بياناً يعلن فيه أن قواته “لن تتوجه إلى مدينة البوكمال تجنباً للمواجهة مع القوات الحكومية والقوات الحليفة لها”.

سياسياً، تبدو “الإدارة الذاتية” متخبطة، خصوصاً أن الجولة الثانية من الانتخابات المحلية التي أجرتها في مناطق سيطرتها، لن تستكمل، وهي التي كان مقرراً لها أن تبدأ في 1 \ 12، علماً أن الدولة السورية رفضت الجولة الأولى من الانتخابات على لسان أكثر من مسؤول، أبرزهم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الذي وصفها بـ “المزحة”.

وشكل انشقاق المتحدث باسم “قسد”، طلال سلو، ضربة موجعة لها، وسط تقارير تفيد بانشقاقات مماثلة قد تحدث، وضغط تركي كبير باتجاه قطع تمويل هذه القوات، وهو ما أعلنه وزير الخارجية التركي، عقب اتصال بين الرئيسين الأمريكي والتركي.

محاولات روسيا لتقريب وجهات النظر بين الدولة السورية و”الإدارة الذاتية” علنياً تبدو متوقفة، علماً أن روسيا رعت في مركز حميميم أكثر من اجتماع بين الجانبين، لم يتوصلوا فيه إلى نتيجة.

وعبرت الدولة السورية عن قرارها الأساسي بعدم قبول انفصال أي كيان عن الدولة الموحدة، وهو ما تبناه وفد “المعارضة” الموحد أيضاً، في ظل غياب لتمثيل “حزب الاتحاد الديموقراطي” عن المفاوضات الجارية في جنيف وأستانا.

هل ستنضم فعلاً “قسد” إلى الجيش العربي السوري؟ ما هي الآلية وبأي صيغة ؟ وفي حال عدم انضمامها، ما مصيرها ؟ كلها أسئلة مطروحة حالياً ويتم تداولها في المؤتمرات التي تعقد لحل الأزمة السورية، وستزداد هذه الأسئلة وستصبح أكثر رسمية وإلحاحاً بعد الانتهاء كلياً من “داعش”.

علاء خطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى