فلاش

باب النصر بحلب كان “على حافة الإنهيار”.. بدلاً من مخالفة المسبب “منفتحلو ورشة بلاط” !

علم تلفزيون الخبر من مصادر خاصة عن وجود تجاوزات وعدم اهتمام واضح في بعض المعالم الأثرية المهمة بمدينة حلب القديمة، آخرها ما ظهر في باب النصر الذي كان على وشك الانهيار يوم الثلاثاء.

وكشفت الأمطار الغزيرة والعواصف التي شهدتها المدينة يوم الثلاثاء عن “وجود تشققات خطيرة سببها مخالفات واضحة من قبل أحد المستأجرين”، حيث تم “تطنيشها” من قبل مكتب المدينة القديمة بمديرية الآثار.

وبين المصدر أنه “بدلاً من مخالفة صاحب المحل المستأجر، تم إقرار طلبه بأنه يحتاج إلى بلاط ودرابية وتمديدات كهرباء، بدون أن يرى أحد المخالفات الواضحة وضوح الشمس”.

وأوضح المصدر أن “القصة بدأت بعد أن أظهرت الأمطار تشققات خطيرة في زاوية واجهة باب النصر وشبه تفتت تام في الجدار الحمال للزاوية، حيث حضر مدير الاثار ومدير المدينة القديمة وفريق من المهندسين والمختصين للكشف المستعجل”.

وأشار المصدر إلى أنه “بعد الكشف تبين قيام مستأجر العقار الوقفي رقم محضر
منطقة سابعة، والمتوضع على زاوية الواجهة الأمامية للباب، بغرض توسيع المحل، بإزالة القسم الأكبر من الجدار الاثري الحمال ذو الاحجار الاثرية الكبيرة داخل دكانه”.

وقام المستأجر بتحويل الفراغ الناتج عن الإزالة “إلى خزانة داخلية دون وضع اي دعامة سوى مبسطة حديد بدلاً من “نجفة”، كما قام بازالة ما تحت قنطرة مدخل محله من أحجار، مما جعل القنطرة تستند على فراغ”، بحسب المصدر.

ويشغل المستأجر العقار منذ عام 1998، وما قام به من توسيع غير مشروع أدى لضغط ثقل كامل بزاوية الباب على ما تبقى من الجدار الحمال، ما سبب تفتته وظهور تشققات طولانية من قاعدة الواجهة وحتى السطح”.

والغريب بالأمر، وما سبب حالة من الاستهجان، أن كافة تلك التجاوزات السابقة المذكورة موجودة بعلم مديرية المدينة القديمة بحلب، لكن بدون اتخاذ أي إجراءات رادعة أو تسجيل مخالفات بحق المعتدي على أحد أهم معالم حلب الأثرية وسبب تهديده بالإنهيار.

ووجه مدير الآثار، بعد تقديره بأن الوضع “خطير جداً”، بتدعيم اسعافي عاجل بالدعامات الحديدية للسقف الرئيسي لقبة برج باب النصر و للجدار الحمال و لسقف المحل الوقفي المذكور.

وأكد المصدر أن المستأجر حضر الكشف الذي حصل ولم يبدي أي استعداد لاجراء التدعيم أو إعادة الوضع الى ما كان عليه رغم خطورة الوضع”.

وأردف المصدر: “كما أنه لم يفرض على المستأجر الذي هو سبب المخالفة أي غرامة أو تحميل أو عقوبة، الأمر الذي يدعو للتساؤل عن سبب مرور مثل هكذا موضوع مرور الكرام”.

وبحسب القانون 40 المتعلق بمخالفات البناء، فيلزم على مستأجر المحل الذي قام بازالة جدار أثري حمال، بسداد تكاليف التدعيم الاسعافي، ثم إلزامه بإعادة الوضع لما كان عليه على نفقته/ و في حال امتناعه يتم سداد التكاليف من بلدية حلب والحجز على امواله لتحصيل المبلغ.

وبالمقابل جاء رد مدير المدينة القديمة ماجد زمار لتلفزيون الخبر بالإكتفاء بالقول أن “سبب عدم مخالفة المستأجر هو أن الوضع المذكور قديم جداً، وتلك التجاوزات وإزالة الدعامات ليست جديدة”، لافتاً إلى أن “الموضوع أحيل للجنة السلامة العامة”.

وكشف زمار أن “هناك حملة تتم حالياً بالتعاون بين مديرية المدينة القديمة ومديرية الآثار العامة ولجنة السلامة من أجل الكشف على المحاضر كافة ومعرفة المخالفات الموجودة ومعالجتها”.

يذكر أنه نهاية “الصولة والجولة” التي تمت بين مديرية المدينة القديمة والمستأجر ولجنة السلامة انتهت بقيام “أصدقاء باب النصر” بإجراء عمليات التدعيم الاسعافي متبرعين بكامل تكاليفه، ليبدأ العمل صباح يوم الاربعاء مانعين انهيار كامل باب النصر بعد أن كان الأمر وشيكاً.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى