سيدة سورية تروي حكايتها مع سرطان الثدي “يمكن هزيمته”
“رهبته لاتقل عن رهبة الحرب اللي عم نواجهها يوم بعد يوم ونحنا متمسكين بالأمل والحياة، المختلف هو إنه حرب على المستوى الشخصي لكنه بأحد تفاصيله حرب عم حاول مقاومتها..ورح انتصر، بالنهاية السرطان وهم، نحنا اللي منعطيه القيمة ليقدر يدمرنا”.
لميس 42عاماً، قالت هذه الكلمات بينما كانت تداعب ضفائر طفلتها ذات الأربع سنوات، تؤكد أن “الخلايا التي ضلّت يوماً ما نموها في جسدها، وأعلنت حرباً عليها لا تقل شأناً عن أي خلل قد يعتري عمل وظائف الجسم”.
” حين اكتشفتُ ذاك الورم الذي تبدّى ككتلة في زاوية صدري الأيسر، سارعت للكشف عنه، وكان لا بد من عملية استئصال للثدي كخطوة أولى للعلاج”.
وفي حديثها لتلفزيون الخبر عن العلاج الكيماوي، قالت لميس:” في اليوم الأول لم أنم وأنا أفكر بانعكاسات ذلك العلاج، بالالم، بملامح أنوثتي التي سأفقدها، بلون وجهي فكرت بنظرة اطفالي وزوجي لي، لكن الأمر لم يكن بهذه الصعوبة، ولم يكن لدي خيار إلا أن أقاوم وأتعايش”.
اليوم وبعد شهر من إنهاء لميس لعلاجها، وبعد أن أكد لها الأطباء أنها تعافت، وبعد الصورة النهائية لكافة أعضائها، وبعد أن توقف الخلل في عمل خلاياها عند هذه المرحلة، لميس تشدد على الكثيرات بضرورة الفحص المبكر عن سرطان الثدي.
بينما أكد الطبيب المختص في توصيف وجراحة حالات سرطان الثدي، علاء داريني، لتلفزيون الخبر أن “مرض السرطان هو السؤال الكبير الذي لا إجابة عليه، لكنه في التشخيص هو خلايا طبيعية تعرضت لطفرة جينية”.
وتابع “الطفرة الجينية تؤثر على الخلايا وتحولها لخبيثة وتسرّع في تكاثرها”،منوهاً إلى “ضرورة المراقبة بعد سن ال40 عاماً من خلال صورة ماموغراف كل سنتين”.
“إضافة الى صورة ماموغراف كل سنة بعد سن الخمسين، وفي مقتبل العمر على الفتيات من سن 20 عاماً أن يقمن بالفحص الذاتي دورياً”، وفق ما شدد الطبيب.
وبالعودة إلى توصيف الحالات فقد أكد داريني على “ضرورة الانتباه إلى أي كتلة، و التي منها ما يكون كتلة حليبية ومنها التي تكون ليفية، ومنها كتل دهنية”، لافتاً إلى أن “90% من الكتل سليمة”.
و وأضاف “في حال كانت الكتلة غير سليمة يتم العلاج على مراحل، حيث تخضع للمرحلة التي وصل لها الورم، فمنها ما يحتاج استئصال للورم فقط، ومنها ما يحتاج استئصال للثدي”.
و وأشار داريني إلى أن “المريضات تخضعن للعلاج، والشائع هو العلاج الكيماوي لكنه لا يُوظّف في كافة الحالات على حد قول الطبيب، فهناك علاجات هرمونية وعلاجات من خلال الأشعة”.
أما الأسباب التي يُعتَقَد أنها تؤدي للإصابة بالأورام، فقد أشار الطبيب إلى أن الدراسات أثبتت أن للعامل الوراثي دور مهم في ذلك، إضافة الى التدخين”.
وأكد الطبيب داريني أن “كثير من الأسباب التي يتم تداولها بين الناس غير دقيقة من ذلك ما يُشاع عن تأخر السيدة في الإنجاب أو تناولها لأدوية منع الحمل الهرمونية”.
وشدد على “ضرورة الفحص المبكر كأولوية هامة لتفادي التعرض للإصابة، وبالتالي سهولة علاج هذا المرض الذي يصفه البعض بالقاهر بينما يراه آخرون وهم”.
حيث يأتي سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطانات التي تصيب النساء، على حد قول الطبيب المختص.
وخصصت منظمة الصحة العالمية شهر تشرين الأول من كل عام للتوعية بسرطان الثدي في بلدان العالم كافة، وهي مبادرة لزيادة الاهتمام بهذا المرض، وسبل الوقاية منه على المستوى الدولي.
حيث تقوم حملات للتوعية على ضرورة الكشف المبكر عنه في أغلب دول العالم، وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن هناك نحو 1.38 مليون حالة جديدة تحدث للإصابة بسرطان الثدي و458 ألف حالة وفاة من جراء الإصابة به.
بينما يؤكد الطبيب داريني أن هناك بعض الإشكاليات في تلك الإحصائيات، لأن كثير من الحالات على أرض الواقع تشهد تحسناً ملحوظاً طالما أنها اكتشفت وتمت متابعتها بوقتٍ مبكر، وهنا تأتي أهمية الكشف المبكر والمراقبة الدورية التي تم عرضها آنفاً.