فلاش

35 عام على مجزرة صبرا وشاتيلا

يصادف يوم 16 أيلول من عام 1982 ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبت مليشيا “القوات اللبنانية” وقوات سعد حداد وآخرين في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين، بدعم وتغطية من جيش احتلال “الاسرائيلي”.

ووقعت المجزرة في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوب بيروت، وحي صبرا اللبناني الفقير، بعد يومين من مقتل بشير الجميل الرئيس اللبناني المتعامل مع “اسرائيل”، وبدت كأنها انتقام لمقتل الجميل الذي كان زعيماً للمليشيات اليمينية المتعاونة مع الكيان “الاسرائيلي”.

وأتت مجزرة صبرا وشاتيلا بعد يوم من اجتياح العدو “الاسرائيلي” بقيادة شارون وزير الحرب في حكومة مناحيم بيغن – غرب بيروت وحصارها المخيم، بناءً على مزاعم بأن منظمة التحرير الفلسطينية التي كان مقاتلوها غادروا لبنان قبل أقل من شهر خلّفوا وراءهم نحو ثلاثة آلاف مقاتل في المخيم.

وحوصر المخيم تحت هذه الذريعة، وقام العدو “الاسرائيلي” بأمر من قيادته المتمركزة على مشارف شاتيلا بإلقاء قنابل الإنارة فوق المخيم، لتسهيل تحرك رجال المليشيات داخله.

وقام العدو “الاسرائيلي” بعمليات قتل واغتصاب وتقطيع جثث طالت النساء والأطفال والشيوخ بصورة رئيسية، امتدت إلى مشفيي عكا وغزة القريبين لتشمل طواقمهما من الممرضات والأطباء، إضافة إلى عائلات لبنانية تقيم في صبرا و”حرج ثابت” القريب.

وفي أيام الخميس والجمعة والسبت (16و17و 18 أيلول) من أيلول عام 1982 استيقظ لاجئو مخيمي صبرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير.

وتحالف لـ “إنجاز” هذه المذابح الميليشيات المينية اللبنانية مع جيش الاحتلال، فانضم الجيش “الاسرائيلي” إلى حزب “الكتائب” اللبناني ليسطروا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش في مجزرة لتصفية الفلسطينيين وإرغامهم على الهجرة من جديد.

وصدر قرار مذبحة صبرا وشاتيلا برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب “الاسرائيلي”، وأرييل شارون وزير الحرب آنذاك في حكومة مناحيم بيجن.

وبدأت مجزرة صبرا وشاتيلا في الخامسة من مساء السادس عشر من أيلول، حيث دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين سفاحاً ومجرماً، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم.

وأخذوا يقتلون المدنيين، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ، ونساءٌ تمَّ اغتصابهنّ قبل قتلِهِنّ، رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره.

ونشرت الميليشيات اللبنانية اليمينية الرعب في ربوع المخيم، وتركوا ذكرى سوداء مأساوية، وألماً لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين.

48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة أحكمت الآليات الصهيونية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم، فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من أيلول.

واستفاق العالم على مجزرة من أبشع المجازر في تاريخ البشرية، ليجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس، ورؤساً بلا أعين، ورؤساً أخرى محطمة، ليجد قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطيني، والمئات من أبناء الشعب اللبناني.

عمليات القتل التي كشف عنها النقاب صبيحة السبت تمت، حسب المعطيات المُجمَع عليها، بإشراف ثلاث شخصيات رئيسية هي: وزير الحرب “الاسرائيلي” شارون، ورئيس الأركان رافائيل إيتان، ومسؤول الأمن في “القوات” اللبنانية إيلي حبيقة.

وكانت مجزرة صبرا وشاتيلا تهدف إلى تحقيق هدفين، الأول: الإجهاز على معنويات الفلسطينيين وحلفائهم اللبنانيين، والثاني: المساهمة في تأجيج نيران العداوات الطائفية بين اللبنانيين أنفسهم.

ولايعرف عدد الشهداء في مجزرة صبرا وشاتيلا بوضوح، وتتراوح التقديرات بين 3500 و5000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين، وبينهم لبنانيون أيضاً.

وحتى اللحظة لم يعرف الرقم الدقيق لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا، لكن فِرَق الصليب الأحمر جمعت نحو 950 جثة، فيما أشارت بعد الشهادات إلى أن العدد قد يصل إلى ثلاثة آلاف، لأن القتلة قاموا بدفن بعض الضحايا في حفر خاصة.

وفي رسالة من ممثلي الصليب الأحمر لوزير الدفاع اللبناني قال إن “تعداد الجثث بلغ 328 جثة، ولكن لجنة التحقيق الصهيونية برئاسة إسحاق كاهان تلقت وثائق أخرى تشير إلى تعداد 460 جثة في موقع المذبحة”.

وفي تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق الصهيونية من مصادر لبنانية وصهيونية أن عدد الشهداء بلغ ما بين 700 و800 نسمة.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى