في “ميركاتو” المجاهدين .. عبدالله المحيسني يفسخ عقده مع “جبهة النصرة”
أعلن الداعية السعودي المتشدد عبد الله المحيسني استقالته من “جبهة النصرة”، أو “هيئة تحرير الشام” بمسماها الجديد، وذلك في بيان نشره عبر “تيليغرام”.
واستقال الشرعي السعودي المتشدد المحيسني، القاضي الشرعي السابق في “جيش الفتح”، بالإضافة لمواطنه السعودي المتشدد الآخر مصلح العلياني، من “هيئة تحرير الشام”.
وجاء في البيان الذي نشر مساء الاثنين 11 أيلول، أن “الاستقالة تمت بعد تجاوز اللجنة الشرعية في الاقتتال الأخير، بين “هيئة تحرير الشام” وحركة “أحرار الشام الإسلامية”، والتسريبات الصوتية التي أعقبته من انتقاص صريح لحمَلة الشريعة”.
وبرر الشرعيان السعوديان المتشددان أنه “وأخيرا بعد التجاوز الحاصل للجنة الشرعية في القتال الأخير، ثم أعقبه ما تمخضت عنه التسريبات الصوتية من انتقاص صريح لحملة الشريعة على ألسنة بعض المتصدرين في “الهيئة” على نحو خطير مما استلزم انتهاضة (…) ولما تحققنا من العجز عن تحقيق غايتنا من وجودنا في هذا الكيان، كان لزاما علينا إعلان استقالتنا”.
و أوضح الشرعيان في بيانهما المشترك أنهما “سيبقيان على تواصل مع كل مجاهد في الساحة الشامية، ومع أي فصيل”، مضيفين أنه “سنبقى كما عهدتمونا في دفع العدو الصائل والدعوة لله وإصلاح ذات البين، حتى يحكم الله بيننا وبين عدونا وعدوكم”.
وكان شرعيو “هيئة تحرير الشام”، وبينهما المحيسني والعلياني، الذين عرفوا عن أنفسهم باسم “أهل العلم”، طرحوا سابقا ثلاثة شروط للبقاء فيها، على خلفية التسريبات الأخيرة.
وشملت االشروط “إعادة الاعتبار لـ “أهل العلم”، وحفظ مكانتهم، بأن يكونوا مرجعية حقيقية للقادة والجنود في مسيرة الجماعة المجاهدة”.
وضمت الشروط “تفعيل ملف القضاء الداخلي، وزيادة صلاحياته، وتشكيل لجنة بصلاحيات عالية تفوض في التصالح بين الهيئة العامة، وبين الهيئة والفصائل، وتنظر في ملف السجناء دون استثناء، وفي المظالم المرفوعة ضد “تحرير الشام”.
وانقسمت “هيئة تحرير الشام” بين جناحين، الأول يقوده الشرعيون وعلى رأسهم المحيسني، الذين دعوا لعدم الاقتتال، وجناح يقوده القائد العسكري أبو محمد الجولاني، ولم تعلق “الهيئة” على استقالات شرعييها حتى الآن.
وجاءت الاستقالة بعد تسريب صوتي نشر على لسان القائد العسكري لـ “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني وهو يوجه كلامه لـ “قائد قطاع إدلب” في “الهيئة” أبو حمزة بنش قال وصف فيه الشرعيين في “الهيئة” بـ “المرقعين”، مضيفا أن “عملهم يقتصر على الترقيع فقط”.
وكان أبو حمزة بنش، المعروف باسم أبو الوليد، طالب الجولاني في التسريبات السماح له باعتقال القاضي الشرعي، عبد الله المحيسني، إلا أن الجولاني لم يوافق وقال إن “اعتقاله سيزيد الأمر تعقيداً، وكان التسريب شهد وصف الجولاني للأتراك بـ “الجحاش”.
يذكر أن الداعية السعودي المتشدد عبد الله المحيسني ترجع أصوله لمنطقة القصيم في السعودية، عمل في سوريا منذ مطلع عام 2014، وتسلّم منصب القاضي الشرعي لـ “جيش الفتح”، قبل أن يصبح عضواً في اللجنة الشرعية لـ “هيئة تحرير الشام”.
أما الداعية الآخر مصلح العلياني، الملقب بـ “أبو خالد الجزراوي”، كان سابقاً يعمل كشرعي في “جبهة النصرة”، وهو عضو سابق في “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، وإمام مسجد في العاصمة السعودية الرياض.