ديرالزور: حصار ومعاناة وارتفاع الأسعار يفتك بالمواطنين
منذ نحو عامين وأحياء مدينة دير الزور تعيش كل ألوان الحصار وأشكاله، قلة في المواد الغذائية وانعدام وجودها أيام وأسابيع، أصبح الجوع واختصار وجبات الطعام سيدا الموقف في حياة أسر كثيرة، لتخفيف وطأة المعاناة في معرفة كيفية تدبير شؤون البيت وحاجاته.
وبعد أن أطبق تنظيم “داعش” الحصار على أحياء المدينة انعدمت معه جميع أشكال الحياة ومقوماتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية وبشكل خاص عدم توفر المواد الغذائية في ظل صمت دولي مطبق اقتصر على إرسال بعض المعونات وتجاهل السبب الحقيقي لوجود هذه الازمة .
وقال سامر أحد مواطني دير الزور لتلفزيون الخبر ” إن الوضع مأساوي في المدينة، حيث ان الجوع فتك بنا وانعدمت كل وسائل الحياة داخل المدينة وانا كبقية الناس وصلت وأسرتي حد المجاعة، لعدم قدرتي على تأمين حتى لقمة الخبز لعائلتي أصبحنا نأكل الخبز اليابس وخاصة في أزمات الخبز المتكررة وذلك بالتزامن مع قلة المواد الغذائية وارتفاع اسعارها الباهض في السوق “.
وتابع سامر “ان الخضروات معدومة في المدينة وإن وجدت تكون بكميات قليلة وأسعار باهضة وليس لدينا القدرة لشرائها، أصبح سعر كيلو البندورة 3000 ل.س وكيلو الباذنجان 3500 ل.س ، أما البامية أصبحت حلما فسعرها يبدأ من 4000 ل.س ، حتى ربطة البقلة فسعرها 400 ل.س إن وجدت” .
وأضاف سامر شارحا وضعه المعيشي في المدينة “منزلي شبه خاو من الأثاث، حيث أنني استهلكت الكثير منه لإشعاله في فصل الشتاء للتدفئة وبشكل مستمر كوقود للطهي .”
وأشار إلى أن آخر قطعة أثاث في منزله قام ببيعها منذ شهر مقابل مبلغ مالي بسيط ” ليؤمن قوت أطفاله لأيام معدودة”، وتابع” انا وزوجتي موظفين وابوين لثلاثة أطفال والراتب لا يكفينا لأكثر من اسبوع ، لذلك دفعتني الحاجة للعمل في توصيل المياه لبعض الأهالي مقابل أجر مالي يساعدني في إطعام عائلتي”.
يشار إلى أن برنامج الغذاء العالمي و منذ أكثر من 6 أشهر يلقي بشكل يومي تقريبا 26 مظلة تحوي على مواد تموينية، تقتصر على البرغل والرز والعدس والفاصولياء وجميعها تحتاج الى مواد مكملة كالزيوت وغيرها”.
وبحسب الأهالي فإن هذه المواد المسقطة جوا رغم نوعيتها المحدودة، فهي تخفف همومهم لأن “أسعارها خيالية وليس لنا قدرة على شرائها” بحسب وصفهم ، بسبب تجار الأزمة الذين استغلوا حاجتهم وخاصة في الفترة الأخيرة .
وكانت الجهات الحكومية في المدينة المحاصرة قامت في الفترة الأخيرة بجولة على سوق المدينة لتحديد اسعار بعض السلع والمواد الغذائية فسارع التجار لسحب بضائعهم منه، ليعاودوا بيعها بضعف ما كانت عليه .
حلا مشهور – تلفزيون الخبر