عن التغريبة الديرية .. استشهاد عائلة عطشا بين الميادين والحسكة
وكأن القصف والحرب ليست آخر معناة السوريين وبالتحديد أبناء دير الزور المكلومة، ليموت أبنائها عطشا وجوعا تائهين في الصحراء بين مدينة الميادين والحسكة.
امرأتان وطفلة صغيرة، وشمس حارقة وصور مخزنة في أذهانهم عن “داعش” وأحكامها والقصف “الدولي” الذي ينالهم قبل أن ينالها ورمال الصحراء التي أمل هؤلاء اليائسون بنهاية لأصفرها، لم يشهدوه، وقضوا ككثير من أبناء جلدتهم، ولكن عطشا وجوعا.
وأفادت مصادر محلية من محافظة دير لتلفزيون الخبر أن “امرأتان وطفلة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام، قضوا نتيجة العطش وارتفاع درجات الحرارة بعد أن ضلوا طريقهم، أثناء نزوحهم من مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي باتجاه محافظة الحسكة”.
وأضافت المصادر أن “الشهداء هم زهرة صايل الحسن وغصون محمد عارف الألوسي والطفلة يمامة محمد يعقوب الخلف، وهم من سكان مدينة الميادين قضوا عطشاً في الصحراء بين مدينتي الحسكة والميادين في دير الزور”.
وذكرت مواقع الكترونية “معارضة” أن “الضحايا كانوا تعرضوا لمحاولة احتيال من قبل مهربين سرقوا ممتلكاتهم، وتركوهم في الصحراء لمدة ثلاثة أيام بين مدينتي دير الزور والحسكة، بعد خروجهم من مناطق سيطرة تنظيم “داعش” باتجاه مدينة الحسكة”.
ونقلت صحيفة “معارضة” عن أحد أقارب العائلة قوله أن “صاحب السرفيس (المهرب) أوصل المسافرين مع مجموعة سرافيس فيها 50 شخصًا إلى منطقة صحراوية لا يعرفها أحد، وقال لهم إن هناك حاجزًا عسكريًا بعد 500 متر لقوات الحماية الكردية”.
واضاف “ثم بدأ المسافرون المسير للوصول للحاجز لكنهم لم يصلوا إليه”، مبينا أن “النازحين قطعوا نحو 30 كيلومترًا تحت الشمس الحارقة والحر الشديد ونفاد المياه”.
ونقلت الصحيفة عن عن مصادر لها تفاصيل مؤلمة لقصة الضحايا الثلاث، الذي اتضح بعد نقلهم لمستشفى إثر وصولهم قبل لفظ أنفاسهم الأخيرة لحاجز للقوات الكردية، أنهم أربعة، وليسوا ثلاثة.
وفي التفاصيل أنه “وفي هذه الأجواء لم تستطع الطفلة يمامة التي تبلغ من العمر ثلاثة أعوام مقاومة الطقس فماتت، ثم ولأسباب القهر على ابنتها وبكائها عليها، وإصابتها بانهيار عصبي ونقص السوائل في جسد الأم، وهي حامل في الشهر الخامس، توفيت الأم، بعدها توفيت جدة يمامة، وعند وصولهم لحاجز قوات الحماية الكردية نقلوا إلى المشفى”.
وكان ناشطون من دير الزور ذكروا أخبارا تفيد بحملة ممنهجة من قبل “داعش” في محافظة دير الزور وريفها، لهدم ونسف المباني العالية وخزانات مياه الشرب وأسوار المدارس والمعامل بحجة عدم اتخاذها من قبل قوات “التحالف الدولي” أو أي جهة معادية كقواعد إنزال جوي أو تحصينات خلال أي مواجهة بين الطرفين.