فلاش

علي ابن مدينة “سلمية “ .. شاب ضرير يتفوق في البكالوريا رغم استشهاد والده خلال العام

حصل الشاب الضرير علي حيدر، ابن الشهيد ياسر حيدر، على مجموع 2347 من أصل 2800 في شهادة البكالوريا الفرع الأدبي.

وقال علي ، ابن مدينة سلمية ، لتلفزيون الخبر إن “غياب بصره واستشهاد والده في بداية عامه الدراسي على جبهة السطحيات في ريف سلمية الشرقي، لم يمنعه من رؤية مستقبله ومتابعة دراسته”.

وكشف علي أن “استشهاد والده أثر كثيراً عليه وعلى عائلته، ولكنه لم يتوقف عن متابعة دراسته، فبعد أن قرر إلغاء فكرة الدراسة عاد بقوة ليحقق حلم والده وحصل على مجموع 2347 من أصل 2800 في شهادة البكالوريا الفرع الأدبي”.

وأردف علي “بعد استشهاد والدي بعدة أيام لملمت جراحي وذهبت إلى دمشق لأداء الامتحان الترشيحي والمؤهِّل للقبول في امتحانات الثانوية العامة وحققت 785 علامة من أصل 1000”.

وأضاف علي “كنت أذهب الى امتحاني في دمشق بمفردي واعتمد على نفسي أستقل السرافيس أو سيارات الأجرة وأعتمد على المارة أو على عناصر الحواجز لإيقاف السيارات”

وتابع الشاب المتفوق “أحياناً وعندما لا أجد أحداً حولي كنت أشير بيدي عند سماع صوت سيارة فإن كانت سيارة خاصة لن تقف وإن كانت من سيارات النقل العامة ستقف”.

وأكمل علي “بعدها بحوالي ثلاثة أشهر بدأت بتجاوز المرحلة الصعبة التي مررنا بها وتخطيت الصدمة النفسية و بدأت بقوة بالدراسة عن طريق منهاج صوتي مسجل على الموبايل”، مشيراً إلى أنه “كنت كل يوم أدرس ثمان أو تسع ساعات واعتمدت على نفسي ولم آخذ إلا عدد قليل من الدروس الخصوصية في الفلسفة واللغة الفرنسية”.

وتابع علي “في الامتحان كان يفرز لكل طالب مكفوف أستاذ ليقرأ له الاسئلة ويسجل له الأجوبة، وبعد سماعي لنتيجتي كنت أتوقع النجاح ولكن فرحتنا لم تكتمل بخسارتنا لأبي”، مبيناً أنه “ينوي دراسة العلوم السياسية أو الأدب العربي أو الحقوق وأنه لن يتوقف عند هذا الحد بل سيتابع في الدراسات العليا”.

بدورها، والدة علي، التي كان لها الأثر الكبير في دعم علي وتشجيعه ومساعدته على تقبل المصاب، قالت لتلفزيون الخبر “في امتحان الشهادة الإعدادية كنت أقرأ له المنهاج وهو كان يحفظ ورائي، كانت لديه قدرة حفظ سريعة بشكل لا يوصف، و كانت قراءة القصيدة مرة واحدة تكفي لحفظها من قبله”، موضحةً بفرح “كان هدف علي تحقيق حلم أبيه الشهيد”.

وأوضح علي “لو أني في بلد غير سوريا كنت سأدرس المواد العلمية، عندي حب كبير للرياضيات وقدرة على حل المسائل ذهنياً، ولكن عدم وجود كادر اختصاصي للطلاب المكفوفين في المواد العلمية حرمنا من تحقيق حلمنا كمكفوفين”.

وطالب علي باسمه وباسم رفقائه وزارة الشؤون الاجتماعية بطرح كتب بأحرف نافرة (برايل) لأن قسم كبير من المكفوفين يقرأها ولعدم قدرة الكثير منهم على شراء موبايلات حديثة لاستخدامها بالدراسة إضافة للمعاناة في شحن الموبايل أثناء فترات انقطاع الكهرباء الطويلة، كما طالب بزيادة الاهتمام بالمكفوفين في مجالي التعليم والتوظيف.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى