“كل ما إجو يعيدو بينسرق يوم العيد” .. مسلسل تفجيرات دمشق يُستَكمل
هي أغنية من أحد المسلسلات السورية التي تم إنتاجها قبل “اللعنة” التي أصابت، وما زالت جاثمة على صدر البلاد، “كل ما إجو يعيدو بينسرق يوم العيد”، تبدو اليوم مناسبة للحدث.
هي ليست المرة الأولى التي تضرب التفجيرات فيها دمشق، أو أي محافظة من سوريا، ولكن هي المرة الأولى التي تضرب التفجيرات بعد اعتقاد ساد أن “اللعنة” قاربت على نهايتها، وأن الحرب والهستيريا في البلاد “هاه عضة كوساية”، أمل يلوح في الأفق، غطاه دخان تفجيرات ثلاثة في دمشق.
ساعات بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، كانت كافية لمسوخ هذا العصر لإعادة السوريين إلى زمانهم، أنتم في 2017 ولستم في 2010، أيام العيد التي مرت كانت أشبه بأيام مسروقة من أعوام ما قبل “اللعنة”، شوارع ممتلئة، ناس بدأت تتذكر الضحكة، جروح في طريقها للالتئام، لا حواجز، خمس محافظات شهدت إزالة لحواجزها، بينها دمشق.
وعاش السوريون أيام العيد، بالرغم من ارتفاع الأسعار التي جعلت نصيب الفرد من حلويات العيد أقل، والعقوبات التي جعلت من بعض السلع رفاهيات، البعض بعيد في بلاد أخرى، “معليش في فيسبوك وسكايب”، السوريون عاشوا عيداً حقاً، في دمشق في حلب في طرطوس في حمص وغيرها، بانتظار عيد قادم كان المأمول منه أن يضم بقية الأخوات من دير الزور والرقة إدلب.
عبثا نحاول الفرح، وعبثا تضحك اللعنة في وجهنا، “هنا أنا، ما زلت”، أفعى لا يكاد رأسها يختفي لتضرب بذيلها، جيش يتابع تقدمه لتحرير ما تبقى من البلاد من “اللعنة”، فتضرب “اللعنة” بذيلها غدراً.
بخلاف الأغنية المذكورة سابقاً، “صبراً دمشق على البلوى فكم صهرت سبائك الذهب الغالي فما احترق” يرن صوت الجواهري، يرد عليه صوت ما من قلب “اللعنة” صارخاً “رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبال، فصرت إذا أصابتني سهام، تكسرت النصال على النصال”.
“تعبنا؟”، هل تعبنا بجد ؟، أم أن جلدنا أصبح أسمك بفعل سبع سنوات من العيش مع “اللعنة” ؟، نريد أن نتعب، من حقنا أن نشعر بأننا تعبنا، وأننا لا نريد أن نكمل هذا المسلسل، أن تعطي أملاً يكبر ثم ينفجر بوجهك، هو ضربة قاضية، لم تسقط السوريين، ولكن حجم الألم الحقد الحنق الضيق، كل المشاعر السلبية حجمها اليوم يبدو أكبر.
علاء خطيب – تلفزيون الخبر