العناوين الرئيسيةمجتمع

بين تصريحات “نتنياهو” وصورة الصحفي “الإسرائيلي”.. كيف يرى السوريون تجاوزات “إسرائيل”؟

أثارت صورة الصحفي “الإسرائيلي” في قناة “12” العبرية “إيتاي أنغيل” في قلب دمشق غضب السوريين على امتداد الخريطة.

وشارك “أنغيل” صورة له عبر مواقع التواصل كاتباً عليها عبارة “من دمشق مع الحب” موضحاً أنه “يصوّر فيلمه الوثائقي الأول عن سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد مساء الاثنين”.

وبمجرد عرض الصورة للصحفي “الإسرائيلي” ضجت مواقع التواصل بعبارات الرفض والإدانة، وجسد أصحابها قضية أن مناهضة الاحتلال خيار شعبي سوري لا يتعلّق بأنظمة أو أشخاص.

وقال الصحفي محمد سليمان لتلفزيون الخبر إن “هناك استياء واسع من دخول الشخص “الإسرائيلي” إلى سوريا، خاصة في ظل الوضع السياسي والعسكري المتوتر مع الكيان، وعدم وجود رد رسمي واضح حتى الآن يثير تساؤلات حول كيفية دخوله، أما على الصعيد الشعبي، فمن الواضح أن هناك رفضاً قاطعاً لمثل هذه الحوادث، خاصة في ظل الاعتداءات المستمرة على الأراضي السورية”.

 

وتابع “سليمان” أن “الأمر يتطلب تحقيقاً أو توضيحاً حكومياً لكيفية حدوث ذلك، لأن مثل هذه الحالات تثير غضباً واسعاً بين السوريين الذين يرون فيها استفزازاً لمشاعرهم وظروفهم، بوقت يعمل العدو “الاسرائيلي” على قضم أراض من الدولة السورية وتثبيت نقط جديدة له في درعا والقنيطرة”.

وعن الوضعية القانونية لدخول الصحفي “الإسرائيلي” إلى سوريا يوضح المحامي رامي جلبوط لتلفزيون الخبر أن “الموضوع له جانبين الأول أن معظم سكان الكيان يملكون جنسيتين وهذا ما يرجح دخوله دمشق عبر جنسية أُخرى”.

 

وأضاف “جلبوط” أن “الجانب الثاني يتعلّق بغياب الأمن وعناصره، الأمر الذي سهل ظهور هذه الحالات، إذ كان يرصد هذه الحوادث ويمتلك داتا عنها ويعلم من يدخل البلاد ومن يخرج منها خصوصاً وأن هذا الصحفي سبق ودخل لإدلب وعين العرب فحكماً لو كان هناك ضبط أمني سليم لكان هناك سهولة بمنع هذه الحادثة”.

الباحث السياسي محمد الجابي نشر عبر “فيسبوك” حول تجول “أنغيل” داخل دمشق أن “هذا المشهد يثير تساؤلات جوهرية حول مفهوم السيادة وحدودها في وقت لا يستطيع فيه بعض السوريين التحرك بحرية داخل بلادهم خوفاً من أي حالة فردية هذا التجاوز ليس اختراقاً فقط للأرض بل للكرامة والسيادة”.

 

وأكمل “الجابي” أن “ما يحدث منذ التحرير إلى اليوم يمثل حالة غير مسبوقة من التراخي والانفلات إذا كان الواقع السياسي لا يسمح بفتح جبهات جديدة فإن الحد الأدنى من الرد هو موقف واضح تجاه هذه الاختراقات سواء عبر ضبط الحدود أو بيانات رسمية تحدد موقف الدولة خاصة مع استمرار وجود قواعد عسكرية “إسرائيلية” في أرياف القنيطرة إلى الآن الموقف منها غير واضح”.

 

وأضاف “الجابي” أن “ما جرى ليس مجرد نشاط صحفي بل خرق أمني واضح وفاضح تصوير المناطق العسكرية والملفات الحساسة لا يمكن أن يكون تفصيلاً عابراً، والصمت عن مثل هذه القضايا قد يجعلها تتحول إلى سوابق والسؤال المطروح هو: إذا كان اليوم مجرد صحفي يتجول ويوثق فماذا عن الغد؟”.

 

ومن خلال البحث تبين أن الصحفي “الإسرائيلي” دخل الأراضي السورية عدة مرات سابقة، أولها كانت إلى خربة اللوز في إدلب عام 2012، وكانت حينها خارجة عن سيطرة قوات النظام السابق، ووفق كلام الصحفي لقناة “فرنسا 24” الذي أكد دخوله بجواز سفر ثان يحمله غير الجواز “الإسرائيلي”، وهو جواز أوروبي.

 

أما الزيارة الثانية فكانت إلى مناطق سيطرة القوات الكردية عام 2014، صور خلالها معتقلين لـ”داعش” تم أسرهم من قبل “قسد” في محافظة الحسكة عام 2014.

 

الزيارة الثالثة عام 2015 كانت إلى منطقة عين العرب في شمال سوريا، حيث كانت المنطقة تحت حصار “داعش” وقدم تغطية عن المقاومة الكردية لهذه الهجمات حينها.

 

وتزامنت صور الصحفي “الإسرائيلي” مع احتلال الكيان لأجزاء واسعة من جنوب سوريا مع استمراره بالاعتداء على الأراضي السورية.

 

وصرح رئيس الوزراء “الإسرائيلي” الأحد في كلمة له “لن نسمح لقوات تنظيم هيئة تحرير الشام أو للجيش السوري الجديد بالتقدم إلى الأراضي الواقعة جنوب دمشق.. “إسرائيل” لن تقبل أي تهديدات للدروز في جنوب سوريا”.

 

وتحدث سامر العنتبلي لتلفزيون الخبر أن “حديث رئيس وزراء الاحتلال يكشف عما يضمره للبلاد وهذا يجب أن يواجه برد حقيقي من الإدارة الجديدة، فكما تعودنا مع الاحتلال فإنه يتمادى إذا لم يجد أي رفض حقيقي لقراراته”.

 

وتابع “العنتبلي” أن كلام “نتنياهو” عن الدروز هدفه خلق صراع طائفي في البلاد لكي يتبلور مشروع التقسيم الذي تعمل عليه “إسرائيل”.

 

وختم “العنتبلي” أن “تواجد الصحفي العبري وتصريحات “نتنياهو” واستمرار عمليات الاحتلال والاستهداف للأراضي السورية لا يمكن إلا أن نراها كُلاً واحداً يجب مناهضته شعبياً وحكومياً بقوة واحدة لحماية الوطن السوري من مخططات الاحتلال وهنا تقع المسؤولية الأكبر على الإدارة الجديدة في التعامل مع هذا الموقف ولو بالطرق السياسية فقط فالمهم ألّا تبقى صامتة”.

 

ودعا السوريون لوقفات احتجاجية لمطالبة الحكومة السورية بطرد الصحفي “الإسرائيلي” من دمشق، ومنع دخول أي مستوطن إلى الأراضي السورية، وذلك الاثنين 24 شباط الجاري في ساحة الحجاز الساعة الثانية ظهراً، بالتوازي مع دعوات للاحتجاج على تصريحات “نتنياهو” في درعا والقنيطرة والسويداء.

 

يُذكر أن الكيان يستمر في سياسة “دس السم” تجاه سوريا، فتارة يلمح لدمشق بالسلام ورفع العقوبات مع تمرير “خطة ترامب” وتهجير الفلسطينيين نحو سوريا، وتارة من خلال التهويل بالفوضى في البلاد، وتارة عبر توسيع التوغل والاحتلال، وتارة بالاحتراب الطائفي، وذاك بعد استهدف الاحتلال الترسانة العسكرية السورية عقب سقوط النظام.

 

جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى