أثر التغييرات السياسية على الأطفال وطرق تُجنبهم الاضطرابات النفسية
يعتبر الأطفال الفئة الأكثر حساسية لأي تغيرات قد تحدث، مما يشكل تحدياً للأهل حول كيفية تجنيبهم التعرض للصدمات والتأثيرات النفسية الناتجة.
وقالت الأخصائية النفسية الدكتورة ولاء الحسن لتلفزيون الخير: “تعتبر المرحلة الحالية التي تشهدها اليلاد من المراحل الحساسة التي تؤثر بشدة على جميع فئات المجتمع، وخاصة الأطفال”.
وأكملت “الحسن”: “إذ أن التغييرات الجذرية في الأوضاع السياسية والاجتماعية، ينجم عنها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة، وتتأثر الحالة المزاجية للأطفال بشكل كبير، فقد تظهر علامات الاكتئاب مثل الحزن المستمر، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية”.
وتابعت “الحسن”: “يمكن أن يواجهوا صعوبة في التأقلم مع الوضع الجديد، ويتبعها مشاكل في التركيز بدراستهم أو تكوين صداقات جديدة، وقد تظهر بعض السلوكيات العدوانية كمحاولة للتعبير عن المشاعر المكبوتة، بينما قد يختار آخرون الانعزال عن المحيط”.
وأضافت “الحسن”: “يمكن أن تؤدي الشدائد النفسية إلى زيادة الكوابيس والأحلام المزعجة، مما يؤثر على جودة نوم الأطفال، كما أن فقدان الأطفال لبيئتهم الآمنة قد يشعرهم بالحزن والشعور بالفقد حتى للأشياء الصغيرة”.
وبينت “الحسن”، أنه “يكون الأطفال في الوقت الحالي أكثر عرضة لمشاهد العنف أو الانخراط فيه، والتي تؤثر سلباً على تصوراتهم عن العالم وتشكيل شخصياتهم، مثل رؤية المعتقلين في السجون أو طرق التعذيب على مواقع التواصل الاجتماعي”.
“ويمكن أن تكون أصوات الرصاص تعبيراً عن الفرح بالنصر، له تأثيرات سلبية على الأطفال، خاصة في السياقات الحساسة مثل الحروب والصراعات وتظهر التأثيرات المحتملة في عدة جوانب، فقد يعتبر الأطفال أصوات الرصاص مصدر تهديد أو خطر، الأمر الذي يؤدي إلى شعورهم بالقلق والخوف”، وفقاً “للحسن”.
وأضافت “الحسن”: “كما أن سماع أصوات الرصاص قد يُعيد للأطفال ذكريات صعبة أو مؤلمة، مما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة، ويمكن أن تؤثر هذه الأصوات على سلوك الأطفال، كأن يتجنبوا الذهاب إلى الأماكن العامة أو يطورون سلوكيات انطوائية نتيجة للخوف، وأخيراً قد يربط الأطفال بين الفرح والنصر مع أصوات العنف، مما يمكن أن يؤدي إلى تشوه في فهمهم لمفاهيم السعادة والنجاح”.
وحول دور الأهل في تجنيب الأطفال التغييرات الحاصلة، قالت “الحسن”: “يساعد الحوار الفعال بالدرجة الأولى على توفير الأمان والطمأنينة للأطفال، وتعليمهم كيف يمكن أن يكونوا جزءاً من عالم متغير”.
وتابعت “الحسن”: “من المهم في المرحلة الحالية أن يكون الأطفال محاطين بالدعم العاطفي من الأهل والمربين من خلال الاستماع لهم ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم وتشجيعهم على التحدث والاجابة عن أسئلتهم، (أستمع بانتباه لما يشعرون به وأمنحهم مساحة للتعبير عن مخاوفهم أو قلقهم)”.
وذكرت “الحسن”، أنه “من المهم اختيار الوقت المناسب، (اختر لحظة هادئة ومريحة للحديث مع الأطفال، بعيداً عن الضغوط أو الانشغالات)، وأن يتم شرح الأمور بلغة تناسب مستوى فهم الطفل”.
وأشارت “الحسن” إلى أنه “قد تحتاج إلى تبسيط الأحداث والابتعاد عن التعقيدات السياسية، يمكنك أن توضح لهم أن العالم يتغير وأن التغيير مهم للتطوير نحو الأفضل، طمأنتهم (أكد لهم أنهم في أمان وأنّ هناك بالغين مسؤولين يعملون على التأكد من سلامتهم)”.
“وقدم لهم أمثلة إيجابية، كأن تتحدث كيف أن التغييرات يمكن أن تؤدي إلى أشياء إيجابية، مثل فرص جديدة أو تحسينات في الحياة اليومية”، وفقاً “للحسن”.
وأضافت “الحسن” كما يجب تعزيز القيم مثل التسامح، واحترام الآراء المختلفة، والتعاطف مع الآخرين، وتشجيع الحوار المستمر بأن تجعل الأطفال يشعرون أن بإمكانهم دائما التحدث إليك عن مشاعرهم وأفكارهم حول الأحداث الجارية”، وفقاً “للحسن”.
ونصحت “الحسن” الأهل ” بالحفاظ على روتين يومي قدر الإمكان يمكن أن يشعر الأطفال بالاستقرار والأمان، كمساعدة الطفل على إعادة تنظيم نومه والتحضير للعودة إلى المدرسة وتحضير ملابسه وأدوات الدراسة”.
ولفتت “الحسن” إلى أن “مشاركة الأطفال في الأنشطة الفنية أو الرياضية يساعد في تفريغ الطاقة السلبية ويشجع على التواصل مع الآخرين كالرسم والموسيقا وألعاب محببة للطفل”.
وختمت “الحسن”، أنه “في حالة استمرار الأعراض، قد يكون من الضروري استشارة مختص في الصحة النفسية لتقديم الدعم والعلاج إذا لزم الأمر”.
الجدير بالذكر أن تجنيب الأطفال الأثار النفسية للتغيرات يشكل هاجساً للأهل حول طريقة التعامل معهم والأسلوب الصحيح الذي يجب أن يتعاملوا به معهم.
تلفزيون الخبر