نصائح للصحفيين عند إنتاج قصص مع الناجين من المعتقلات والسجون
يواجه الصحفيون تحديات فريدة عند إنتاج قصص مع الناجين من المعتقلات والسجون، و تتطلب هذه العملية حساسية، وفهماً، والتزاماً بالسرد الأخلاقي، لذا، من الضروري أن يلتزم الصحفيون بالضوابط الأخلاقية والمهنية لبناء علاقة صحيحة مع الناجين دون التسبب بأذية نفسية لهم.
الضوابط الأخلاقية والمهنية
الاحترام والكرامة : يجب على الصحفيين التعامل مع الناجين، وذويهن، باحترام كامل لكرامتهم وإنسانيتهم، إذ يتعين على الصحفيين تجنب استغلال الناجين لأي غرض صحفي، ووضع حقوقهم وراحتهم النفسية في المقام الأول.
الخصوصية والسرية : احترام خصوصية الناجين وذويهم وسريتهم أمر بالغ الأهمية، حيث ينبغي على الصحفيين التأكد من عدم الكشف عن هوياتهم أو معلوماتهم الشخصية بدون موافقتهم الصريحة.
التأكد من الحقائق : التحقق من صحة المعلومات والقصص المقدّمة من الناجين يضمن الدقة والمصداقية في التقارير الصحفية، مما يعزز ثقة الجمهور.
تجنب الإثارة : الابتعاد عن الأسلوب الإثاري أو التهويل في تناول القصص ضروري، و يجب أن يركز الصحفيون على سرد الحقائق بشكل واضح وموضوعي، مما يعكس الواقع بدقة.
التوازن والإنصاف : تقديم سرد متوازن ومنصف للقصص يعكس جميع وجهات النظر المعنية ويضمن نقل الصورة الكاملة بموضوعية، حيث يجب على الصحفيين الاستماع للناجين وذويهم باهتمام وتفهم، وإعطاء الوقت الكافي للناجين للتعبير عن مشاعرهم وتجاربهم دون انقطاع، يسهم في بناء علاقة قائمة على الثقة.
و يعتبر إدراك التأثير النفسي الذي قد تسببه الأسئلة والتفاصيل المؤلمة يعد ضرورياً، إذ يجب على الصحفيين محاولة تجنب الأسئلة التي قد تعيد فتح جروح نفسية لدى الناجين.
كما يساعد تثقيف الصحفيين حول القضايا النفسية التي قد يواجهها الناجون، في التعامل معهم بحساسية واحترام لمشاعرهم، ويجب توضيح الغرض من المقابلة وكيفية استخدام المعلومات المقدمة بما يضمن فهم الناجين وموافقتهم على العملية برمتها.
كما يجب على الصحفيين عرض الدعم النفسي وإرشاد الناجين إلى الموارد والخدمات النفسية المتاحة، بما يساهم في تقليل الأضرار النفسية المحتملة.
وتؤكد الأدلة المهنية أن التعاون مع الخبراء في مجال الصحة النفسية وحقوق الإنسان يوفر للصحفيين إرشادات ونصائح إضافية للتعامل مع الناجين بشكل صحيح.
كذلك لابد من إعطاء الناجين السيطرة والسماح لهم بالتحكم في قصتهم، بما في ذلك اختيار التفاصيل التي يريدون مشاركتها، بما يعزز شعورهم بالأمان والثقة، كما إن التعاطف والصبر مع الناجين يساعد في تسهيل عملية التحدث عن تجاربهم المؤلمة، مما يعزز العلاقة بين الصحفيين والناجين.
يذكر أنه باتباع هذه النصائح، يمكن للصحفيين إنتاج قصص مؤثرة ومهنية مع الناجين من المعتقلات والسجون، مع الحفاظ على احترام وكرامة هؤلاء الناجين وتجنب أي أضرار نفسية محتملة.
تلفزيون الخبر