وفاة منير المسدي.. آلة النول تودّع أحد آخر شيوخ الكار

توفي منير المسدي، وهو أحد القلائل الذين ظلّوا يعملون على آلة النول اليدوي في التكية السليمانية بدمشق منذ 55 عاماً، حتّى فارق الحياة يوم الأربعاء عن عمر ناهز 76 عاماً.

واعتمد “المسدي” على آلته القديمة في حياكة “المناشف” و “البرانص” من خيوط القطن، بالإضافة لحياكة الصوف والسجاد، فحمل بصمة فنية أعطته هويته التي ميّزته عن باقي الحرفيين.

وانضم “المسدي” إلى المشروع الذي أطلقته “الشركة السورية للحرف” ضمن برنامج “أبهة” التي تهتم بالتراث السوري لضمان استمراريته، بهدف الحفاظ على هذه المهنة.

وقال “المسدي” في لقاءات صحفية، إنه “دخل إلى المهنة بناءً على رغبة والده، لكن ما إن أتقنها حتّى أحبها، وأصبح يداوم على ممارستها، وأصبحت جزءاً مهماً من حياته اليومية”.

يُشار إلى أن النول الخشبي يتألف من “الماسورة والدفة والمطواية الفوقانية والتحتانية والمكوك والنير والمشط والسدى والمبرد وبكرة خيطان والمتيت والدواسات والبكرات”، كما أوضح العم “المسدي”، في وقتٍ سابق، مبيناً أنه “طوّر النول بما يتلاءم مع متطلبات السوق مع الحفاظ على شكله القديم”.

ويُعدّ النول من أقدم الآلات في صنع المنسوجات، ومع التطوّر التقني الهائل في هذا المجال، بدت مهددة بالانقراض، لكن عدداً قليلاً من محبي هذه الآلة ظلّوا يعملون عليها في مختلف المحافظات حتّى يومنا هذا.

الجدير بالذكر أن الراحل “منير المسدي” من مواليد حماة عام 1948، وعمل مدرّساً لمادة الرياضيات، وهو عضو في فريق “كشاف سوريا”، وله العديد من المشاركات ضمن فعاليّات متنوّعة.

تلفزيون الخبر