العناوين الرئيسيةمجتمع

فتيات سوريات يبدعن في مشاريعهن الخاصة وتسويقها عبر “السوشال ميديا”

تحاول الكثير من الفتيات السوريات تأمين دخل لهم إلى جانب دراستهن الجامعية، في ظل قلّة فرص العمل التي تتطلّب وجود الخبرة، فأبدعنَ في مشاريع خاصة من صناعة يديهنّ، وتسويقها عبر “السوشال ميديا”.

 

ورصد تلفزيون الخبر، عدة تجارب لفتيات ما زلن يتابعن الحصول على الشهادة الجامعية، أو اضطررن للتوقف، وتأمين مردود مادي في ذات الوقت من خلال مشاريعهن الخاصة.

وتحدثت الشابة مايا بسام طراف التي تدرس في السنة الخامسة في كلية الهندسة الزراعية ضمن محافظة اللاذقية لتلفزيون الخبر، عن مشروعها في صناعة الاكسسوارات والكروشيه والصوف.

 

وقالت “طراف” (23 عاماً): “بدأت في مشروعي منذ قرابة السنة ونصف، ومنذ مدة 5 أشهر بدأت بالتعاون مع والدتي بحياكة الكروشيه الصوف”.

وذكرت “طراف” أنه “بعد كارثة زلزال شباط المدمّر من العام الفائت، شعرت بضرورة مساعدة عائلتها في مصروفها الخاص بالجامعة والاعتماد على نفسها، بالإضافة إلى حبّها الكبير منذ الصغر لأدوات الزينة وكيفية صنعها”.

وبيّنت مايا أنها “تستخدم مواد متنوعة في عملها مثل الكريستال، الخرز العادي، اللولو والحجر البركاني، بالإضافة إلى السناسل المطلية، وقطع البلكسي لصنع الأسماء في قطع الزينة والبورتوكليه”.

وأضافت “طراف”: “أمّا بالنسبة للصوف فتستخدم بكرات من الصوف بنوعية ممتازة، وتكون الموديلات وفق الطلب، بالإضافة إلى الكروشيه والتريكو لصنع القبعات، الوشاحات، كفوف اليد، وغير ذلك”.

وقالت “طراف” إن “الداعم الأكبر لها هو والدتها لأنها مبدعة ولها أقدمية في هذا المجال، وانطلاقاً من حبّها لذلك قامت بتعليمي حياكة وصنع قطع من الكروشيه بدقة وحب لتكون بأفضل شكل وكما طلبها الزبون حتى لو اضطررت لإعادتها أكثر من مرة”.

 

وتابعت “طراف” أنها “تلقت الدعم من أفراد أسرتها وأصدقائها، بالإضافة إلى تشجيعهم لها بإعجابهم بأول قطعة قامت بصناعتها”.

 

وذكرت “طراف” أنها “تعرّضت لعراقيل كثيرة، أهمها ما يخص الموضوع المادي لشراء المستلزمات والأساسيات في عملها”، مضيفةً أنها “بدأت بمشروعها بمبلغ مادي متواضع، وتطمح إلى الاستمرار والسعي إلى توسيع عملها”.

 

وأكملت “طراف” أن من العراقيل التي تعرّضت لها هو “الوقت بحكم التزامها بالحضور في الجامعة، سيّما أن اختصاصها الدراسي يتطلب تواجدها بشكلٍ شبه يومي في المحاضرات، ومدة تنقلها من مكان سكنها في مدينة جبلة إلى جامعة تشرين في اللاذقية”.

 

ولفتت “طراف” إلى أنها “واجهت مشكلة بتسويق عملها عبر الانترنت، إذ حاولت بحسب قدرتها المادية ومساحتها الصغيرة بالوقت تقوية صفحتها وإيصالها لأكبر عدد من المتابعين”.

بدورها، تحدثت الشابة صبا نواف علي، من محافظة طرطوس (27 عاماً)، لتلفزيون الخبر، عن مشروعها الخاص ريزن ايبوكسي، والذي يتكوّن من مادة كيميائية سائلة عبارة عن مركبين، لصناعة قطع أشبه بالزجاج لكنها أكثر صلابة.

وقالت “علي”: “أتحكم بالمادة من خلال صبها في قوالب خاصة أو فوارغ معدنية، والتي تتصلب بعد 24 ساعة لتعطي قطعة صلبة”، مضيفةً أن “مجال الايبوكسي واسع جداً يمكن صنعه في أرضيات، أطباق، لوحات، كوسترات والاكسسوار”.

وذكرت “علي” أن “تخصصها كان بالاكسسوار أكثر والقطع الصغيرة والدقيقة، والذي يعتمد على الورد المجفف الطبيعي، الأمر الذي أضاف جمال خاص بالقطع التي تصنعها”.

وتابعت “علي”: “بدأت في مشروعي منذ 4 سنوات، حيث كنت أدرس في السنة الثالثة في كلية الآداب (قسم اللغة الفرنسية)، ونتيجة لظرف معين اضطررت إلى التوقف عن دراستي والبدء بمشروعي والاعتماد على نفسي”.

وقالت “علي”: “ممتع جداً العمل في هذا المشروع، لكنه يتطلّب شروط سلامة وأمان كارتداء عوامل حماية (كمامة، كفوف)، لأن التعامل يتم مع مادة كيميائية تتطلب الحذر والدقة”.

 

وأضافت “علي”: “واجهت صعوبة في تأمين المواد والقوالب لأنها لم تكن منتشرة في سوريا، كما أن أسعارها كانت مكلفة جداً، فاضطررت في البداية إلى طلب تلك المواد من الخارج”.

 

وأكملت صبا: “أمّا في الوقت الحالي فأصبحت كل المواد والقوالب تتوفر في السوق”، لافتة إلى أنه “قبل البدء بمشروعها لم يكن هناك كورسات تعليم، فكان خيارها الأول تعلم التعامل مع المادة من خلال مقاطع تدريبية عربية وأجنبية عبر اليوتيوب”.

 

وذكرت “علي” أنه “تكونت فكرة لديها عن كيفية العمل ثم قامت بالتجربة لفترة طويلة حتى وصلت إلى النتيجة التي ترضيها”، مشيرة إلى أنها “واجهت تحديات كثيرة باحتياج القطعة إلى إعادة الصياغة وخسارة مواد عديدة كي تكون القطعة متقنة الصنع وتنال إعجاب الزبون، سيّما أثناء العمل بفترات الطقس البارد”.

 

ووصفت “علي” أن “التسويق أصعب وأهم خطوة بالمشروع، والتي تجعل صاحبه إما يتوقف أو يكمل”، قائلة: “التسويق كان صعب من ناحية تعرف الناس على المادة، واكتشاف جمالها وإبداع القطع التي تصنع منها”.

 

وذكرت صبا أن “مشروعها هو عملها الأساسي ومصدر دخلها، كما تلقت الدعم من عائلتها، سيّما أثناء شعورها بالخوف في البداية من فشل المشروع، لكنها الآن أصبحت تطمح إلى افتتاح محل خاص بها”.

 

من جهتها، قالت خلود عبد بريمو (23 عاماً) لتلفزيون الخبر، إنها: “بدأت في مشروعها الخاص بصناعة الزينة الخاصة بالمناسبات المتنوعة (حفلات خاصة، أعياد ميلاد) وغير ذلك منذ عامين”.

وتابعت “بريمو” التي تدرس بالسنة الثانية في كلية هندسة القوى الميكانيكية في اللاذقية، إنها “بدأت في مشروعها في البداية بصنع قطع زينة خاصة بشقيقتها، ثم اكتشفت موهبتها بذلك وقامت بإنشاء حساب خاص على السوشال ميديا لتسويق عملها واستقبال الطلبات”.

وقالت “بريمو”: “استطعت أن أوفق بين دراستي وعملي من حيث الوقت، إذ أتوقف لفترة مؤقتة خلال فترة الامتحانات، ثم أعود لاستقبال الطلبات الخاصة بالزبائن”.

 

وأضافت “بريمو” أن “عملها ينطلق من الشغف وحب هذا المجال”، لافتة إلى أن “هناك الكثير ممّن يعملون به إلّا أن لها لمساتها الخاصة بإعداده بالإضافة إلى تميّزها في التعامل مع الزبون وطريقة إقناعه إلى أن تحظى بثقته”.

 

يُشار إلى أنه تنوّعت المشاريع الصغيرة الخاصة التي يعتمد عليها السوريون كمصدر دخل، والتي انطلقت عبر “السوشال ميديا”، نظراً لغلاء إيجارات المحال التجارية، ناهيك عن الحاجة إلى العديد من المعدات والمستلزمات التي تتطلّب مبالغ مادية كبيرة.

 

فاطمة حسون – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى