ما هو النظام الانتخابي الرئاسي الأمريكي.. وماذا يعني “مُجمع انتخابي” و “ولايات متأرجحة”؟
اتسمت الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع عقدها الثلاثاء بالكثير من التخبّط والتوتر، سيما مع تعرّض المرشح الجمهوري دونالد ترامب لمحاولة اغتيال وانسحاب الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن من السباق الانتخابي قبل أشهر لتصبح نائبته كاملا هاريس هي المرشحة الديمقراطية عوضاً عنه.
وتميّزت الولايات المتحدة بنظام انتخابي لمنصبي الرئيس ونائبه مختلف عن جميع الأنظمة الانتخابية على مستوى العالم لجهة تعقيده وغرابته والاختلاف حول عدالته بين الناخبين.
كيف تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
تقام الانتخابات الرئاسية الأمريكية كل 4 سنوات في الثلاثاء الأول من شهر تشرين الثاني، وذلك عبر 3 أشكال من التصويت، الأول الشخصي في يوم الانتخابات، والثاني المُبكر قبل يوم، والثالث عبر البريد لمن لا يملك القدرة على التصويت الشخصي.
وجرت العادة أن يتم الإعلان عن النتائج الجزئية في ليلة الانتخابات ثم الإعلان عن الفائز (الرئيس ونائبه) بعد بضعة أيام، ولكن يتم إجراء الفرز الرسمي في 6 كانون الثاني خلال جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ.
وتنافس خلال انتخابات الرئاسة الحالية 5 مرشحين هم دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري وكاملا هاريس عن الديمقراطي إضافة إلى تشيس أوليفر من الحزب الليبرالي وجيل شتاين من الحزب الأخضر والمرشح المستقل كورنيل ويست.
واعتمد النظام الانتخابي الرئاسي الأمريكي على حل وسط بين أسلوب الانتخاب المباشر الشعبي للرئيس ونائبه وأسلوب اختيارهما من قبل مجلس النواب، وذلك عبر هيئة انتخابية تسمّى “المُجمع الانتخابي” يصوت المندوبين فيها نيابة عن المواطنين في كل ولاية لاختيار الرئيس ونائبه.
ما هو “المُجمع الانتخابي”؟
هو مؤسسة دستورية مؤقتة تُنشأ كل 4 سنوات يرتبط عدد أعضائها وتوزيعهم بتركيبة “الكونغرس” بمجلسيه النواب والشيوخ ويمنع على أعضائهما التواجد ضمنه.
وضم “الكونغرس” 535 عضواً مُقسمين بين 100 عضواً في مجلس الشيوخ (عضوان عن كل ولاية) و435 عضواً في مجلس النواب موزعين بحسب عدد سكان كل ولاية.
أما “المُجمع الانتخابي” فيضم 538 عضواً بزيادة 3 أعضاء عن إجمالي عدد “الكونغرس” وهم المندوبون عن العاصمة واشنطن غير الممثلة في المجلس، ويتشكل “المُجمع” من نشطاء الأحزاب وإعلاميين وشخصيات اعتبارية وعسكرية سابقة في كل ولاية.
وللتوضيح فإن ولاية كاليفورنيا التي تعتبر الأكبر عدداً في أمريكا تملك 54 مندوباً في “المُجمع الانتخابي” وهو نفس عدد ممثليها في “الكونغرس” أما ولاية آلاسكا صاحبة المساحة الأوسع ممثلة بـ3 مندوبين نظراً لتعداد سكانها.
ووفق قانون الانتخابات يحتاج المرشح الرئاسي ونائبه الحصول على 270 صوتاً لكل منهما على حدى من مندوبي “المُجمع” لضمان فوزهما بالمنصبين.
ويصوت المندوبين على قاعدة “الفائز يحصد كل شيء” أي أن المرشح الفائز بأكثرية الأصوات في ولاية معينة يحصد كافة أصواتها في “المُجمع” حتى لو كان الفارق بينه وبين منافسه ضئيلاً، وذلك باستثناء ولايتي ماين ونبراسكا اللتين تقسمان أصوات “المُجمع” بحسب نسبة الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح.
وهناك 6 ولايات توصف بأنها الأكثر تأثيراً في “المُجمع” لاستحواذها على 191 صوتاً وتمثل نسبة 35% من إجمالي عدد أصواته وهي كاليفورنيا 55 صوتاً وتكساس 38 صوتاً وفلوريدا 29 صوتاً ونيويورك 29 صوتاً وإيلينوي 20 صوتاً وبنسلفانيا 20 صوتاً.
ماذا يعني “ولايات مُتأرجحة”؟
جرى العرف في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على حصر المنافسة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وقياس مدى شعبيتهما في الولايات الأمريكية لتحديد الفائز بينهما.
وتضمن السباق الرئاسي نوعين من الولايات الأولى “الآمنة” وهي التي تكون النتائج فيها شبه محسومة وذلك لأن سكانها يميلون بشكل كبير إلى أحد الحزبين ما يجعل الحملات الانتخابية فيها ليست بالكبيرة مثل ولاية كاليفورنيا التي اعتادت التصويت للديمقراطيين وتكساس التي تصوت للجمهوريين.
في المقابل فإن هناك عدداً من الولايات تبدو نتيجة تصويتها غير محسومة وتسمى “الولايات المتأرجحة” لذلك تحظى باهتمام كبير من قبل الحملات الدعائية للمرشحين وتعتبر “بيضة القبان” في حسم السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض، وهي ولايات نيفادا وأريزونا وجورجيا وبنسلفانيا وميتشغان وويسكنسون ونورث كارولينا.
يُشار إلى أنه في حال عدم حصول أي مرشح للرئاسة على أغلبية الأصوات في “المُجمع” فيختار مجلس النواب الرئيس من بين 3 مرشحين حاصلين على أعلى عدد من الأصوات، على أن تمثل كل ولاية بصوت واحد بينما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس في حال تكرار ذات الأمر معه.
يُذكر أن نتيجة “المُجمع” هي الأساس في حسم فوز مرشح الرئاسة بمعزل عن مجموع الأصوات الشعبية التي حصل عليها ورجح “المُجمع” فوز 3 رؤساء عبر تاريخ أمريكا رغم عدم حصولهم على أكثرية الأصوات وهم هاريسون عام 1888 وجورج دبليو بوش 2000 ودونالد ترامب 2016.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر