“يا دفا مين يشتريك ؟” .. سعر المعطف النسائي الوطني يصل إلى مليون ونصف ليرة
وصلت أسعار الملابس الشتوية للعام الحالي إلى أسعار غير واقعية، لا تتناسب مع الجودة، كما لا تتضمن اختزال “موديلات” جديدة، بل في معظمها متشابهة وتتكون من مواد أولية صناعية.
وربما الحديث عن عدم تناسب أسعار القطع الشتوية مع الدخل بات قديماً، فهو على هذا الحال منذ عام 2019، لكن ما هو جديد أن أحد أسعار المعاطف الشتوية النسائية (المانطو)، وصل في بعض الماركات الوطنية في أسواق دمشق إلى مليون و400 ألف، فكم يتعدى هذا الرقم قيمة الدخل الشهري للموظف السوري؟.
وبالرغم من أن البعض يقول المثل “على قد بساطك مد رجليك”، بما معناه إن كانت بعض محال الألبسة تعرض معطفاً من الجوخ السميك والطويل بلونٍ مميز بهكذا سعر، تستطيع أن تذهب إلى المحلات الأقل سعراً وشراء معطف عادي بقيمة 400 ألف بلا المليون، أي راتب موظف لمدة شهر كامل، ولا داعٍ للحديث عن اختلاف أسعار المحال بين منطقة وأخرى، فأسعار بعضها ليست للموظف.
تقول إحدى المعلمات في مدارس دمشق، فضّلت عدم ذكر اسمها، لتلفزيون الخبر إنّ “أسعار الملابس التي تحتاجها كموظفة تقتضي مهنتها في الحضور بشكل يومي خلال أيام الدوام الرسمي إلى التبديل بين أكثر من زي، باتت خيالية”.
وأضافت المدرّسة أنّ “الأسعار لا تتناسب مع الدخل، منذ انتشار وباء (كورونا)، أي بداية عام 2020، رغم أنها كانت خلال سنوات الأزمة مقبولة، فسعر أي قطعة من الألبسة أو الأحذية الشتوية (متوسطة الجودة)، لا تقل عن 400 ألف”.
من جانبها، تحدّثت الشابة ندى برهوم التي تقطن في منطقة محردة في محافظة حماة، لتلفزيون الخبر، عن “احتياج المواطن السوري إلى راتب ثلاثة أشهر معاً كي يتمكن من شراء بدل كامل من الملابس الشتوية، وفي حال لديه أطفال فيحتاج إلى قرض”.
وأضافت “برهوم”، خريجة كلية التربية أنّ “الراتب الشهري لا يكفي لتغطية حاجات أسبوع واحد من أدوية وطعام وأجور نقل، فيمكن القول إن بعض العائلات استغنت تماماً عن شراء الملابس، منذ بدء ارتفاع أسعارها”.
ولفتت “برهوم” إلى أن “العديد من الفتيات أصبحن يعتمد على بعض صفحات ومواقع التسوّق السورية لانخفاض سعر القطعة عن سعرها في السوق، بالإضافة إلى وجود مندوبات لبعض المواقع الصينية والتي تمتاز برخص أسعارها”.
واعتبرت “برهوم” أنه “من المفترض أن تكون أسعار الملابس المستعملة (البالة)، منخفضة وحل بديل عن القطع الجديدة، إلّا أنها أصبحت غالية الثمن وسعرها قريب من سعر الجديد”.
بدورها، اعتبرت الشابة رهام عقول التي تمتلك صالون لتزيين الأظافر في مدينة بانياس، أن “الملابس ذات الجودة العالية والتي لا تهترئ بسرعة أصبحت لفئة معينة من الشعب”.
وأضافت “عقول” أنها “أخذت لمحة سريعة عن الأسعار التي تعرض عبر صفحات الملابس على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ازداد سعر القطعة نخب ثانٍ أو ثالث عن العام الماضي من 100 إلى 200 ألف ليرة، بحسب رأيها”.
وذكرت “عقول” أن “الأسعار لا تتناسب مع دخل موظف القطاع العام أو الخاص، أو حتى صاحب المهنة الحرة، خاصة من لديه أطفال، مضيفةً أنها “تعتمد على شراء الملابس لطفلتها من بعض وكالات الألبسة الوطنية التي تبقى مضمونة بعض الشيء وأقل سعراً”.
وقالت “عقول”: “تفاجأت بسعر المعاطف في البالة، والتي بلغ سعرها بين 250 ألف للجاكيت الجينز أو العادي، و600 ألف للمعطف الشتوي الطويل والمبطّن، بينما وصل سعر المعطف الجديد إلى المليون ليرة”.
من جهتها، تحدّثت منى ناصر التي تمتلك محل تجاري لبيع الألبسة في بلدة دوير الشيخ سعد في طرطوس، لتلفزيون الخبر، عن “تأثير ارتفاع أسعار الملابس الشتوية على أصحاب المحلات الصغيرة، كتأثيره على المواطن”.
وأضافت “ناصر”: “نحن أصحاب المحلات الصغيرة، نتأثّر بارتفاع الأسعار أيضاً، نظراً لضعف الإقبال على الشراء، لافتة إلى أن “الأسعار تتفاوت بين تاجر يأخذ بضاعته من المعمل مباشرة، وبين آخر يأخذها من تاجر جملة”.
وذكرت ناصر أنه “حتى لو انخفض سعر القطعة إلى 100 ألف، يبقى سعرها مرتفعاً على من لديه عائلة مكوّنة من عدة أفراد، إذ يحتاج إلى راتبه بالكامل للشراء لهم”.
وأوضحت “ناصر” أن “المعطف العادي (الخفيف) الذي كان يباع خلال العام الفائت ب 200 ألف ليرة، أصبح اليوم بسعر 300، كما أن أقل سعر لبنطال الجينز هو 200 ألف، مع وجود قطع أرخص إلّا أنها قد تكون رديئة أي تحتاج إلى قطع فوقها وتحتها للشعور بالدفئ خلال الشتاء”.
يشار إلى أنه لا داعٍ لزيارة السوق من أجل معرفة الأسعار، إذ أصبحت معظم المحلات تمتلك صفحات نشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بعضها لا ينشر السعر ليس خجلاً، بل من أجل التعليق (علق بنقطة) على صورة المنتج كي يحصل المستخدم على السعر، ولمفاجأتنا به عبر رسالة صادمة.
فاطمة حسون- تلفزيون الخبر