اقتصادالعناوين الرئيسية

الشجرة المباركة التي أهدتها سوريا للعالم … أنواع الزيتون السوري 

الشجرة المباركة التي أهدتها سوريا للعالم … أنواع الزيتون السوري تعد أشجار الزيتون واحدة من أقدم المزروعات الموجودة في سوريا، والتي انطلقت منها قبل 6000 عام، وتحديداً من مملكة إيبلا إلى حوض المتوسط ومن ثم إلى بلاد العالم، لتعتبر سوريا تاريخياً مهد زراعة هذه الشجرة، التي حملت في ثقافات عدة موضع القداسة والتبريك.

 

ولا يزال حتى يومنا هذا، الزيتون السوري وزيته، من أجود الأنواع المعروفة عالمياً، بالرغم من تنوع أصنافه وتعددها، ولكن ما الذي يجعل أحدها متمايزاً عن الآخر؟.

 

أهل الخبرة .. 

ويجيب عن هذا الخصوص، الأستاذ في قسم البساتين في كلية الزراعة بجامعة حلب، الدكتور محمد كردوش، في حديث لتلفزيون الخبر، قائلاً إن “شجرة الزيتون من الأشجار الهامة التي انتزعت أهميتها من تعدد أصنافها واحتياجاتها لظروف بيئية مغايرة بشكل كبير عن الأصناف الأخرى مما يجعل إمكانية زراعتها في مناطق وظروف متعددة”.

 

ويلفت “كردوش” إلى أن “جودة الزيتون وزيته البكر في سوريا ترجع إلى الحصول على ثمار زيتون سليمة خالية من الإصابات الحشرية والأمراض والأضرار الميكانيكة أثناء عملية الجني”.

 

ويتابع “كردوش” أن “درجة نضج الثمار المناسبة للحصول على أفضل إنتاجية وجودة زيت عالية تعد من أبرز الأسباب، إضافة إلى تطبيق الشروط الفنية المناسبة في معاصر الزبتون من غسيل وطحن ومدة عجن ودرجات حرارة مناسبة وفرز جيد للثمار وتعبئة الثمار أياً كان الصنف والإسراع بعملية العصر”.

 

ويبين “كردوش” أن “أصناف الزيتون تتمايز فيما بينها بمحتواها من الزيت ومحتوى زيوتها من مضادات الأكسدة والمركبات الفعالة بيولوجياً، كما تبدي تمايزاً في تحملها للإصابة بالحشرات التي تؤثر على جودة الثمار وبالتالي على جودة الزيت”.

 

تمايز أنواع الزيتون تبعاً للمناطق في سوريا

ويشرح “كردوش” أن “الصنف الدعيبلي حساس للإصابة بحشرة ذبابة ثمار الزيتون والتي تخفض من جودة زيت الثمار المصابة، كما أن الظروف البيئة في المناطق الساحلية التي يزرع فيها هذا الصنف من رطوبة وحرارة تسمح بانتشار اكبر للإصابة المرضية والحشرية وخاصة عند إهمال عملية التقليم”.

 

ويلفت الدكتور “كردوش” إلى أن “صنفي الزيتون الصوراني والقيسي أكثر تحملاً من بقية الأصناف للتغيرات الجوية بشكل عام وإنتاجيتهما عالية ونسبة زيتهم جيدة ومواصفات الجودة الحسية والكيميائية عالية”.

 

ويضيف أن “هذه الأصناف المنتشرة في ريف حلب وادلب بشكل رئيسي، وفي حمص وحماة تتميز بمحتوى جيد من الفينولات والتي تساعد على إطالة فترة تخزينها، كذلك تحتاج إلى درجات برودة خلال فصل الشتاء بمعدل لايقل عن 300- 400 ساعة برودة تحت الدرجة (7) م”.

 

ويوضح “كردوش” أن “هذه الظروف المناخية السائدة في مناطق زراعة الأصناف التي نتحدث عنها، تحد من نشاطات العديد من الحشرات أو انتشار الأمراض بشكل عام إضافة إلى اهتمام مزارعي الزيتون بتقديم الخدمات الضرورية الهامة من تقليم وتسميد و ري تكميلي لايقل عن 3- 4 ريات وخاصة قبل جني الثمار”.

ولفت “كردوش” إلى أن “الاهتمام بطريقة قطاف مناسبة وخاصة لهذه الأصناف بحيث لا تؤذي النموات السنوية والتي تعتبر المسؤولة عن الإنتاج في العام الذي يليه، تزيد من جودتها”.

 

زيتون الساحل السوري

أما عن مميزات الزيتون السوري الساحلي، يرى “كردوش” أن أهم ما يميز أصنافه “عدم احتياجها لساعات البرودة وهذه من أهم الميزات التي تعمل على انتشار هذه الشجرة في المناطق الدافئة والساحلية”.

 

ويُخشى على الأصناف الساحلية من “تأثير ارتفاع الرطوبة الجوية والتي تكون سبب لبعض الأمراض، لكن في العموم تعطي هذه الأصناف نوع من الزيت المميز والمستساغ من قبل مواطني تلك المناطق”، بحسب “كردوش”.

 

ويرى الخبير في مركز “أكساد” أن “كل منطقة تستسيغ زيتها وتعتبره أفضل من الزيوت الأخرى حيث التذوق هو الأساس في ذلك، فيما يكون المحدد لأسعار الزيت هو تصنيفه من حيث الجودة والأعلى سعراً هو زيت الزيتون البكر الممتاز ثم البكر الأول ثم العادي”.

 

معايير تقسيم أخرى للزيتون ..

 

يتم تقسيم أنواع زيت الزيتون، بحسب عدة معايير، ومنها الجودة، وفيها يعتبر النوع الأول وهو زيت الزيتون البكر الممتاز من أجود أنوع زيت الزيتون وأعلاها سعراً.

 

وينتج زيت الزيتون البكر الممتاز من أول عصرة لثمار الزيتون، ونسبة الحموضة فيه أقل من 1 بالمئة، ويؤكد “كردوش” أنه “كلما قلت نسبة الحموضة في زيت الزيتون، زادت جودته”.

 

ويحتوي هذا الصنف من الزيت على نسبة عالية من العناصر الغذائية والأحماض الدهنية الأساسية وفيتامين E، ويستخدم عادةً في إعداد جميع أنواع الأطعمة ويحذر من إستخدامه في القلي لأن درجات الحرارة المرتفعة تفقد زيت الزيتون فوائده الصحية.

 

أما الصنف الثاني، فهو زيت الزيتون البكر، الذي يحضر بحسب “كردوش” بنفس طريقة زيت الزيتون البكر الممتاز ولكنه “يختلف عنه في ارتفاع نسبة الحموضة به مما يجعله أقل جودة من النوع السابق حيث تصل نسبة الحموضه إلى 2 بالمائة مما يؤثر على طعمه ورائحته وفوائده الصحية لذا هو أقل سعراً”.

 

تجدر الإشارة إلى أن سوريا لا تزال تنتج على الأقل 25 صنفاً مختلفاً من الزيتون في مناطق مختلفة المناخ، يرجع تاريخ بعضها لما قبل الميلاد.

 

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مواد متعلقه

زيت “الخريج” موروثٌ شعبي أصيل في الساحل السوري يصر العلم على عدم صلاحيته للاستهلاك البشري

كميات إنتاج الزيتون في مناطق سيطرة الدولة السورية لهذا العام

زيتون سوريا النازف في إدلب وعفرين

يحق “للنابور” مالا يحق لغيره .. من سرديات قطاف الزيتون السوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى