العناوين الرئيسيةكي لا ننسى

51 عاماً على حرب تشرين التحريرية.. المقاومة مستمرة رغم الإجرام والخيانة

شنّ الجيشان السوري والمصري، في تمام الساعة الثانية من ظهر 6/10/1973، حرباً مشتركة ضد كيان الاحتلال على امتداد الجبهتين معاً.

 

واستمرت العمليات القتالية حتى يوم 21/10 من ذات العام، وهو اليوم الذي قبلت به مصر وقف إطلاق النار بشكلٍ منفرد، لتنطلق بعدها “معارك الاستنزاف” التي خاضها الجيش العربي السوري منفرداً ضد الاحتلال لمدة 80 يوماً، وكبدت العدو خسائر فادحة، وفي31 أيار 1974 توقفت الأعمال القتالية على الجبهة السورية، وتم توقيع اتفاقية فصل القوات.

 

وحرر الجيش العربي السوري خلال حرب تشرين 1973 مدينة القنيطرة من الاحتلال “الإسرائيلي” بعد تدميره خط دفاع العدو “ألون”، والسيطرة على مرصد جبل الشيخ وقتل وأسر كافة أفراد المرصد، فيما استعاد الجانب المصري سيناء بالكامل بعد اتفاقية “كامب ديفيد” التي اشترطت عدم ظهور أي شكل عسكري مصري فيها إلا بموافقة “إسرائيل”.

 

اعترافات العدو..

 

وصفت رئيسة وزراء كيان الاحتلال في كتابها “اعترافات غولدا مائير” يوم 6 تشرين “بالكارِثة الساحقة والكابوس” الذي عاشته بنفسها و”سيظل معها على الدوام”.

 

وقالت “مائير” معترفة بفشل تقارير استخباراتها باستقراء الحرب على الجبهتين السورية والمصرية: “لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت فيها الحرب فقط ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت أنها خطأ”.

 

وتابعت “مائير”: “حققت القوات على الجبهتين تقدماً ملحوظاً، حيث تغلغل السوريون في عمق مرتفعات الجولان وعبرت القوات المصرية القناة.”

 

“وتحطمت قوات العدو الذي أخذ يطرح إمكانية القيام بانسحاب جذري، وإقامة خط جديد للدفاع لاسيما وأن خسائره على الجبهتين كانت في تزايد حتى أن هذا الوضع دفع وزير “الحرب” أنذاك “موشي دايان” لتقديم استقالته التي قوبِلت بالرفض من قِبل “مائير”، بحسب كتابها.

 

وأكملت “مائير” إنه في خامس أيام الحرب “دفعنا السوريين إلى العودة عبر خطوط وقف إطلاق النار 1970 وبدأنا الهجوم على سوريا”.

 

وأضافت “مائير” أنه “في الجنوب سكن الوضع نسبياً حيث بدأت الإمدادات العسكرية الأمريكية بالتدفق لدعمنا في اليوم التاسع للحرب بمعدل طائرة كل 15 دقيقة، وبكيت لأول مرة منذ بداية الحرب عندما علمت أن الطائرات الأمريكية وصلت إلى مطار اللد”.

 

خيانة بالجملة

 

فضح رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق سعد الدين الشاذلي في كتابه “مذكرات حرب أكتوبر” خيانة السادات التي ساهمت بترجيح كفت “إسرائيل” على حساب الجيشين السوري والمصري.

 

وقال الشاذلي “إني اتّهم السادات بجريمة حصار الجيش الثالث يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأول، والذي أجهض انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وأجهض سلاح البترول، وأجهض الحصار البحري الفعال الذي فرضته مصر على “إسرائيل”، وأفقد القيادة السياسية المصرية القدرة على الحركة والمناورة وجعلها ألعوبة في يد “إسرائيل” وأمريكا”.

 

وانتقد الصحفي المصري محمد حسنين هيكل في كتابه “أكتوبر 1973 السلاح والسياسة” تصرف السادات عندما قام بإرسال رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر في ثاني يوم الحرب ولم يكن مضى على الحرب 20 ساعة بعد، قال فيها “إننا لا نعتزم تعميق مدى الاشتباك أو توسيع مدى المواجهة”.

 

وبحسب “هيكل” فإن “كيسنجر قام بدوره بنقل الرسالة إلى رئيسة وزراء العدو التي قامت بتكثيف ضرباتها على الجبهة السورية، واستطاعت القوات المصرية من القيام بعملية العبور ثم أمر السادات بتطوير الهجوم نحو المضائق يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول باستخدام فرقتي الاحتياط اللتين كانتا تستعدان لرد أية محاولة “إسرائيلية” للعبور غرب القناة”.

 

وأردف “هيكل” أن “الأمر الذي رفضه كل من الفريق سعد الدين الشاذلي ووزير الحرب أحمد إسماعيل ونبها من العواقب الوخيمة لهذا التحرك، والتي أدت لثغرة الدفرسوار لاختراق العدو مواقعهم ووقوع كارثة حصار الجيش المصري الثالث، وقبول السادات مُنفرداً من دون إخبار الرئيس الأسد عن قرار وقف إطلاق النار مع العدو والذي أفضى في النهاية إلى اتفاقية كامب دايفيد 1978”.

 

وفي أيلول 2023، نشرت الرقابة “الإسرائيلية” أسماء ووثائق جديدة عن حرب تشرين وتعلقت الوثائق بزيارة سرية أجراها ملك الأردن آنذاك الحسين بن طلال إلى عاصمة الكيان “تل أبيب”، حيث التقى رئيسة وزراء الكيان “غولدا مائير” وذلك في 25 أيلول 1973 قبل أيام من اندلاع الحرب، وأخبرهم بناء على معلومات استخباراتية حديثة علمها من مصادره حول نوايا سوريا شن حرب لاستعادة الجولان.

 

المقاومة بين تشرينين

 

تمر الذكرى 51 على حرب تشرين التحريرية وسط لحظات مفصلية بتاريخ المنطقة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان، بقصد نصرة الأسرى والمسجد الأقصى وإعادة القضية الفلسطينية للواجهة بعد موجة التطبيع العربي.

 

وما تبع ذلك من عدوان “إسرائيلي” غير مسبوق ضد أهالي القطاع مستمر منذ عام متصل بعدوان على سوريا ولبنان واليمن والعراق وإيران بسبب إسنادهم للشعب الفلسطيني.

 

علاوة على عدوان همجي ضد المقاومة اللبنانية خلال الأيام الأخيرة عبر اغتيال كبار قادتها وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، وتهجير أهالي جنوب لبنان واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت لكسر جبهة الإسناد اللبنانية لغزة.

 

اليوم بين تشرين الأول 1973 وتشرين الأول 2024، يستمر النهج المقاوم للكيان دون أي انكسار مهما تعاظمت التضحيات وكَثُر الخذلان الدولي والعربي.

 

وسطرت المقاومة في غزة ولبنان وداعميها في المنطقة ثبات كبير في وجه جيش الاحتلال، منع الكيان من تحقيق أهدافه بالقضاء على “حماس” وحزب الله وإجبار حلفاء المقاومة على التخلي عنها.

 

يذكر أن الكيان قام خلال العام الأخير بتكثيف اعتداءاته على سوريا بهدف منعها عن دعم حركات المقاومة في المنطقة، سواء عبر الاستهداف المباشر أو عن طريق المليشيات التابعة للاحتلال التي تتحرك ضد الجيش العربي السوري بأمر من أمريكا وتركيا و”إسرائيل”.

 

جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى