العناوين الرئيسيةمجتمع

أسباب السلوك العدواني عند بعض الأطفال ونصائح للتخفيف منه

يتصرّف بعض الأطفال بعدوانيّة تجاه أهلهم والآخرين، ممّا يشكّل قلقاً وتحديّاً كبيراً للأهل، لكن من المهم فهم أسباب هذا السلوك وكيفيّة مساعدة الطفل على التخفيف والتخلّص منه؟.

 

وقالت الاختصاصيّة النفسية، ولاء الحسن، لتلفزيون الخبر إنه “من المألوف أن يفقد الأطفال الذين يُعانون من صعوبة في التعامل مع عواطفهم السيطرة على أنفسهم، ويوجّهون ضيقهم إلى الأهل، فيصرخون ويشتمون، أو يلقون بأشياء خطيرة، أو يضربون ويعضّون”.

وأضافت “الحسن” أنه “من المفيد أولاً أن نفهم أن السلوك هو تواصل، فالطفل العدواني لا يمتلك المهارة اللازمة لإدارة مشاعره والتعبير عنها بطريقة أكثر نضجاً وقد يفتقر إلى اللغة، أو التحكّم في الانفعالات، أو القدرة على حل المشكلات”.

 

وتابعت “الحسن” إنه “غالباً ما يكون من الصعب على الآباء التعامل مع سلوك الطفل الغاضب، لكن فهم سبب تصرفاتهم يمكن أن يساعد، إذ تحدث مشكلات الغضب لدى الأطفال لأنهم لا يعرفون كيفيّة التعامل مع إحباطهم أو مشاعرهم غير المريحة (لم يتعلّموا بعد مهارات حل المشكلات دون الانزعاج)”.

 

“كما إن الطريقة التي يستجيب بها الآباء لنوبات الغضب التي تُصيب أطفالهم مهمة أيضاً، حيث إنه إما أن يستجيب للضيق بنفس الطريقة، أو يتعلّم طرقاً أفضل للتعامل مع المشاعر”، وفقاً لـ”الحسن”.

 

وعن النصائح للأهل للسيطرة على الغضب لدى الأطفال، أجابت الاختصاصيّة النفسية: “الحفاظ على الهدوء عندما يتصرّف طفلك بشكلٍ سيء، وتجاهل السلوك السلبي والثناء على السلوك الإيجابي سيساعد في تقليل نوبات الغضب، ومن المهم وضع القواعد، وإخبار طفلك بما سيحدث إذا خالف هذه القواعد، ثم اتباعها”.

 

وأوضحت “الحسن”، لتلفزيون الخبر أنه “إذا لم تكن نوبة الغضب عنيفة، فتجاهلها عادةً ما يكون هو الحل الأفضل، لأن حتّى الاهتمام السلبي مثل إخبار الطفل بالتوقّف عن الصراخ قد يكون مشجّعاً على استمرار الصراخ”.

 

وأشارت “الحسن” إلى أنه “لا يُنصح بتجاهل الطفل اذا استمر بالتصرّف بعنف لأنه قد يؤدّي إلى الإضرار بنفسه أو بالآخرين، وفي هذه الحالة يُنصح بوضع الطفل في بيئة آمنة لا تتيح له الوصول إليك أو إلى أي مكافآت محتملة أُخرى”.

 

وأضافت “الحسن”: “يجب أن يبقى لمدة دقيقة واحدة، ويجب أن يكون هادئاً قبل السماح له بالخروج، فقد يحتاج الأهل إلى تركهم بمفردهم حتّى لا يكافأوا بالاهتمام، ولا يجب تشجيعهم على الاستمرار في السلوك من خلال الموافقة على ما يريدونه من أجل إيقافه عن الصراخ أو الغضب”.

 

ونصحت “الحسن” الأهل بـ”مدح السلوك المناسب مثلاً عندما يهدأ الطفل، وعندما يحاول التعبير عن مشاعره لفظياً وبهدوء، أو يحاول التوصّل إلى حل وسط بشأن الخلاف”.

 

وزادت “الحسن” أنه “يجب تجنّب محفزات الغضب، إذ أن معظم الأطفال الذين يُعانون من الانهيارات العصبية المتكررة عادةً ما يكون المحفز هو مطالبة الطفل بفعل شيء لا يحبّه، أو التوقّف عن فعل شيء يحبّه، مثل أداء الواجبات المنزلية أو وقت النوم، أو عندما يحين وقت التوقّف عن اللعب”.

 

وتابعت “الحسن” أنه “يمكن أن تساعد في ذلك تحذيرات الوقت كأن نخبره بأننا (سنذهب في غضون 10 دقائق)، وتقسيم المهام إلى تعليمات من خطوة واحدة (أولاً، ارتدِ حذائك)، في تجنّب سلوكيات الطفل العدوانيّة”.

 

“ويُعاني بعض الأطفال من صعوبة معالجة المعلومات التي يتلقونها من خلال حواسهم، فأشياء مثل الضوضاء الزائدة والحشود وحتّى الملابس الخشنة يمكن أن تجعلهم قلقين أو غير مرتاحين أو متوترين، ويؤدّي ذلك إلى أفعال تجعل الأهل في حيرة من أمرهم، بما في ذلك عدوانيّة الطفل”، تبعاً لـ”الحسن”.

 

وبيّنت “الحسن” أنه “في بعض الأحيان يرى الآباء هذا النوع من السلوك بهدف لفت الانتباه، ولكن الأطفال الذين يتصرفون بعنف لا يستطيعون عادةً التعامل مع الإحباط أو الغضب بطريقة أكثر فعاليّة، مثلاً من خلال التحدّث ومعرفة كيفيّة تحقيق ما يريدون”.

 

ولفتت “الحسن” إلى أنه “هناك استراتيجيات يمكن للوالدين استخدامها لمساعدة الأطفال على تحسين سلوكهم، ومن أهم الأمور الحفاظ على الهدوء عندما تواجه طفلاً غاضباً، فمن السهل أن تشعر بأنك فقدت السيطرة على نفسك وتجد نفسك تصرخ عليه”.

 

وأضافت “الحسن”: “لكن عند الصراخ على الطفل، تقل الفرصة في الوصول إليه، وبدلاً من ذلك، سيكون أكثر عدوانيّة وتحدياً، وبقدر ما قد يكون الأمر صعباً، إذا تمكّن الأهل من الحفاظ على الهدوء والتحكم في العواطف فيمكنهم أن يكونوا قدوة للطفل وأن يعلّموه أن يفعل الشيء نفسه”.

 

وذكرت الاختصاصية أن “الأطفال العدوانيين يحتاجون إلى آباء هادئين، فعندما يصبح عدوانياً قد يشكّل خطراً على نفسه وعلى الآخرين، بما في ذلك الوالدين والأخوة”.

 

وختمت “الحسن”: “إذا كان طفلك يتصرّف بعنف شديد -لدرجة أنه يخيفك ويزعج عائلتك بشكلٍ متكرر- فمن المهم الحصول على مساعدة اختصاصي أو معالج نفسي”.

 

يُشار إلى أن “الأسباب النفسية تُعدّ من أهم الأسباب التي تؤدّي للسلوك العدواني عند الطفل، كانعدام الثقة بالنفس أو القلق من المحيط، بالإضافة لإمكانيّة أن يكون ردّة فعل على بعض المواقف التي يتعرّض لها كالتمييز بينه وبين أقرانه أو الرفض الدائم لطلباته وحرمانه من حقوقه، بالإضافة لغياب عنصر الحنان من حياته كانشغال الأم عنه أو وفاتها”، وفق اختصاصيين.

 

بشار الصارم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى