“تعالوا احكيلكون قصة”.. سوري يبحث عن سرفيس.. انتهى
“أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً” هذا المثل لا ينطبق على السوري في هذه الأيام، فهو وإن كان حكماً سيأتي متأخراً لغياب السرافيس لكن احتمال ألا يأتي أبداً أكبر، لأنه لن يخرج من منزل لا يوجد وسيلة نقل ترده إليه.
يعاني السوريون منذ أكثر من أسبوعين وعلى امتداد خريطة السرافيس الوطنية من غياب هذا العنصر الأبيض ذي 14 راكب (نظامي) وعدد غير منتهي (ع الواقف) من الشوارع دون أي مبرر منطقي لما يحدث.
مبررات وتهرب
رحلة طويلة عاشها فريق تلفزيون الخبر خلال السعي بين المكاتب التنفيذية في المحافظات ومديريات المحروقات لمعرفة أسباب الأزمة الأخيرة.
ورغم رفض جميع الأطراف المعنية تقديم إجابة واضحة ومباشرة فإن عبارات على شاكلة (هاد الحكي إلك ومو للنشر) تكشف حجم التخبط الذي نعاني منه.
فالمكاتب التنفيذية في المحافظات تقول أن المحروقات خفضت كمية الوقود المخصص للمحافظة ما أدى لعدم القدرة على تزويد السرافيس بالمادة كما هو معتاد بمعنى (ما عم يعطونا من وين بدنا نجيب).
أما المحروقات فأيضاً تقول “تحت الهوا” أنها تُسلم المحافظات ما يطلبونه من المخصصات بمعنى (ما عم يطلبو أكتر أو ما عم يعرفوا يوزعوا).
وبين هذا وذاك يبقى السوري حائراً في شوارع البلاد باحثاً عن وسيلة نقل تتناسب مع راتبه تقله من حر الشمس حالياً ومطر الشتاء مستقبلاً إلى منزله.
ع الموقف!
وفي جولة سريعة على مواقف المواصلات سواء ميدانياً أو عبر ما تنقله وسائل التواصل نجد أن المشهد كان موحداً بين جميع المحافظات حيث هناك “ازدحام شديد وندرة في السرافيس”.
وقال مخلص موسى لتلفزيون الخبر “كيف بدي وصل ع شغلي وأرجع بدون ما أدفع راتبي بيومين للمواصلات يعني سرافيس مافي والتكسي صار يستغل الموقف وهو أصلاً ما بيناسب الراتب وإذا تأخرنا عن شغل منتبهدل شو الحل ما حدا بيعرف”.
“ارفعوا التسعيرة” هذا الحل برأي زكريا كامل خلال حديثه لتلفزيون الخبر عن أزمة السرافيس الأخيرة “كل مره بيهلكونا ليرفعوا التسعيرة وبالأخير بترتفع من أولا رفعولهن التسعيرة وخلينا نمشي أوضاعنا أحسن ما البلد مشلولة”.
وتابع “كامل” أن “هاد المنطق مو صح لأن الرواتب ثابتة وما لازم ترتفع المواصلات بس من جهة ما عم يعطوهن مازوت ومن جهة الناس بتحسبها ألفين للسرفيس أحسن من مية للتكسي بالمختصر الناس مضرورة كيف ما كان بس بدها الضرر الأخف على راتبها”.
وأوضح طوني عطالله لتلفزيون الخبر أن “المواطن يعيش بين أزمات تتبعها أزمات فلا يعلم متى تبدأ أزمة غلاء الاتصالات لتلحقها أزمات الكهرباء والمياه وارتفاع الأسعار وأخيرا الأزمة القديمة الحديثة السرافيس كل ذلك يجعل المواطن مثل فأر التجارب يدور ضمن تجربة لا تتوقف عجلتها، والمعنيين غير معنيين سوى بتقديم المبررات لا الحلول”.
يذكر أن وعوداً مستمرة منذ أيام تتحدث أنه خلال أيام ستنتهي أزمة السرافيس ونحن (أيام ورا أيام عايشين على حلمنا).
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر