العناوين الرئيسيةفلسطين

أربعة أعوام على تطبيع الإمارات والبحرين مع “إسرائيل” فماذا جنى العرب والفلسطينيون؟

وقع الاحتلال مع الإمارات والبحرين مذكرة التطبيع بشكل رسمي في 14 أيلول 2020، تلاها توقيع اتفاقات مشابهة مع المغرب والسودان لينضموا بذلك إلى ركب الدول المطبعة كمصر 1979 والأردن 1994.

 

بداية القصة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فجر 14 أب 2020 الإتفاق بين كيان الاحتلال والإمارات على إقامة علاقات رسمية تطبيعيةب ينهما تحت اسم “الاتفاق الإبراهيمي”.

 

وصدر بيان مشترك من “ترامب” ورئيس وزراء الكيان “بنيامين نتنياهو” وولي عهد أبو ظبي أنذاك محمد بن زايد يعبرون فيه عن أملهم أن يؤدي هذا الإتفاق “إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط”.

 

وكان أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في 13 أب 2020 عن موافقة الإمارات على تطبيع العلاقات مع الكيان، معتبراً أن بلاده “تريد التعامل مع التهديدات التي تواجه حل الدولتين وتحديداً ضم الأراضي الفلسطينية ودعم المفاوضات”، نافياً أن تكون هناك سفارة “قبل الاتفاق الفلسطيني الصهيوني”.

 

وأكد “ترامب” و”نتنياهو” أن الإمارات ستطبع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، وسيتم تبادل السفارات وتفعيل التعاون بكافة المجالات وهو ما تم فعلاً وقبل الوصول لأي حل يخص الشعب الفلسطيني.

 

وزعم رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان أن الاتفاق سيوقف عمليات الاحتلال لضم الأراضي الفلسطينية، ولا سيما منطقة الأغوار، وهو ما نفاه “نتنياهو” بشكل قاطع، مؤكداً على التزامه بالضم.

 

وقال “ترامب” إن البحرين طالبت بالانضمام إلى الإمارات في إبرام اتفاق لتطبيع العلاقات مع العدو المزمع توقيعه في البيت الأبيض ب14 أيلول 2020.

 

وعينت الإمارات سفيرها لدى الكيان محمد آل خاجة في شباط 2021، وفي تموز من ذات العام قُص شريط افتتاح السفارة الاماراتية بالأراضي المحتلة، وقال “آل خاجة” معلقاً “هذه السفارة لن تكون فقط مقرا للدبلوماسيين بل كأساس لبناء العلاقات بيننا وتعزيز الشراكة والحوار” دون التعرض لقضايا الشعب الفلسطيني.

 

وفي 30 آذار 2021، أصدر ملك البحرين مرسوما بإنشاء بعثة دبلوماسية لبلاده في “تل أبيب”، مسمياً يوسف الجلاهمة سفيراً لدى الكيان، وكان الكيان عين منتصف كانون الثاني 2021، “إيتاي تاغنر” قائماً بأعمال السفارة “الإسرائيلية” في المنامة.

 

تاريخ العلاقات بين الطرفين

جمعت الإمارات والاحتلال علاقات سرية على مدار العقود الماضية، لكن أول تلميح علني لهذه العلاقات يعود ل2015 عندما أعلنت خارجية العدو أنها ستفتح مكتباً دبلوماسياً في دبي.

وتلا ذلك تصريح لوزير خارجية الاحتلال في 2019 عن تعاون عسكري مع الإمارات بوجه إيران، ثم في 2020 قال “نتنياهو” إن الإمارات ساعدت الاحتلال في التصدي لجائحة كورونا عبر إمدادها بالتقنيات الصحية اللازمة””.

 

ومهدت البحرين مطولاً خلال السنوات الأخيرة من خلال ممارسات متنوعة، منها استقبال وفود رياضية “إسرائيلية”، والموافقة التامة على صفقة “السلام” الإماراتية، وأخيراً، رفضها مشروع القرار الفلسطيني الذي يعتبر أن الإعلان الإماراتي “الإسرائيلي” الأمريكي ينتقص من الإجماع العربي بشأن القضية الفلسطينية.

 

و رفضت البحرين طلباً فلسطينياً بعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية على مستوى الوزراء، لبحث تداعيات إعلان التطبيع الإماراتي “الإسرائيلي” على القضية الفلسطينية.

 

ماذا بعد التطبيع؟!

وسط انغماس الإمارات والبحرين ودول الخليج بتطبيع العلاقات مع الاحتلال بحجة “نصرة الشعب الفلسطيني” نفذت قوات الاحتلال مج*ازر وانتهاكات عديدة بحق الفلسطينيين في غزة والقدس وعموم الأراضي المحتلة راح ضحيتها مئات الشه*داء وآلاف الجرحى والكثير من الدمار العمراني.

ولم تقم الإمارات أو البحرين بأي تحرك رسمي مفيد لإيقاف ماكينة العدو العسكرية من استهداف الشعب الفلسطيني ومقدساته، عدا تصريحات القلق والدعوى للحوار ونبذ العنف مع زيادة العلاقات مع الكيان.

واستمر الشعب الفلسطيني ومقاومته بالدفاع عن أنفسهم من خلال تثبيت معادلات الردع عبر عمليات الطعن والدهس وال”الكارلو” عدا عن قيام الفصائل الفلسطينية بصد العدوان على غزة في عمليتي “سيف القدس” 2021 و”وحدة الساحات” 2022 اللتين كلفتا العدو خسائر فادحة.

وجاءت معركة “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول 2023 لتضرب بنيان الكيان والدول السائرة في ركبه وتكشف أكاذيب من سعى إلى التطبيع وتُلزمه الصمت أمام جرائم الاحتلال.

 

لكن بعض المطبعين لم يكتفوا بدعم الاحتلال خلال عدوانه المستمر منذ ما يقارب العام على غزة بل تبنوا روايات قام الاحتلال وداعميه بالتراجع عنها.

وأعاد ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، خلال فعاليات قمة الأمن الإقليمي 19 “حوار المنامة” في تشرين الثاني 2023، تعويم الرواية الغربية التي زعمت أن المقاومة الفلسطينية قتلت الأطفال خلال عمليات “طوفان الأقصى” معتبراً أن هذه العمليات بربرية

 

وروّج الغرب على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن أن “حماس” قامت بقتل الأطفال صبيحة 7 تشرين الأول الماضي، لكن سرعان ما تراجع البيت الأبيض عن هذه الرواية بعد افتقارها للدلائل ووضوح الكذب فيها.

 

يذكر أنه وسط الرفض الفلسطيني الرسمي والشعبي، إضافة لرفض عدد من الأنظمة العربية وجميع الشعوب العربية هذه الاتفاقيات لم تجرؤ الجامعة العربية على إدانة “الاتفاق الإبراهيمي”.

 

يشار إلى أن الاحتلال هو من أطلق على اتفاق التطبيع مع الإمارات اسم “الاتفاق الإبراهيمي” نسبةً للنبي إبراهيم الذي يحظى بمكانة لدى جميع الأديان السماوية، محاولاً بذلك تبرير عنفه وإجرامه بالإتكاء على اسم محبب لدى جميع الأديان والشعوب العربية.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى