تعليم

التحرش والتنمر وغيرها من التحديات التي تواجه الأطفال في المدرسة.. كيف نساعدهم ونبني علاقة قوية معهم ؟

كيف نبني علاقة قوية مع أطفالنا ونساعدهم لمواجهة التحديات في المدرسة بما فيها التحرش والتنمر؟

كيف نبني علاقة قوية مع أطفالنا ونساعدهم لمواجهة التحديات في المدرسة بما فيها التحرش والتنمر؟

 

أطفال في أحد مدارس سوريا
هناك العديد من التحديات التي يمكن أن تسبب معاناة للطفل في المدرسة، بما في ذلك المشكلات الاجتماعية، أو الأكاديمية، وكذلك الجسدية، وعلى الأهل والمعلم إداك آلية التعامل مع هذه المشكلات لمساعدة الطفل على تخطيها، وغالباً يكون بناء علاقة قوية مع الطفل هو الخطوة الأهم للنجاح في تحقيق ذلك.

 

كيف نعزز علاقاتنا مع أطفالنا؟

قالت الأستاذة في كلية التربية بجامعة تشرين، واختصاصية التربية العامة ومهارات التواصل، الدكتورة لميس حمدي، لتلفزيون الخبر:

 

“هناك مجموعة من الممارسات على الأهل تعزيزها لدى الطفل والتركيز عليها مع العودة إلى المدرسة، لبناء الثقة والعلاقة القوية من خلال التواصل المفتوح والصريح”.

 

وأوضحت رئيس قسم تربية الطفل في كلية التربية بجامعة تشرين، أن ذلك “يكون من خلال تشجيع الطفل على التحدث عن مشاعره وأفكاره، فإذا لاحظت أن طفلك يبدو حزيناً، اسأله بلطف عن السبب وأكّد له أنك موجود لدعمه”.

 

ولفتت “حمدي” إلى “أهمية التشجيع والدعم، ومدح الطفل على جهوده وإنجازاته، مهما كانت صغيرة، حتى لو قام برسم صورة بسيطة، يجب مدحه على إبداعه واهتمامه بالتفاصيل”.

 

الدكتورة لميس حمدانوتابعت “حمدي”، أن “الوفاء بالوعود من الممارسات المهمة جداً، ويجب أن نكون صادقين دائماً مع الطفل، وإذا وعدت طفلك بنزهة في نهاية الأسبوع، تأكّد من تحقيق ذلك”.

 

 

وأشارت الاختصاصية إلى “أهمية توفير بيئة آمنة، وذلك من خلال جعل منزلك مكاناً يشعر فيه طفلك بالأمان والراحة، وتخصيص وقتاً للعب معه في المنزل وتجنّب استخدام الهاتف أو التلفاز خلال هذا الوقت”.

 

وأضافت “حمدي”، أن “التعليم والتوعية المستمرة للطفل مع بداية كل مرحلة جديدة أمر هام للغاية، كتعليم طفلك على الحدود الشخصية وكيفية حماية نفسه، وذلك باستخدم قصص بسيطة لتوضيح مفهوم الحدود الشخصية وأهمية قول (لا) في المواقف غير المريحة”.

 

ونصحت الأهالي بـ”التفاعل الإيجابي، وبأن يكونوا قدوة حسنة للطفل من خلال التفاعل الإيجابي مع الآخرين، وإظهار كيفية التعامل بلطف واحترام من خلال تصرفاتهم اليومية”.

 

وأردفت “حمدي”، أنه “من الضروري أن تكون مرناً وتفهم مشاعر طفلك واحتياجاته لتعزيز ثقته بنفسه، وإذا كان متوتراً بشأن شيء ما، حاول تهدئته وتقديم الدعم اللازم له”.

 

وشرحت رئيس قسم تربية الطفل حول أبرز التحديات التي قد يواجهها الطفل في المدرسة على اختلافاتها أو يتأثر بها، وكيف يمكن مساعدته على التعامل معها لتجنّبها وتخطيها.

 

التحرش

بيّنت “حمدي”، في حديثها لتلفزيون الخبر “أهمية التوعية المبكرة حول التحرش، من خلال تعليم طفلك على الحدود الشخصية وأهمية حماية جسده”.

 

وتابعت “حمدي”، أن “ذلك يكون باستخدام قصص بسيطة لتوضيح مفهوم الحدود الشخصية وأهمية الرفض في المواقف غير المريحة، وآلية التمييز بين اللمس الآمن وغير الآمن للجسد، وما هي حدود الأشخاص في محيطه، وبأن هناك مناطق محظورة للمس من قبل الغير”.

 

وذكرت “حمدي”، أنه “من الضروري إخبار الطفل بأهمية عدم دخوله الحمام مع أحد، وبأنه يجب إغلاق باب الحمام جيداً، وتعليمه عدم الخوف وطلب المساعدة والصراخ بصوت عالٍ عند تعرّضه لمواقف معينة وعدم سماع كلام الآخر بعدم الصراخ أو الخوف منه والاستسلام”.

 

وأضافت الاختصاصية، أنه “من الضروري إرشاد الطفل للإفصاح عن التحرش لأهله ومعلمته، والاستماع له بهدوء وبدون انفعال في حال وقوع ذلك، وإخباره بأنه شجاع جداً لأنه أخبرك، وأنك هنا لمساعدته وستجدان حلّاً معاً”.

 

ونصحت “حمدي” الأهالي، بـ”طلب المساعدة المتخصصة عند تعرّض الطفل للتحرش، وعدم التردد باللجوء لمختصين في مجال التربية أو علم النفس لمساعدته على التعامل مع التجربة بشكلٍ صحي”.

 

التنمر والتجاهل

 

أوضحت “حمدي”، أن “مواجهة التنمر والتجاهل الذي قد يتعرّض له بعض الأطفال يكون بتحصينهم بالثقة، وللمعلم الدور الأهم في ذلك، من خلال زرع ثقة الطفل بنفسه، وأن يشعر الطفل بالمحبة من قبل معلمه، وبأنه مرغوب ولديه نقاط إيجابية تلفت نظر معلمه له ويحبّه لأجلها، بالإضافة إلى لفت نظر أقرانه بالصف إلى هذه الصفات”.

 

وتابعت “حمدي”، أنه “يجب على المعلم التلفظ دائماً وبطريقة عفوية أمام الطفل أنه ذكي ومحبوب وجميل، وعدم توجيه النقد المباشر للطفل الذي يُعاني من التنمر، وإعلام أهله بهذا الأمر والطريقة التي يجب أن يتعاملوا بها معه، وإشاعة جو من المودة والمحبة داخل الصف وتعزيز سلوك الأطفال الجيد والمحبين لأقرانهم”.

 

وشددت “حمدي” على “ضرورة تنمية الاستقلالية لدى الطفل الذي يُعاني من التنمر بشكلٍ مناسب لعمره، وتمرير الطفل بمواقف نجاح أمام أقرانه، ومساعدته وتزويده بالوسائل والأدوات التي يمكنه من خلالها التعامل مع مواقف النجاح هذه”.

 

وركّزت الاختصاصية على “أهمية تنمية الوعي لدى الطفل بالعلاقات الاجتماعية وأنماطها، للوصول إلى المعايير التي يمكن من خلالها التمييز بين العلاقات السلبية والإيجابية والقدرة على فهم الآخرين”.
ولفتت “حمدي” إلى “ضرورة الابتعاد عن العقاب البدني أو العقوبة ذات التأثير النفسي الحاد مع الأطفال المتنمرين، ومحاولة تشجيعهم لاستبدال سلوكهم السلبي بالإيجابي، وشكرهم وذكر محاسن سلوكياتهم الإيجابية حال القيام بها”.

 

السلوك العدواني

قالت “حمدي”، إنه “عند لحظ سلوك عدواني عند بعض الأطفال في المدرسة يجب معرفة سبب هذا السلوك، وهل ظهر فجأة لدى الطفل بعد أن كان طبيعي وهادئ أم هو بطبيعته طفل عدواني؟”.

 

وأردفت الاختصاصية، أنه “كإجراء أول يجب إبعاد الطفل العدواني عن الطلاب الذين يشجعونه على تصرفاته هذه ويشاركونه بها، والتمتع بالصبر والتصرف بحكمة من قبل الأهل والمعلم والمرشد النفسي تجاهه، فالسلوك العدواني لن يتغيّر بحصة واحدة ولا بيوم، ويحتاج إلى وقت”.

 

ونوّهت “حمدي” إلى “أهمية التقرب من الطفل العدواني والتحدّث معه ومشاركته مشاكله والنقاش بها والتعامل معه ببشاشة أثناء الحديث وتجنّب استفزازه”.

 

الدونية والنقص

وذكرت “حمدي”، أن “سلوك بعض الأطفال يعبّر عن شعورهم بالدونية والنقص عن باقي أقرانهم، بالتالي يلجأ الطفل لممارسة مجموعة من السلوكيات الخاطئة، والتي من الممكن أن تجعله يشعر بالرضا عن نفسه، وهنا يأتي دور الأهل لكسب ثقته”.

 

وأوضحت “حمدي”، أن “من الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل الأهالي هي تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال مدحه بصفات (أنت ذكي، أنت جميل..)، وخلق علاقة معه مبنية على الصراحة والصدق من خلال طرح بعض الأسئلة (ماذا فعلت اليوم؟ ما الكلمات الجديدة التي تعلّمتها اليوم؟ هل أخبرتك المعلمة شيء جعلك تشعر بالحزن؟)”.

 

يُشار إلى أنه من الضروري محاولة معرفة أسباب السلوك الذي يقوم به الطفل ومحاولة علاجه من خلال تعريف الطفل بعواقب هذا السلوك، إضافةً إلى تعريفه بالقيم والعادات والمبادئ والأخلاق التي تجعل منه طفلاً خلوقاً محبّ للحياة ومتقبّل للآخرين، بحسب “حمدي”.

 

الجدير ذكره، أن الاختصاصية شددت على الأهل “ضرورة الابتعاد عن مقارنة الطفل بالأقارب والأقران، باعتبار أن مثل هذه المقارنات تخلق الغيرة والتنمر والسلوك العدواني وقلة الثقة بالنفس لدى الطفل”، لافتةً إلى أن “اللجوء لخلق منافسة معينة يجب أن يتم بشكلٍ إيجابي ومدروس”.

 

شعبان شامية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى