تعليم

كيف تهيّئ الطفل للعودة إلى المدرسة والتغلّب على قلق وضغوطات الأيام الأولى؟

نصائح لمساعدة الأطفال على التكيف مع العودة للمدارس

كيف تهيّئ الطفل للعودة إلى المدرسة والتغلّب على قلق وضغوطات الأيام الأولى؟
يستفسر ويتساءل الكثير من الأهالي عن الجوانب المرتبطة بإعداد أطفالهم للعودة إلى مدارسهم، خاصةً بعد العطلة الصيفية الطويلة نسبياً، إذ يتعرّض الأطفال إلى خلل في الالتزام وعدم التقيّد بمواعيد نوم واستيقاظ محددة.
ولا تقتصر خطوات تهيئة الطفل للمدرسة على تحضير الحقيبة وشراء الزي المدرسي، بل على الأهل مراعاة الجوانب النفسية التي تتطلّب منهم غرس الطاقة الإيجابية في نفس الطفل، خاصةً إن كانت هذه سنته الأولى لخوض هذه التجربة المهمة في حياته.

ونصح الأستاذ في كلية التربية بجامعة تشرين، واختصاصي علم النفس التربوي والصحي، الدكتور فؤاد صبيرهفي حديثه لتلفزيون الخبر، بـ”أهمية العمل على تنظيم الساعة البيولوجية المرتبطة بالنوم والاستيقاظ، وذلك قبل فترة قصيرة من عودة الأطفال والأبناء إلى المدرسة”.
الأخصائي فؤاد صبيرةولفت “صبيره” إلى أن “الدراسات النفسية والتربوية تؤكّد أن الأطفال الذين ينالون قسطاً كافياً ومنظماً من النوم تتحسّن قدراتهم العقلية، وخاصةً فيما يتعلّق بالتركيز والانتباه، كما يساعدهم ذلك على تنشيط ذاكرتهم، وتحسين قدراتهم الذكائية، ممّا ينعكس لاحقاً على صحتهم النفسية والجسمية”.

قلق الأطفال من العودة إلى المدرسة

حول التعامل مع قلق الأطفال من العودة إلى المدرسة، شرح “صبيره”، أن “من أسباب ذلك هو قلق انفصال الطفل عن أهله أو خوفه من كم الواجبات المدرسية أو حتى خشيته من التنمر وتحديات أخرى قد يواجهها”.
وتابع “صبيره”، بأن “التهيئة والإعداد النفسي للطفل عامل حاسم في استعداده وتشكيل دافعية التعلّم لديه، وذلك يمكن أن يتحقق من خلال التواصل الإيجابي معه، وتشجيعه بكلمات إيجابية تشعره بالدعم والتقبل والمرغوبية، وذلك كي يستقبل يومه الأول في المدرسة بكل جد وفعاليّة”.
ونصح الاختصاصي بـ”لعب لعبة المدرسة مع الطفل في المنزل، باستخدام أسلوب تمثيل الأدوار، إذ يمكن أن تساعد هذه اللعبة الطفل على التكيّف مع فكرة الانضمام إلى هذه المرحلة قبل انطلاق العام الدراسي، كما ستجعله يرى المدرسة كمكان ممتع، ما يقلل من قلقه في اليوم الأول”.
وأضاف “صبيره”، أنه “أنصح أيضاً بمشاركة طفلك بقصة من تجربتك الشخصية حول اليوم الأول لك في المدرسة، والحديث عن مشاعرك في ذلك الوقت والذكريات الجميلة التي كوّنتها، وإذا أمكن، العثور على صور لك عندما كنت في تلك المرحلة أو صور لأشخاص بالغين يثق بهم طفلك، وتحدثا عنهم معاً”.
“كما يُعدّ تجهيز ركن الدراسة من أفضل الأنشطة التي ستجعل الطفل يترقب بدء عامه الدراسي، لكن يجب مراعاة أن يكون هذا الركن ملوناً ومحبباً للطفل، والأهم من ذلك أن يكون بموقع بعيد عن الضجيج والإلهاء والفوضى، لمساعدته على التركيز، خاصةً خلال الأسابيع الأولى لبدء العام الدراسي الجديد”.
وبيّن الاختصاصي، أن “عملية ترغيب الطفل بالمدرسة يجب أن تكون مرحلية، فالأطفال الصغار مثلاً من الجيد للأهل اصطحابهم إلى المدرسة مرة أو مرتين قبل الافتتاح، كي يزول العامل النفسي السلبي لديهم، وكي لا يشعر الطفل أن العودة للمدرسة هي شكل من أشكال العقاب الموجّه إليه”.
وتابع “صبيره”، أن “الأبحاث المتعلّقة بعلم النفس المدرسي تدل إلى أن هناك كثيراً من أطفال المرحلة الإعدادية يرفضون التقيد والالتزام لتوقيت محدد للذهاب للنوم، وأنهم قد يتمردون على المدرسة من خلال رفضهم للدراسة أو إنجاز الواجبات المدرسية لاحقاً، لهذا السبب على الأهل أن يكونوا قريبين من أبنائهم من خلال النقاش والحوار الهادئ والفعّال”.
وأردف “صبيره”، بأن “ذلك يكون للتمكّن من وضع المعايير والضوابط المطلوبة للمرحلة المدرسية القادمة، والتي ستنعكس على جودة حياتهم داخل وخارج المدرسة”.
وذكر “صبيره”، أنه “على الأهل في بداية افتتاح المدارس أن يعطوا أبنائهم الوقت الكافي للتأقلم والتكيّف مع المدرسة، فهذا يتطلب بعض الوقت، وعلى الأهل أن يستوعبوا أن الطفل بحاجة لهذا الوقت ليتكيّف من جديد مع النظام المدرسي، لذا عليهم التحلّي بالصبر والمرونة كي تمضي المرحلة الأولى بشكلٍ سلس وديناميكي”.
وأوضح “صبيرة”، أن “الاتفاقيات مع الطفل تلعب هنا دوراً إيجابياً في ضبط سلوكه من جهة وإدراكه لضرورة احترامه للقوانين والأنظمة الخاصة بالمدرسة، وهذا لا يمكن أن يتم إلّا إذا تشكّلت القناعة لديه كي يتمثل ويستجيب للتعليمات بكل مرونة وفعاليّة”.

نصائح للأهل لمساعدة أطفالهم على التكيف من العودة للمدارس

وحول أبرز النصائح التي يمكن تقديمها للآباء والأمهات لمساعدة أطفالهم في التكيّف من جديد مع المدرسة بنظامها وقوانينها وتعليماتها، أجاب “صبيره”، بأن “اصطحاب الأطفال لشراء حاجاتهم ومستلزماتهم المدرسية قبل افتتاح المدرسة، أمر فعّال، ويفضل ترك الطفل يختار المستلزمات التي تشعره بالفرح والسعادة، وتجعله أكثر إقبالاً إلى المدرسة”.
وأشار الاختصاصي إلى “أهمية ترشيد الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات أو باستخدام الهواتف المحمولة، إضافةً إلى ضرورة السماح للطفل بأن يلعب مع أصدقاءه وزملائه (في المدرسة) داخل المنزل”.
ونوّه “صبيره” على “أهمية تشجيع الطفل لبناء علاقات صداقة جديدة، وأيضاً تشجيعه على التعبير عن مشاعره وخاصةً السلبية منها إن وجدت”.
وأضاف “صبيره”، أنه “من النصائح أيضاً المتابعة المستمرة للطفل، والتواصل الدوري مع المدرسة، خاصةً في الأيام الأولى لتتبع مسار الطفل السلوكي والتحصيلي، ذلك من أجل الوقاية والتدخل المبكر في حال كان هناك مشكلة ما لدى الطفل، مما يسهم في تعزيز الصحة النفسية للأطفال”.
ولفت “صبيره”، إلى أن “تنظيم وقت الدراسة للأبناء هو أيضاً عامل هام جداً في التهيئة النفسية والإعداد الجيد”، مشيراً إلى “أهمية أن يكون الأهل القدوة الحسنة لأبنائهم، كي يتعلّم الأطفال مهارة تنظيم الوقت والالتزام بالقواعد والأنظمة المدرسية، وتحمّل المسؤولية”.
وختم “صبيره” حديثه لتلفزيون الخبر مؤكّداً على “التشجيع المستمر للطفل، لأن هذا يزيد الثقة لديه ويشعره بكيانه النفسي، ويخفف لديه القلق المرتبط بالعودة إلى المدرسة”.
يُذكر أن وزارة التربية حددت يوم الأحد القادم 8 أيلول موعداً رسمياً لانطلاق العام الدراسي 2024/2025، في جميع مدارس سوريا، وكانت أصدرت قبل أيام الخطة الدرسية للعام الجديد، والتي تتضمّن الدوام الإداري، تقويم العام الدراسي، الحصص الدرسية، وسير الدوام للتعليم العام والريفي والمهني.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى